تحذير من تأثير أشعة الشمس على الطلاب ونصيحة طبية بالإكثار من شرب السوائل

TT

تركز معظم الأمهات أثناء التسوق للعام الدراسي الجديد على شراء الملابس القطنية من مراكز بيع الملابس الجاهزة والأزياء المدرسية استعدادا للأجواء الحارة التي سيتعرض لها الطلبة والطالبات في المدارس، خاصة في أوقات اللعب في الأفنية أو أثناء الخروج ظهرا من مدارسهم.

ويؤكد سعد العقيل مدير عام النشاط الطلابي بوزارة التربية والتعليم في الرياض أن العودة للمدارس في شهر سبتمبر (أيلول) تعد توقيتا عالميا، وأن اغلب الدول العربية متفقة على ذلك. موضحاً أن العودة الى المدارس في هذا التوقيت يعد مناسبا نتيجة للحاجة الماسة للاختيار بين تحمل الحرارة في الطقس الحار مطلع كل عام دراسي جديد أو في دخول امتحانات نهاية العام الدراسي في أجواء أقل حرارة وأكثر مساعدة على التركيز.

وتقول بدرية الشمري، ربة منزل وأم، إن التنقل من أجواء المناطق الباردة التي زارتها مع أبنائها في الإجازة الصيفية إلى مدينة الرياض المعروفة بحرها وجفافها يعد نقلة نفسية ومعنوية مؤثرة على الأبناء، وبالأخص الصغار منهم. وتخشى أن يؤدي هذا التغيير السريع بشعور أبنائها بالخمول ومضاعفاته مع بداية العام الدراسي الذي يصعب، خاصة على الصغار، من قدرتهم على التكيف مع المناخ المشمس، خصوصا في الأسبوع الأول».

وتبين مشاعل العمار، وهي تسكن في مدينة الخبر (شرق السعودية)، الأثر السيئ من تأثير تقلبات الطقس على الأطفال المرضيى بالحساسية. موضحة أن أطفالها يعانون من مرض «الطفح العرقي الحراري»، وهو طفح جلدي ناتج من تعرض جلد الطفل لطقس حار ورطب، يؤدي لزيادة الإفرازات الدهنية، مما يضاعف ظهور المادة الكيراتينية على سطح الجلد على هيئة حبوب تسبب حرقانا وحكة شديدة في وقت الظهيرة تخلف بعض الالتهابات».

وتذكر مشاعل أنها تعالج هذا الأمر بعد كل يوم دراسي، وتقتني الملابس القطنية وتعرض الجلد للهواء البارد مع غسله بالماء الفاتر يوميا تلافيا للمضاعفات».

أما مجد الأحمد وهي طالبة في الصف الثاني الثانوي بمدرسة أهلية، فتنوه بأن فصل الصيف مميز ومريح من حيث الملابس الخفيفة، التي ترتديها وهي تنتقل من قاعة الدرس المكيفة بأجهزة التبريد، إلى الفناء الممتلئ بذات الأجهزة ومنه إلى السيارة، التي لا تخلو أيضاً من توفر التكييف البارد، وتشير بقولها «طبيعة بيئتنا الصحراوية تفرض علينا استخدام أجهزة التبريد بصورة مكثفة حتى ينقشع الصيف». لكن للطالب (منصور. ع)، في الصف السادس الابتدائي وهو يدرس في إحدى المدارس الحكومية، رأيا آخر، إذ يقول إنه لا يستطيع تحمل تأخر السائق يوميا، وهو في انتظاره بسبب حرارة الطقس، مؤكداً أن إصابته بالسمنة المفرطة من أبرز عوامل نفوره من الدراسة، وبأن المدرسة لا تروقه سوى في فصل الشتاء.

وبالعودة إلى سعد العقيل أكد أن وزارة التربية والتعليم رصدت مبلغ 500 مليون ريال لتأهيل المدارس في السعودية، ومن ضمنها صيانة أجهزة التكييف في مدارس البنين والبنات للعام الحالي.

الدكتور سليمان المحيميد استشاري طب الأطفال والعناية المركزة ورئيس مركز الطب الاتصالي بمستشفى القوات المسلحة في الرياض، طالب الأسر باتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية، مشددا على ضرورة استعمال نظارات شمسية جيدة لحجب أشعة الشمس فوق البنفسجية المضرة بالعين، وعلى أهمية تجنب التعرض للطقس الحار لفترات طويلة، ووضع غطاء على الرأس ما أمكن، والتقليل من تناول الكافيين والمشروبات الغازية بكثرة، مع شرب كميات كبيرة من الماء والعصائر، حتى في حالة عدم الشعور بالعطش».

كما ينصح الدكتور المحيميد بتجنب الملابس الضيقة والثقيلة ولبس الواسعة القطنية ذات المسامات، وضرورة الاستحمام مرة على الأقل يوميا، مع عدم بذل مجهود بدني شاق في النهار».