سعودي يفشل في إقناع مستشفيات حكومية بزرع كلية متبرع «مقيم» لطفله

المتبرع يحمل 3 كلى في جسمه ووافق بعد مكالمة هاتفية من والد الطفل ويتعرض لضغوط لثنيه عن قرار التبرع

TT

فشلت ستة أعوام كاملة من المرض المزمن انتزاع الابتسامة من وجه الطفل علي ابراهيم عطيف، 14 عاما، المصاب بفشل كلـــــوي مزمن يضطره لحمل جــهاز صغير للغسيل بالمحلول «البريتوري» يستخدمه بمعدل مرة كل اربع ساعات يوميا.

والده ابراهيم عطيف (سائق أجرة) قال إنه استبشر خيرا بعد أن عثر على متبرع مصري الجنسية، هو سيد سعد عبد الرحيم، كان قد عثر على كلية ثالثة في جسمه اثناء اجرائه لفحص روتيني.

عبد الرحيم، الذي ابدى موافقته بالتبرع بكليته الزائدة بعد أن تلقى اتصالا هاتفيا من والد الطفل علي، قال إنه اصطدم برفض بعض المستشفيات الحكومية لاجراء فحوصات الانسجة والمناعة بزعم أن النظام لا يجيز أن يكون المتبرع «أجنبيا» وهو ما دفع بوالد الطفل المريض الى اللجوء للمستشفيات الخاصة لاجراء الفحوصات المبدئية التي أثبتت ملاءمة كليته للطفل المريض.

غير أن الكلفة الباهظة لعملية زراعة الكلية التي تزيد عن 75 الف ريال تركت والد الطفل المريض في حيرة من أمره أمام رفض المستشفيات الحكومية، وعدم قدرته على دفع تكاليف العملية في المستشفيات الخاصة، فيما تتدهور صحة طفله يوما بعد يوم حيث يبدو أصغر كثيرا من عمره جراء المرض والغسيل المستمر والاجهاد الدائم.

الطفل علي ترك الدراسة منذ عامين بسبب خوف والده من تعرضه للايذاء من اقرانه في المدرسة خاصة ان ابنه يحمل جهازا حساسا لا يمكنه العيش بدونه.

علي بدا متفائلا بالغد وهو يقول: «سأعود لمدرستي واصدقائي وأذهب يوميا لشراء الحاجيات لاهلي. لن أظل طوال حياتي ممددا على السرير».

المتبرع عبد الرحيم قال إنه يتعرض حاليا لضغوط أسرية عنيفة لثنيه عن قرار التبرع لدرجة أنه يخفي محل اقامته الحالية عن أقاربه بانتظار العثور على حل واجراء عملية النقل والزراعة قبل أن تبدأ الدراسة حيث يعمل مدرسا لمادة الفيزياء في احدى مدارس مكة المكرمة.

ولمّح سيد الى حزنه على نظرات الشك التي طاردته في اماكن كثيرة صحية واجتماعية واتهامه بأن حماسه للتبرع أتى بدوافع مادية. وقال «يعلم الله أنني أبتغي الأجر من الله الذي أكرمني بكلية ثالثة سليمة. وأرغب أن أشارك بجزء مني لإنقاذ حياة طفل بريء لا تسمح ظروف والده المادية بالسفر به الى الخارج لزراعة كلية له».

ويحكي عبد الرحيم أنه رفـــــض عروضا خارجية جاءته من معهد «المنصورة لزراعة الكلى» في مصر الذين عرضوا عليه مبلغا ماديا مجزيا للتبرع عندما عرفوا بحالته النادرة.

وكان المتبرع سيد، وذوو الطفل علي، قد أجروا تحليلات الانسجة والمناعة في أحد المستشفيات الخاصة (تحتفظ الجريدة بتقارير المستشفى) التي أظهرت مطابقة عالية لاجراء عملية نقل وزراعة كلية بأسرع وقت.

من جهته ذكر الدكتور نبيل نظام الدين، استشاري جراحة عامة وجراحة زرع الاعضاء بمستشفى جدة الوطني، تعليقا على رفض اجراء تحاليل المعاينة للمتبرع واجراء العملية من قبل مستشفيات حكومية، بأن التعليمات الحكومية لا تسمح للاشخاص المقيمين في السعودية بالتداوي في المستشفيات الحكومية ، وفي الحالات التي تستدعي التبرع بالاعضاء يطلب من المتبرع، إن كان أجنبيا، افادة مصدقة من سفارة بلده تبين موافقته على التبرع وهو في كامل قواه العقلية.

يذكر أن عدد حالات زراعة الكلى في السعودية طبقا لاحصائية رسمية لعام 2003 بلغ حوالي 4000 حالة زرع كليــة، فيما تصل قوائم الانتظار لما يفوق 2800 مريض وهم في تزايد مستمر نظرا لقلة عدد المتبرعين قياسا بالمحتاجين.