تحذير من زواج التعارف: 84% ينتهون بالطلاق و70% يرفضون الزواج بمن كانوا على علاقة سابقة بهن

TT

كشفت إحصائية أجريت أخيرا في السعودية، أن 84 في المائة من العلاقات الزوجية التي تتم بعد علاقة تعارف وحب تنتهي بالطلاق، وأن 38 في المائة من فتيات مدينة جدة اللاتي شاركن في استبيان الإحصائية يؤيدن التعارف بين الرجل والمرأة بقصد الزواج، ويوافقهم في هذا الرأي 41 في المائة من الشباب، فيما يرفض 70 في المائة من الشباب الزواج بفتاة كانت لها علاقة غير رسمية بشخص آخر، بينما تقبل 64 في المائة من الفتيات بذلك.

وحسب الإحصائية التي كشفت عنها اعتدال إدريس عضو هيئة التدريس في كلية دار الحكمة، خلال محاضرة أقيمت أخيرا في مركز المعارض بجدة، فإن 30 في المائة من الفتيات يرين أن العلاقة بين الرجل والمرأة ما هي إلا مجرد صداقة، بينما يرى 54 في المائة منهن أن علاقة الصداقة بين الشاب والفتاة علاقة لتفريغ العواطف والحب، وترى 34 في المائة منهن أنها علاقة خداع، فيما فضلت 59 في المائة من المشاركات الزواج عن طريق الأهل. وأبانت الإحصائية أن مشكلة فقدان الثقة تقف عثرة كبرى أمام زواج التعارف. وتقول اعتدال إدريس: «يرى 29 في المائة من الشباب صعوبة في الثقة في الزوجة، إذا كان قد تعرف عليها قبل الزواج وارتبط بعلاقة معها، وكذلك فان 37 في المائة من الفتيات لا يثقن في أزواجهن، الذين كن على علاقة سابقة بهم». وأوحت اعتدال إدريس أن «الشاب الذي يتزوج فتاة عرفها وصادقها وخرج معها، وربما عاشرها، قبل عقد القران يكون ضحية للشكوك بعد الزواج، وربما يتساءل: إذا كانت قد قبلت على نفسها أن تتعرف عليه، بعيدا عن عين أهلها، فما الذي يمنعها أن تفعل ذلك مع آخر بعيدا عن عينيه، لذلك فمشكلة الثقة تبرز في هذا النوع من الزواج». وبينت الإحصائية أن 41 في المائة من الشباب يفضلون الزواج عن طريق التعارف، و36 في المائة عن طريق الأهل، و7 في المائة من مجال العمل.

وأشارت اعتدال إدريس الى أنها أشرفت على تنفيذ هذه الإحصائية من قبل طالبتين، هما طرفة قطب الدين ومروة طارق عابد، وهما من طالباتها في مادة «الإسلام »، وان الاحصائية أجريت على عينات من شباب وفتيات في مدينة جدة شملت 149 شابا و100 فتاة. وحذرت اعتدال إدريس خلال حديثها من خطورة التعارف قبل الزواج في السعودية بقولها «إن مثل هذه العلاقات تسبب نوعا من عدم الثقة بين الزوجين بعد الزواج، اذ سيعيشان في شك طيلة علاقتهما التي غالبا ما تنتهي بالطلاق، وحسب الإحصائيات فان 84 في المائة من الأزواج الذين ارتبطوا بزوجاتهم بعد علاقة حب وتعارف كانت نهايتها الى الطلاق». واضافت «الحب قبل الزواج، أو الزواج عن طريق التعارف، كذبة يخدع بها الشباب أنفسهم، ويخدعون بها الآخرين، وهذه النتيجة التي توصل إليها المجتمع الذي جرب أبناؤه ماجربوه، فلم تخلف التجربة إلا فسادا ودمارا اسريا وأخلاقيا». وقالت «ان المتزوجين بهذه الطريقة وبعد فترة، سرعان ما يندمون على ما فعلوا، وتبدأ الشكوك تساورهم، بعد أن تنطفئ حرارة الحب الوهمي الذي صنعوه لانفسهم، لتدب نار الخلافات بينهم».

وعزت اعتدال إدريس أسباب التعارف قبل الزواج الى ظاهرة العنوسة، التي باتت تهدد الاستقرار النفسي والاجتماعي لكثير من الفتيات. وتقول: «كثير من الفتيات لا ينقصهن الجمال والأدب والثقافة ولكنهن يشتكين من شبح العنوسة، أما الشباب فارتفاع المهور وكثرة الطلبات التي ترهقهم أحيانا تدفعهم الى إقامة العلاقات لعجزهم عن تحمل تلك التكاليف». وأشارت الى أن هناك مفهوما خاطئا للصداقة بين الجنسين، وتؤكد أنه «ليست هناك صداقة بالمعنى الدارج بين الرجل والمرأة، فقد تتخذ العلاقة صفة الصداقة في بادئ الأمر، ولكنها ومن خلال تجارب كثيرة جدا لا تبقى كما هي، بل سرعان ما تتطور الى ما هو اكبر». وحذرت من أن «الحرية المنفلتة أو التي لا تراعي قيدا أو شرطا ولا نظاما، أو تلك التي أباحها القانون الغربي في الجنس والخمر لا تعتبر حرية فكل ما يعرض الإنسان للأذى ليس حرية بل قيد واستعباد».