مديرة القسم النسائي بمكتبة الملك عبد العزيز بالرياض: إقبال السعوديات على القراءة في ارتفاع.. والصيف موسم العائلات

TT

تتبادل العائلات السعودية المتذوقة للإطلاع في أوقات الإجازة الخبرات والتجارب المؤدية لإثراء فراغ الأبناء والأطفال في محاولة لاستثمار الأوقات العائلية في القراءة. ومن ضمن الوسائل المتعارف عليها أخيرا تناقل الأمهات للبرامج الحديثة المقدمة من المكتبات الخاصة والعامة لاستقطاب القراء في الإجازة الصيفية.

إذ تعد فكرة نادي الطفل المقدمة من مكتبة الملك عبد العزيز بالرياض من بين الأفكار الرائدة في هذا المجال حيث تقوم في أساسها على تحديد فئات عمرية واستهدافها بصورة مدروسة على ضوء العديد من الدراسات ومن قبل مختصين في هذا الحقل.

وهي تبدأ بتقديم الخدمة للأطفال من سن الثالثة وحتى الخامسة عشرة مقسمين على أربع مجموعات كل فئة لها ميولها واحتياجاتها وتقدم عن طريق اشتراك سنوي يستطيع الطفل من خلاله التواصل مع الكتاب بصورة دائمة تنتهي بتكوين مكتبة منزلية.

بالإضافة لذلك وعلى خلفية إحصائية لمكتبة الملك عبد العزيز بالرياض تعد الفترة من شهر يونيو (حزيران) وحتى سبتمبر (أيلول) وقتاً موسمياً لارتفاع معدل الإقبال على القراءة في المكتبة من قبل الأمهات والأطفال والفتيات، إذ ارتفع عدد المرتادات من 213 في شهر يونيو وحتى سبتمبر إلي 357، وتعد هذه النسبة الأعلى في الموسم الصيفي المنصرم منذ إنشاء القسم النسائي في المكتبة مما يستشرف معدلات أكبر لهذا العام.

وقالت فاطمة الحسين مسؤولة القسم النسائي بالمكتبة إن طلبات المرتادات متنوعة بحسب الخدمات المتعددة، كالخدمة المرجعية، وإعارة الكتب، وخدمة السمع بصرية، التي تتيح الاستفادة من خدمة الإنترنت من خلال المكتبة.

والى جانب ذلك توفر المكتبة أنشطة متعددة طيلة أشهر العام وأخرى موسمية للطفل. وتقدم أيضا ركن الدوريات، وعروض النشاط المسرحي الذي يشترك في بعض فقراته الأطفال المتواصلون مع المكتبة بصورة دورية. كما أن لربة المنزل والأم العاملة التي تسعي لتثقيف أطفالها وتعويدهم على القراءة تقدم المكتبة لهن مقترحات وأفكار لتوفير بيئة حاضنة للطفل تؤصل العلاقة بينه وبين الحروف وتنقله من عالم التلقي إلي عالم التفكير والتحليل، في محاولة لاستثمار عادة القراءة لتغذية الطفل فكرياً.

تقول فاطمة الحسين «يفترض أن تكون الأم في الأساس قارئة جيدة حتى يحب أطفالها الإطلاع، وأن توفر المناخ الملائم المشجع على القراءة قبل البدء في غرسها بداخلهم، ونقترح اصطحاب الأطفال إلى المكتبات للتعرف على بيئة الكتاب، والاشتراك باسم الطفل في إحدى المجلات المصورة، والحرص على تقديم الكتب كهدايا، بالإضافة الى توفير ركن خاص في المنزل للقصص المصورة والملصقات الدلالية التي تدعو للتأمل». كما تضع فاطمة الحسين حلولاً لضيق الوقت الذي يجعل القراءة صعبة مع إيقاع الحياة السريع بقولها «وضع كتب في السيارة، وحمل بعض القصص في أوقات الانتظار بعيادات المستشفيات مثلا وغيرها سيضيف جرعة جيدة».

ولتثبيت المعلومة المستقاة من الكتب تؤكد فاطمة الحسين أن الحوار هو القاعدة التي يفترض من خلالها ترسيخ المعلومة، وذلك بتشجيع الأطفال على التحاور ومناقشة ما تمت قراءته وما هي الفائدة والعبر التي خرج بها الطفل من القصص المقروءة.

وتضيف «ان طلب القراءة بصوت عال من قبل الأم للطفل يعزز ثقته بنفسه ويشعره بأهمية ما يقوم بعمله. وفي حالة الانشغال الكامل فالاستماع للقصص المسجلة على أشرطة الكاسيت هو الحل».

وللفئات العمرية الأكبر سنا تقدم فاطمة الحسين اقتراحاً باستثارة روح التساؤل من خلال استثمار أسئلة الأطفال التي ستتولد عن قراءتهم للكتب والمجلات بتحفيزهم على العودة للبحث عن المعلومات والمصطلحات غير المفهومة في دوائر المعارف والموسوعات والمعاجم والتي بدورها ستقدم لهم ثراءً في المعلومة يشدهم بصورة أكبر لعالم القراءة. وأشارت الى أن اعتماد مكتبة الملك عبد العزيز على الأنشطة الثقافية والاجتماعية المتنوعة التي تعني بالأسرة والطفل، بجانب إصدار سلسلة كتاب الشهر، ساهما في التعريف بالمكتبة وزادا الإقبال على خدماتها المتنوعة.