مصطافون «كادحون» ينتقدون الغلاء وسخونة فواتير مهرجان صيف جدة

TT

«جدة جميلة بما فيها من مراكز تجارية ضخمة ومتنزهات ترفيهية ومطاعم فاخرة لكنها غالية جدا وليست للكادحين من أمثالنا»، هذا ما قالته لمياء القادمة من عسير مع أسرتها المؤلفة من 11 شخصا. لمياء فوجئت بغلاء الأسعار في يومها الأول لدى تسوقها في المراكز التجارية الكبرى. وأوضحت أن زيارتها كانت لأداء العمرة «لكن قررنا أن نبقى هنا للاستمتاع بزيارة البحر ومشاهدة مبانيها (جدة) السكنية والتجارية الضخمة والجميلة». ثم تضيف بسخرية لا تخلو من اللوعة «حمداً لله أن المشاهدة والتجول بالمجان ومن دون مقابل».

لمياء كانت تتوقع وجود تخفيضات كبيرة بناءً على إعلانات التسوق التي شاهدتها، وتتساءل: «إذا كانت هذه هي الأسعار بعد التخفيض فكيف هو الحال قبله؟» وأخذت تصف ما جرى مع أختها الصغرى لدى سؤالها عن سعر ثوب متواضع في أحد الأسواق لتجده بـ2700 ريال، تقول ضاحكة: «نحن ست أخوات، وتخيلي أن تطلب كل واحدة منا من والدي فستانا بـ1000 ريال، فيما راتبه يقارب الـ4600 ريال.. أعتقد أنه سيجن حينها ويتبرأ منّا».

في المقابل، ذكرت أنّ أقرباءها «الجداويين» هم خبراء تسوق، فاصطحبوها وعائلتها إلى بعض الأسواق الشعبية وسط البلد بحثاً عمّا يناسبهم وميزانيتهم من مشتريات. لمياء تصف التجربة بأنها كانت ممتعة، خصوصاً أن «هناك عبقا من الماضي يحيط بالمنطقة».

أما نورة عبد العزيز، وهي موظفة جاءت من الرياض لزيارة أخيها، فلها رأي آخر فهي لا تنفي أن الأسعار غالية في الأسواق الكبرى وبعض المطاعم، وأنّها «قد لا تناسب كل الأسر المحدودة الدخل»، لكنها تجد ذلك طبيعياً مقارنة مع دول أخرى. وتضيف «أعتقد أنه كما نجد نوعاً من الغلاء في جدة نجد فيها أيضا أسواقاً تقدم بضائع متنوعة وبأسعار مناسبة».

وعلى الرغم من أنّ نورة تستطيع أن تتحكم في ميزانيتها إلا أنّها تفضل السفر إلى الخارج باعتبار «الخسارة واحدة» كما يقول زوجها في اشارة إلى أن الكلفة تتساوى في الحالتين. أما إبراهيم محمد القادم برفقة أسرته من جازان لزيارة الأقارب، فهو من عشاق كورنيش جدة الذي يصفه بأنه «مختلف ومميز، خصوصا مع الإصلاحات الجديدة التي تمت أخيراً». وبخصوص المراكز التجارية يقول «نقصدها أحيانا للتسوق وأخرى للفرجة وعندها نكتفي بتناول القهوة والمثلجات». محمد وجد ضالته في بعض المراكز التي فيها ملاه ترفيهية للأطفال، ويقول «لا يبقى لي همّ بعد ذلك سوى زوجتي التي تجبرني على دفع الكثير لشراء أثواب أو إكسسورات». لكنه سرعان ما يعلق مازحا «ضريبتها في ذلك أنها تحرم من التسوق طوال العام».

أما أخته عائشة التي قدمت معه، فهي سعيدة جدا برحلتها وتقول «جازان مدينة متواضعة، لذلك تعتبر جدة شيئا مميزاً لنا.. أكثر ما يشدني فيها مطاعمها المتنوعة التي لا نزورها كثيراً بسبب فواتيرها الساخنة وكوننا عائلة كبيرة العدد». عائشة لم تذهب سوى إلى مطعمين على شاطئ البحر. ورغم استمتاعها بهما إلا أنها قالت: «نفضل الجلوس على الكورنيش لأكل (البليلة) والمكسرات، وأحيانا نأتي بعشائنا من البيت أو نشوي في الهواء الطلق». وتضيف أن مكانها المفضل على البحر هو الكورنيش الجنوبي، وذلك لقلة زواره، الأمر الذي يُريح العائلات ويجنبهم التطفلات ويمكنهم من الاستمتاع بجو أسري حميم.