«بالي» على بالك هذا العام

من أشهر الجزر الآسيوية ويقصدها 80 % من سياح إندونيسيا

TT

من الوجهات السياحية الآسيوية المشهورة والقريبة نسبيا من منطقة الخليج، جزيرة بالي الإندونيسية التي حازت على مر السنين الكثير من الجوائز السياحية؛ لما تحويه من شواطئ خلابة وآثار تاريخية وقرى تقليدية وقمم بركانية.

وتعد بالي واحدة من 17 ألف جزيرة تتكون منها إندونيسيا، وأقرب الجزر الأخرى إليها هي جزيرة جاوة. وتستخدم الأوساط السياحية كلمة «جنة السياح» لوصف جزيرة بالي لأنها تجمع بين شعب مضياف وثقافة تهتم بالاحتفالات والمهرجانات، ومواقع خلابة للغوص والسباحة. وهي تجذب وحدها نحو 80 في المائة من إجمالي السياح الذين يزورون إندونيسيا سنويا.

ولكنها ليست جنة بلا متاعب؛ ففي جنوب الجزيرة انتشر في الماضي محتالون تخصصوا في سرقة السياح ونهبهم، كما ضرب الإرهاب هذه الجزيرة مرتين في عامي 2002 و2005، ومع ذلك استطاعت الجزيرة النهوض من كبوتها والحفاظ على جاذبيتها السياحية. وهي توفر الهدوء والسكينة في بعض مناطقها الشمالية إلى جانب الصخب الشبابي في جنوبها. وفي أرجاء الجزيرة الأخرى تنتشر القرى الشعبية التي تكشف عن جوانب الحياة التقليدية لشعب إندونيسيا.

ويصل الموسم السياحي في بالي إلى ذروته مرتين سنويا، الأولى في الصيف والأخرى في نهاية العام. وتشتهر الجزيرة بين السياح الأستراليين نظرا لقربها الجغرافي. وبين مواسم الذروة يمكن الحصول على أفضل العروض السياحية والاستمتاع بالجزيرة من دون ازدحام السياح.

أصبحت بالي جزءا من إندونيسيا في عام 1945، ولكن السياحة العصرية لم تصل إليها إلا في عقد السبعينات. وهي الآن المصدر الرئيس لدخل سكان الجزيرة. وعلى رغم أن الإسلام هو الدين الرسمي لإندونيسيا والسائد في معظم أرجائها فإن بالي تنتمي في أغلبها إلى الديانة الهندوسية، التي تختلف في الكثير من طقوسها عن الهندوسية التي تمارس في الهند. ويمارس أهالي بالي الكثير من الرقصات الشعبية التي تنتشر في المهرجانات التي تقام على نحو أسبوعي في الجزيرة.

من عوامل الجذب السياحي لبالي اعتدال الطقس طوال شهور العام بدرجات حرارة تتراوح بين 20 و33 درجة مئوية. وتتعرض بالي خلال فصل الربيع إلى أمطار مونسون موسمية، ولكنها تكون في الغالب قصيرة الأجل، مع استمرار سطوع الشمس أثناء النهار. وخلال فصل الصيف تقل نسبة الرطوبة والأمطار ويعتدل الطقس، وهي الفترة التي تجذب المد السياحي إلى الجزيرة من إندونيسيا ومن خارجها. وفي التلال البركانية في شمال بالي تنخفض درجات الحرارة، ويحتاج السياح إلى ملابس شتوية خصوصا في المساء.

ويتحدث أهل بالي لغتهم الخاصة المختلفة عن اللغة الإندونيسية الرسمية للبلاد. والتعامل السياحي في الجزيرة يجري باللغة الإنجليزية. ويرحب الأهالي بمحاولات السياح التفاهم ببعض الكلمات من اللغة المحلية.

وتضم الجزيرة ثالث أكثر مطارات إندونيسيا ازدحاما، وهو مطار ديمباسار الدولي الذي يقع على مقربة نصف ساعة بالسيارة من مدينة ديمباسار. وهو مرتبط مباشرة بالكثير من المطارات الآسيوية الدولية، وبأستراليا، وبقية أنحاء إندونيسيا. وتعمل من المطار أيضا الكثير من شركات الطيران السياحي الرخيص التي تخدم مدن إندونيسيا وأرجاء آسيا الأخرى.

وتطير إلى بالي مباشرة شركات دولية، من بينها: القطرية وفرجن والتايلاندية والكورية وكاثي باسيفيك. ويحتاج المسافر إلى بالي إلى تأشيرة دخول يمكن الحصول عليها في المطار عند الوصول أو سلفا من السفارات الإندونيسية حول العالم. ويصل ثمن التأشيرة إلى 30 دولارا وهي صالحة لمدة شهر.

وهناك برنامج يعفي الزوار الأجانب من التأشيرة ويضم بعض الدول، من بينها المغرب والفلبين وسنغافورة وبروناي. ولكن الجميع يدفع ثمن تأشيرة خروج قيمتها نحو 22 دولارا لكل مسافر.

وتحيط بجزيرة بالي الشواطئ الرملية ما عدا منطقة غابات ومستنقعات في الجنوب الشرقي بالقرب من شبه جزيرة بوكيت. ونظرا للطبيعة البركانية للجزيرة فإن الرمال المنتشرة فيها تكتسب اللون الرمادي، مع شواطئ قليلة تنتشر فيها الرمال البيضاء الناعمة.

وتصلح معظم الشواطئ في بالي للسباحة الآمنة وفق تعليمات الأمان المنشورة على الشواطئ. وبوجه عام تعد الشواطئ الشمالية في بالي أنظف من الشواطئ الجنوبية، خصوصا في مواسم الأمطار التي تجرف المياه الملوثة إلى الشواطئ.

وداخل الجزيرة تنتشر مزارع الأرز في بالي، وفي المناطق الجبلية تنتشر البراكين التي يظل بعضها نشطا حتى الآن. من البراكين النشطة في بالي بركان باتور الذي لا يستغرق أكثر من ساعتين لصعوده، ويعد من الوجهات السياحية المثيرة لبعض السياح.

وإلى جانب التسوق والتمتع بالاسترخاء على الشواطئ، هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن للسياح القيام بها في بالي، منها استكشاف أرجاء الجزيرة وما تحويه من عجائب، مثل ينابيع المياه الساخنة في شمال الجزيرة بالقرب من منطقة لوفينا. وهناك الكثير من المنتجعات الصحية التي تتوجه إلى السياح والعناية بهم. كما توجد الكثير من أنواع المساج، منها مساج القدمين، حيث تنظف الأسماك الصغيرة القدمين في أحواض مائية.

وفي بالي يوجد الكثير من مراكز اليوغا، وهي مراكز تقوم بتدريب معلمي اليوغا الذين يأتون إلى بالي من جميع أنحاء العالم.

وتشتهر بالي أيضا بالترحيب بالمتزوجين الجدد الذين يقضون شهر العسل في الجزيرة. وهناك من يختار إجراء مراسم زواج جديدة في بالي تتخللها الموسيقى والرقصات التقليدية. وتعد مراسم الزواج في بالي أرخص منها في الخليج أو أوروبا.

من النشاطات السياحية التي تشتهر بها بالي الألعاب المائية، ومنها الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية وحطام سفينة أميركية غارقة شرق الجزيرة منذ الحرب العالمية الثانية. وهناك الكثير من مراكز الغوص المعتمدة لتدريب السياح واصطحابهم في رحلات تحت سطح الماء. ويقبل السياح على تعلم الغوص في بالي نظرا لأسعارها الرخيصة، ومياهها الدافئة، وبحارها الهادئة. وتقع معظم مراكز الغوص على الشواطئ الجنوبية للجزيرة.

من النشاطات المائية الأخرى التزلج على الماء والإبحار الشراعي، كما تنظم بعض السباقات النهرية في مواسم الأمطار، وتخرج رحلات الصيد البحري من الموانئ على نحو يومي.

ويمكن للسياح القيام برحلات سياحية حول الجزيرة تشمل المعالم الجغرافية المتنوعة، بالإضافة إلى الجوانب الثقافية أيضا. وتناسب بالي رحلات العائلات، وشهر العسل، وصغار السياح، على السواء.

وتحاول بالي أن تجذب إليها كل فئات السياح، بمن في ذلك عشاق رياضة الغولف، حيث توفر الجزيرة 5 ملاعب غولف. وهي أيضا توفر الحدائق الطبيعية، ومنها حدائق الحيوان والطيور، بالإضافة إلى محمية للأفيال وحديقة أسماك وأخرى للفراشات.

ويمكن للسياح الإقبال على مغامرات الطيران الشراعي وركوب الدراجات الجبلية والتجول في الغابات وركوب الخيول. وفي الحدائق النباتية يمكن للزوار التجول بين قمم الأشجار عبر طريق خشبي مبني على ارتفاع 20 قدما يقدم مشاهد قريبة من الطيور وبعض الحيوانات.

وهناك من يتوجه إلى بالي من أجل التعليم، حيث تضم الجزيرة 4 جامعات، من بينها جامعة أودايانا التي تقدم برامج جامعية في 12 تخصصا، من بينها إدارة الأعمال والاقتصاد والقانون والسياحة واللغات والدراسات الآسيوية، ويقبل الطلاب على الجامعة من جميع أنحاء العالم.

ولكن معظم السياح يفضلون الذهاب إلى بالي من أجل قضاء أسابيع ممتعة يمارسون خلالها هواياتهم المفضلة، ويتجولون في الأسواق من أجل بعض التسوق. وتشتهر بالي بأنها رخيصة في توفير الهدايا والملابس بنصف ثمنها في الدول الغربية. كما يوفر المصممون المحليون الكثير من السلع والملابس المبتكرة. ويمكن التوجه مباشرة إلى المصانع والاستوديوهات وشراء المنتجات من صانعيها بدلا من الشراء من المحلات المتشابهة في الأسواق.

وهناك الكثير من الحلي الذهبية والفضية والكثير من المشغولات اليدوية المصنوعة من السيراميك والزجاج والخشب التي يمكن شراؤها لتكون تذكارا من رحلات السياحة إلى بالي. وتشتهر الجزيرة بالبن والتوابل المجففة التي يمكن شراؤها من الأسواق الشعبية أو من محلات السوبر ماركت التي تعبئ منتجاتها في عبوات مزخرفة خصيصا للسياح.

ولا بد من التفاوض على الأسعار في الأسواق ومحلات الهدايا، والاستثناء الوحيد هو منافذ الهدايا الراقية التي لا تتفاوض على الأسعار. وهناك الكثير من المتاجر الصغيرة التي تبيع مختلف المصنوعات اليدوية والهدايا البسيطة التي تناسب الأطفال.

المطاعم في بالي توفر الوجبات الإندونيسية والدولية، كما توجد في المناطق السياحية الكثير من المطاعم والمقاهي الدولية السريعة، مثل ماكدونالدز وكنتاكي وبيتزا هت وستاربكس. وتحاول هذه المنافذ أن تجمع بين الوجبات الدولية والمذاق المحلي في أطباق لا يجدها المستهلك في أي موقع آخر. ومن الأفضل تجربة بعض المطاعم الإندونيسية الصغيرة، حيث الطعام أطيب وأرخص من المطاعم الكبرى. ويجب الحرص عند استخدام التوابل؛ لأن بعضها حريف للغاية.

ويتناول معظم أهل بالي اللحوم رغم ديانتهم الهندوسية، وهناك القليل من المطاعم التي تقدم وجبات حلال للأقلية المسلمة التي تعيش في الجزيرة وللسياح المسلمين، ويتناول السياح المياه المعدنية فقط، حيث مياه الصنابير غير صالحة للشرب.

ويمكن الاختيار بين الفنادق بدرجاتها المتنوعة أو الإقامة في فيلات خاصة، بها طاقم خدمة ومستويات متفوقة من الخدمة. وتبدأ أسعار الفيلات من نحو 200 دولار لليلة الواحدة.