كشف مدير عام المؤسسة العربية للاتصالات الفضائية (عربسات) المهندس خالد بالخيور في حديث لـ «الشرق الأوسط» أن عربسات تعاقدت مع احد المكاتب الاستشارية العالمية لوضع استراتيجية جديدة للخمس سنوات المقبلة تتعلق بإعادة هيكلة المؤسسة في شتى المجالات وإعادة النظر في جدول أسعار خدماتها استعدادا للمنافسة التي بدأت تشتد في سوق الأقمار. مؤكدا أن عربسات ليست متخوفة من هذه المنافسة لأنها ستجبرها على الاحتفاظ بجودة الخدمات التي تقدمها لعملائها والا سوف تخسر هذا السوق.
* يلاحظ أن سوق الأقمار الاصطناعية شهد في الآونة الأخيرة دخول عدة جهات مستثمرة، مما يتوقع أن تكون هناك منافسة شرسة، فهل لديكم خطة لمجابهة ذلك خاصة فيما يتعلق بترتيب الوضع الداخلي؟
ـ هذا صحيح، فالمنافسة في سوق الأقمار في منطقتنا تساهم فيها عدة جهات منها منظمة الإنتلسات وشركة نيو سكايز في مجال قنوات الاتصالات الهاتفية ونايل سات ويوتلسات وذلك في مجال القنوات التلفزيونية، هذا غير مجموعة الأقمار الأخرى في المنطقة. وفي الحقيقة أن عربسات تنبهت لهذه العملية منذ فترة طويلة، حيث وجه مجلس الادارة بالاستعداد لهذه المنافسة في السوق وطلب من الجهاز التنفيذي الاستعداد لها وإعادة تركيبته وهيكلته والعمل في منظوم تجاري بحت. كما تضمنت الإجراءات التي وجه بها مجلس الادارة إعادة النظر في جدول الأسعار للخدمات التي تقدمها عربسات حتى تكون منافسة. وفي هذا الشأن استعانت عرب سات باستشاري ذي خبرة طويلة في إعادة هيكلة المؤسسة ومساعدتها في وضع خطة استراتيجية للخمس سنوات المقبلة، بالإضافة إلى خطط التسويق وتعديل الهيكل التنظيمي. والتركيز أكثر على خدمات العملاء والمبيعات والأسعار والمبادرة للاتصال بالسوق. وأكرر القول بأن المنافسة صحية، حيث ستجبرنا على الاحتفاظ بجودة الخدمات التي نقدمها لجمهورنا وعملائنا والا سوف نخسر هذا السوق، فبالتالي نحن لسنا متخوفين من المنافسة، بل بالعكس نحن مستعدون لها، وان شاء الله سيكون هناك سوق قوي جدا في المستقبل القريب.
* هل هناك أي بوادر تأثير من هذه المنافسة على صعيد مبيعات عربسات؟
ـ نعم لا شك أن هناك تأثيرا، ولكن تجب علينا مراعاة نسبة وجودنا في السوق والعمل على محافظة عرب سات على الريادة في المنطقة ومعروف أن أكثر مجال للمبيعات لدينا هو القنوات التلفزيونية، حيث شهدت بداية التسعينات قفزة في مجال البث الفضائي التلفزيوني سواء كان حكوميا أو خاصا وإن تباطأت قليلا إلا أننا نتوقع زيادة في الطلب على هذه القنوات.
* في نظرك ما الأجدى لديكم: مجال الاتصالات الهاتفية أم القنوات التلفزيونية؟
ـ في حقيقة الأمر أن القنوات التلفزيونية كإيرادات هي الأعلى بالنسبة لعرب سات سواء الرقمية أو التماثلية، لذلك سوف تتوسع عرب سات في مجال القنوات التلفزيونية والاتصالات وكذلك سنركز في مجال اتصالات المعطيات والإنترنت نظرا لكثرة الطلب عليها.
* تقومون حاليا بتصنيع أقمار الجيل الرابع فما المتوقع أن تحدثه من نقلة في هذا المجال؟
ـ تعلمون أن عربسات لديها الآن 5 أقمار عاملة في 3 مواقع مدارية في الفضاء تمتلك منها 3 أقمار بينما تستأجر قمرين. أما بخصوص القمرين الجديدين اللذين سيتم إطلاقهما بالتوالي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2005، وفبراير (شباط) 2006، سيستوعبان جميع القنوات العاملة لدينا سواء التلفزيونية أو المتعلقة بخدمات الاتصالات والإنترنت لكبر حجمهما، بينما ستعمل الأقمار الموجودة حاليا كاحتياطي. ونحن في عربسات قد استفدنا من مسألتين الأولى اننا ركزنا في أقمارنا الجديدة على جودة التغطية وقوة البث حيث لا يحتاج المشاهد لأطباق كبيرة الحجم لأن قوة البث أعلى من الموجود حاليا، وان مجال البث أكبر لكونه يغطي جزءا أكبر من أوروبا، كما سيكون لدينا احتياطي من الأقمار الموجودة حاليا وهذا يهم كثير من المستخدمين في إدارات الاتصالات، وبالتالي ستكون لدينا منظومة أقمار متماسكة ومتكاملة على أحدث تقنية، بالإضافة إلى وجود الاحتياطيات من الأقمار الموجودة حاليا والتي تخصص للطوارئ.
* فيما يتصل بخططكم المستقبلية فإلى أي منحى تتجه؟
ـ نحن نرى أن ما يهمنا هو التركيز على جودة الخدمة التي نقدمها لعملائنا والتي تشمل استمرارية وجود القنوات في الفضاء والتركيز على القنوات التلفزيونية بالإضافة إلى خدمات الإنترنت والمعطيات التي يتوقع أن ينمو سوقها بشكل كبير في الدول العربية خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أن هناك خدمات جديدة نسعى لإدخالها في المستقبل القريب مثل HDTV أو تلفزيون الصورة عالية الجودة، فهناك دراسات نقوم بها في هذا الشأن.
* يرى قطاع كبير من المشاهدين في المنطقة العربية أن هناك قنوات تسيء للذوق العام ولا تراعي خصوصية البيت العربي من ناحية السلوك، فهل هناك معايير معينة تتبعها عربسات للتعامل مع القنوات التلفزيونية؟
ـ عرب سات مؤسسة مالكة ومشغلة للأقمار الصناعية وتقوم بتأجير قنوات فضائية وتقدم خدمات الاتصالات والإنترنت وخدمات الأعمال والخدمات الخاصة للوطن العربي والدول المجاورة وليست مقتصرة على البث التلفزيوني فقط كما أنها ليست شركة إنتاج إعلامي أو تلفزيوني.
ويلزم العقد الموقع بين عرب سات والقنوات الفضائية بعدم استخدام القناة المؤجرة فيما يتعارض مع ميثاق الشرف الإعلامي العربي الصادر عن جامعة الدول العربية.
* من المعروف أن معظم المؤسسات في دول العالم سواء كانت حكومية أو غيرها تتجه إلى نظام الخصخصة، فإلى أي مدى ينظر مجلس الإدارة لهذا التوجه العالمي؟
ـ في حقيقة الأمر أن موضوع الخصخصة ليس بعيدا عن عربسات، فنحن الآن بصدد دراسة هذا الموضوع في ظل الاستراتيجيات الجديدة، وستكتمل الدراسات بشكل أوضح ومتكامل خلال سنة أو سنتين بالكثير ليتم عرضها على مجلس الادارة للبت بشأنها.