يطل مبنى متحف الحضارات، كما يسمى، على روابي مدينة النماص شرقا وعلى سهول تهامة المنخفضة بمقدار 3 آلاف متر غرباً، وهو واحد من عشرات المتاحف الشخصية التي تزخر بها المنطقة بدءا من الطائف وصولاً إلى أبها حتى أنه لا تكاد تخلو قرية من متحف أو وجود شخص يهتم بالتراث.
ويقول مالك المتحف والمشرف عليه محمد علي إن حلم إقامة هذا المتحف لازمه منذ طفولته، إلا أن ما دفعه الى تحويل حلمه الى حقيقة هو مشاهدته إبان بعثته الى أميركا لمخطوطة معروضة في متحف تكساس مهداة من الملك فيصل بن عبد العزيز، رحمه الله، واهتمام إدارة المتحف بتلك المخطوطة، رغم أنه هو شخصياً يمتلك العشرات من المخطوطات في مختلف الفنون ومن عصور إسلامية مختلفة.
وجاء تشييد بناء المتحف على هيئة قصر متخذاً طراز العمارة الإسلامية الأندلسية، واستغرق بناؤه أكثر من 15عاما بسبب صعوبة تضاريس المكان.
يقول محمد الشهري «هذا المتحف هو الوحيد في العالم الذي صمم بطريقة هندسية فلكية تعتمد على حركة الشمس اليومية بحيث تغطي أشعتها المتحف عبر نوافذه من مختلف الجوانب منذ الشروق وحتى المغيب بمقدار 360 درجة.
ويعلو المبنى ذو الطوابق الثلاثة 7 قباب تمثل قارات العالم، كما تتوزع مقتنيات المتحف على 20 قاعة تزخر بالمئات من المخطوطات والقطع التاريخية والتراثية، وتزين حوائطها حوالي 3 ملايين زخرفة إسلامية متنوعة تمثل جل ما وثقته بطون الكتب وتزينت به حوائط وقاعات القصور الإسلامية في مختلف مراحل حضاراتها. ويقول صاحب المتحف الذي يتقن اللغتين الانجليزية والفرنسية إن متحفه يهدف لتوثيق أبرز ملامح الحضارة الإسلامية بدءا من العهد النبوي ثم الحضارتين الأموية والعباسية وحضارة الأندلس. ومشروعه الذي بدأه منذ 20 عاما تمكن من جمع 50 ألف مخطوطة، أندرها مخطوطات العهد النبوي، إضافة إلى 70 ألف قطعة تاريخية وتراثية إلى جانب مكتبة قرآنية تضم ألف مخطوط قرآني قام بجمعها بالشراء والإهداء والاقتناء، ولذلك فإن المتحف مهم جدا لان اهتمام القائمين عليه لا يقتصر على تراث المنطقة بل التعريف بأبرز تلك الجوانب، وخاصة مجال المخطوطات. ورغم وجود المتحف في منطقة سياحية غنية بملامح التراث، فإنه يلاحظ تدني تمثيل تراث المنطقة في المشروع، كما أن المتحف يمثل الجزء الرئيسي من مشروع يشمل في عناصره القصور الأندلسية والنمط العمراني السائد في المنطقة الجنوبية والحدائق المعلقة وحديقة للحيوان ومتنزها للزوار.
ويرحب صاحب المتحف بأي نوع من أشكال الدعم من مؤسسات أو أفراد بما يمكن المشروع من تحقيق أهدافه التاريخية والسياحية والتراثية، والذي يتطلع من خلالها إلى العالمية.