تعرفه أباريق الشاي.. وحفلات الزفاف: عطريات المدينة.. نعناع وحبق ودوش.. أشهرها الورد المدني!

TT

«على بابك ياكريم» عبارة اعتاد نايف بائع النعناع ترديدها مستهلاً يومه متفائلا أثناء رفعه لقطع الخيش المبلل لعرض بضاعته من العطريات وهو يستنشق رائحتها الذكية المميزة مع بزوغ خيوط الفجر الأولى. العطريات ميزة نسبية تضاف إلى سلسلة المزايا التي تزخر بها «طيبة الطيبة» بعطر السيرة والمكان والتاريخ، فإنها تتميز بكونها موطنا لإنتاج زراعي مميز لا يتوفر بنفس الجودة أو النكهة، وأن تشابهت الصفة والمسمى للنوع عند زراعته في أي مكان خارجها. نايف محمد سعد شاب في مقتبل العمر حاز من التعليم شهادة المتوسطة نشأ وترعرع وهو يستنشق كل صباح رائحة النعناع التي يشتهر بها سوق المدينة مثل النعناع الحساوي نسبة لمنطقة «الحسا» بآبار علي، و«المغربي»، و«الدوش»، و«النمام»، و«العطرة»، و«الحبق»، و«الورد». وهو منذ 15 عاما يساعد والده الذي أمضى 40 عاماً في مهنة بيع النعناع والعطريات.

نايف الذي يلوح لزبائنه بحزم النعناع وأطباق الورد على يديه في ميدان العنبرية يقف تحت حرارة شمس بلغت 47 درجة مئوية في الظل لجذب انتباههم قبيل مغادرتهم المدينة عائدين الى مدنهم. ويحرص زوار المسجد النبوي الشريف على شراء كميات من أنواع النعناع والعطريات كهدايا لأسرهم وأصدقائهم فيما يحرص آخرون على اقتناء شتلات منه لزراعتها في حدائقهم المنزلية.

يقول نايف إنه يبدأ يومه ببيع 300 «شكة» منوعة من العطريات، وعدد من أطباق الورد يقوم برشها بالماء البارد 3 مرات في اليوم حتى يبرد النعناع من الحرارة وإلا سوف يتلف، ومدة صلاحية النعناع للعرض 24 ساعة، والكمية التي لا تباع يتم التخلص منها في نهاية اليوم. يضيف نايف: «أعمل يوميا على مدى 15 ساعة متواصلة تبدأ مع خيوط الفجر عند الرابعة بأمل أن يتحقق في نهاية اليوم الربح المتوقع وهو في حدود 150 ريالا (40 دولارا)، لا توفي التزاماتي المنزلية». تتفاوت مؤشرات الأسعار لهذا المحصول العطري بمشتقاته بحسب فصول المناخ ومواسم المناسبات، فمثلاً يرتفع سعر بعض أنواع النعناع ومنها المغربي والنمام التي تستخدم بكثرة في فصل الصيف نسبة إلى خواصها الملطفة لحرارة الجو. أما الورد المديني فيصل سعره في الصيف إلى درجات قياسية. ويصل سعر الطبق الواحد سعة (250 غراما) الى (15 ريالا)، وقيمة الكرتون متوسط الحجم سعة (5) كيلوغرامات بسعر (250) ريالا، ويرجع ذلك للإقبال الكبير بسبب مناسبات الأفراح والخطوبة، إضافة الى عدم زراعته في الشتاء.

ويختص نشاط بيع النعناع بمقاييس مثل «الربطة 4 شكات تضم الواحدة 16 حزمة، ثمن الشكة ريال ويتم بيعها بسعر يتراوح بين 3 و4 ريالات وفارق السعر هو لتعويض ما يتلف بسبب حرارة الجو». وأكثر ما يهدد هذا النشاط هو احتكار العمالة الوافدة لزراعة النعناع وجلبه للسوق من المزارع في «العشيرة، وآبار الماشي، وآبار علي» والتحكم في فرض السعر اليومي. ووسط ذلك الزحام 3 فلاحين سعوديين فقط يقومون بأنفسهم بممارسة هذا النشاط، ويأملون من وزارة الزراعة والجهات المختصة التدخل. ويقول فايز العوفي «إنه قام باستئجار كشك في السوق المركزي بـ17 الف ريال (4533) دولارا سنويا، وهذا النشاط لا يتحمل مثل هذا المبلغ ويدعو لفتح أكشاك في المخارج الرئيسية للمدينة لأن النشاط لا يغطي الإيجار، فالعمل يتحرك خلال أشهر الصيف». من جهته يقول أمين المدينة المنورة المهندس عبد العزيز الحصين إن الأمانة تمتلك مواقع استثمارية في مخارج المدينة، وانها على استعداد لطرحها للاستثمار في هذا النشاط، ويعزي عدم تنفيذ ذلك إلى أن الممارسين لهذا النشاط لا يكتسبون صفة الثبات فمعظمهم موسميون وبالتالي فإنه لا رغبة لهم في التنظيم الثابت.