الأسر السعودية تحاول إعادة ضبط «الساعة البيولوجية» استعدادا لبدء العام الدراسي غدا

خبير تعليمي متقاعد ينصح الآباء بإرسال أبنائهم للمدارس من أول يوم لاستفادة أكبر من التعليم

TT

بدأت الأسر السعودية بإعادة ترتيب برنامجها اليومي استعدادا للعام الدراسي الجديد الذي يبدأ غدا ، بعد إجازة تمتع بها الطلاب والمعلمون لحوالي ثلاثة اشهر واعتبرت هي الأطول خلال العقد الحالي.

وركزت الأسر، اعتبارا من بداية الأسبوع الحالي، على ضبط الساعة البيولوجية لأفرادها بعد أن عانت خللا طوال الإجازة، حيث تحول ليل الصغار الى نهار وبالعكس ، ما أحدث إرباكا في أوقات النوم والاستيقاظ وتقلص أعداد الوجبات الغذائية إلى وجبتين حيث اختفت من برنامج الأسرة وجبة الإفطار للصغار الذين فضلوا النوم بعد الفجر إلى ساعات الظهيرة والاكتفاء بتناول وجبة الغذاء مباشرة بعد استيقاظهم من النوم.

وعالجت أغلب الأسر هذا الخلل بإيقاظ الأطفال قبل الظهيرة وبالتدريج ومنعهم من معاودة النوم نهارا خلال الأيام الخمسة الماضية حتى يصل الأمر بهؤلاء الصغار إلى الاستيقاظ الساعة السادسة صباحا وهو وقت إعدادهم للذهاب إلى المدرسة. كما قامت بعض الأسر بإعداد الصغار نفسيا لخوض غمار الدراسة التي تمثل للقليلين وخصوصا المستجدين منهم هاجسا يؤرقهم وتجعل البعض منهم متوترا وغير مبتهج بحلول الدراسة .

ويقول ناصر السبيعي ، وهو أب لأربعة أطفال أصغرهم سجل هذا العام بالصف الاول إبتدائي ، إنه كلف ابنته الكبرى ـ التي تدرس في الصف الثاني ثانوي ـ خلق جو دراسي داخل المنزل من خلال قيامها بدور المعلم ومراجعة ما درسه ثلاثة من أشقائها في الصفوف السابقة وتدريب الصغير المستجد على أجواء المدرسة وما سيواجهه في الفصل. ولفت الأب الى أن هذه التجربة نجحت الى حد كبير في تهيئة ابنائه للدراسة الوشيكة.

ومن جانبها تشير سارة المحمد إلى أنها فعلت الشيء ذاته مع أبنائها وقامت بتأمين الحقائب والمستلزمات المدرسية لهم منذ أسبوع وأجبرتهم على الاستيقاظ ساعة الذهاب الى المدرسة وكلفت العاملة المنزلية إعداد وجبات الافطار التي يحملها الصغار معهم الى المدرسة لكن تناولها يتم بالطبع هذه الأيام داخل المنزل.

وشدد صالح السالم على أن الأسبوع الأخير من الإجازة يمثل معضلة لكثير من الأسر وخصوصا تلك التي لا تملك وعيا بأهمية هذا الأسبوع لاسيما فيما يتعلق بإعادة برمجة الحياة داخل المنازل.

واستغرب خالد الفهد من وضع الأسر التي ما زالت إلى اليوم تتمتع بالإجازة خارج مناطق سكناها وتعمدت إرجاء عودتها إلى الأسبوع المقبل بعد أن يكون الطلاب والطالبات قد قطعوا شوطا مهما في الدراسة وخصوصا المستجدين من الصغار الذين سيحرمون من التمتع بفعاليات الأسبوع التمهيدي والذي يهيئ الصغار للتأقلم مع الأجواء المدرسية ويمنحهم معلومات وأساليب عن آلية عمل المدرسة ونظامها.

ويقول عبد المحسن العبدان، وهو مدير مدرسة تقاعد هذا العام ، إن كثيرا من الآباء يتعمدون تأخير تسجيل أبنائهم في المدرسة إما بسبب السفر او لعدم اكتمال الأوراق المطلوبة لقبولهم فيها وعند بداية العام الدراسي يبدأون رحلة تسجيل الابناء مما يربك المدارس ويضطر بعض مديريها إلى الاعتذار عن عدم قبولهم نظرا لاكتمال النصاب المخصص من الطلاب في الفصول، كما أن البعض من الآباء يتأخر في إحضار ابنائه الى المدرسة لأسابيع مما يفوت الفرصة على الطلاب للحصول على الامتيازات الممنوحة لأقرانهم المواظبين على الحضور . وشدد على أن تعليمات وزارة التربية والتعليم تنص على ضرورة البدء الفعلي والجدي للدراسة منذ اليوم الأول حتى يتمكن المعلمون من إنهاء الخطة الدراسية في موعدها في ظل طول المناهج الدراسية وتخلل العام الدراسي إجازات العيدين ونصف العام.

وعلى صعيد آخر بدأ السكان في العودة إلى منازلهم بعد الإجازة الطويلة. ولاحظ سكان المدن والقرى ان الحياة عادت إليها من جديد بعد أن تركها بعض السكان للتمتع بالإجازة خارجها.

ففي الرياض بدأ الازدحام المروري يعود إلى شوارع المدينة والذي يعتبر سمة من سماتها . وواجه السائقون خلال الأيام الماضية صعوبة في التنقل مما يعطي مؤشرا على أن أغلب السكان عادوا إليها عقب الإجازة الصيفية والتي قضوا أياما منها في مناطق الاصطياف والسياحة داخليا وخارجيا. وشهدت محلات بيع الادوات المدرسية والمستلزمات القرطاسية إقبالا لافتا لشراء ما يحتاجه الطلاب والطالبات منها قبل بدء الدراسة.