قراصنة المصنفات الفنية يطرحون أحدث الألبومات الغنائية بـ3 ريالات على الأرصفة وأسواق «الحراج»

TT

أصبحت القرصنة على المصنفات الفنية والمطبوعات في السعودية هي الفن الثامن الذي يتفاخر الكثير من مبتدعيه بقدرتهم على حرفية النسخ والقص واللصق واستخدام الاجهزة الحديثة وآلات الطبع في تجارة مربحة لهم تعتمد على اغراء العميل بالتكلفة المادية الرخيصة مقابل السلعة التي تكلف الشركات الفنية ملايين الريالات.

علي مختار، مسؤول في شركة صوت الجزيرة، بدا متأثرا وهو يرى ألبومات الفنان محمد عبده وجيل كامل من الفنانين تباع على الارصفة تباع بـ 3 ريالات وهو السعر الذي يقل عن سعر التكلفة للشريط الاصلي. ويعتبر مختار أن اجتماعات الشركات الفنية رغم اهميتها على المستوى النظري الا أنها لم تحقق اهدافا على المستوى التطبيقي لغياب المرونة من الاجهزة المعنية ولصعوبة السيطرة على ضمائر بائعي الأرصفة الذين تورطوا في التعامل مع عصابات القرصنة على المصنفات سواء من داخل الشركات الفنية أو من خارجها.

ولمح مختار، الذي قضى اكثر من 25 عاما في هذا المجال، الى خطورة قراصنة المصنفات الفنية الذين يختبئون خلف صبية من صغار السن يتولون عمليات ببيع اشرطة الكاسيت وأقراص الـ(سي دي) المقلدة في أماكن مختلفة، مركزين نشاطهم على الاسواق الشعبية والاماكن المزدحمة ليسهل لهم ترويجها والهروب من موظفي التفتيش في حالات الضرورة.

مسؤول في شركة ميجا ستار (تحفظ على ذكر اسمه) وصف جهود وزارة الثقافة والاعلام بانها غير مجدية كون فرق التفتيش التابعة لها محدودة ولا يسعها تغطية مدينة مترامية كمدينة جدة ، لكنه اشار الى أن العقوبات التي تطبق بحق المخالفين تعتبر جيدة قياسا بفترات سابقة كانت تباع فيها الاشرطة المقلدة في محلات التوزيع الرسمية من داخل نطاق الترخيص الممنوح لها ضاربة بالانظمة والقوانين عرض الحائط.

عمر بادكوك، أحد المشترين من اسواق (البسطة)، وهي اقل الانماط التجارية تكلفة كونها لا تخضع لترخيص وتطرح سلعها على قارعة الطريق، أبدى استغرابه من جودة الطبع وطرح الاعمال الفنية المقلدة ومنسوخات (السي دي) بذلك الشكل من الاتقان والسرعة، حيث لا يكاد أحد من الفنانين يطرح البومه الجديد ليكون في اليوم التالي منسوخا وبغلاف مطابق للاصلي وبكميات هائلة.

وانكر بادكوك أن وجوده للشراء بقدر ما هو نوع من الفضول، مستبعدا أنه فكّر بابلاغ الجهات الاعلامية المختصة بالمخالفة كونه يجهل طريقة الابلاغ وكيفيته.

غير أن سامي الطريقي يرى أن جشع الشركات في تقدير اسعار الالبومات ورفع اثمانها من وقت الى آخر جعل الشباب يفضلون تلك النسخ المقلدة كونها تلبي حاجاتهم الخاصة في امتلاك تلك الالبومات وباسعار تعتبر رمزية قياسا بالشركات الفنية التي يمكنها تسويق نفسها باكثر من طريقة بدون تحميل المستهلك تلك الأسعار العالية.

ويقول سعيد الغامدي، وهو مدير الاعلام الداخلي بوزارة الثقافة والاعلام بمنطقة مكة المكرمة، «ان النظام الجديد الذي صدر فيما يخص الحقوق والمطبوعات لكافة المصنفات هو نظام قوي يعتمد على لجنة مكونة من مجموعة مستشارين، مهمتها النظر في المخالفات وتقديرها اجرائيا، حسب طبيعة المخالفة والرفع بها للوزير، والسماح بالترافع حولها في ديوان المظالم كون تلك العقوبات تصل للاغلاق فيما يخص المحلات واقرار غرامات مالية كبيرة تصل الى 200 الف ريال.

واضاف الغامدي أن نقص الكوادر البشرية يعتبر عقبة في ملاحقة كافة المخالفين، داعيا الى تدعيم تلك الفرق بقدرات بشرية ودعمها ماديا ومعنويا. واثنى على فكرة اقتراح بايجاد رقم مجاني للمواطنين للابلاغ عن حالات المخالفة وضبطها انطلاقا من الدور الوطني الذي يفترض أن يلعبه المواطن في الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية من العبث والقرصنة.