مواقف صعبة .. وطريفة واجهها موظفوا التعداد في السعودية

TT

واجه موظفو التعداد السكاني الذي انطلق أول من أمس في مختلف مناطق السعودية ويستمر حتى التاسع والعشرين من سبتمبر (ايلول) الحالي مواقف محرجة وأخرى طريفة. كما كشفت الزيارات التي قام بها الموظفون إلى المنازل والشقق والمساكن المختلفة عن مستوى الوعي لدى السكان من مواطنين ومقيمين. وواجه موظفو التعداد ايضاً لحظات عصيبة من البعض وخصوصاً عندما يتعلق الامر بالسؤال عن اسماء أفراد الاسرة من الاناث أو تواريخ الميلاد أو موجودات المنزل من الاجهزة الكهربائية أو المركبات أو حجم الصرف الشهري أو عدد العاملات المنزليات والسائقين الذين يعملون داخل المنزل. كما واجه موظفو التعداد صعوبة في الحصول على معلومات وتسجيلها واستكمالها حيث لم يسمح كثير من السكان للموظفين بدخول منازلهم والجلوس معهم واضطر البعض منهم الى القيام بتعبئة استمارات التعداد أمام المنزل مستندين على الجدران الخارجية أو الابواب. واعتذر بعض السكان أثناء زيارة الموظفين الى المنازل عن الادلاء بأية معلومات أو الاجابة عن الاسئلة التي تضمنتها الاستمارة الخاصة بالتعداد باعذار واهية من قبيل ان وقت الزيارة ليس مناسباً نظراً لتعود البعض من ارباب الاسر على النوم عصراً أو ارتباطهم بمناسبات مختلفة كحفلات الزفاف أو الالتقاء مع الاقارب والاصدقاء في المنازل والاستراحات.

وفي حين سجل اغلب المقيمين وعياً بأهمية مثل هذا الحدث واعطاء موظفي التعداد المعلومات المطلوبة بكل دقة وصراحة، تباينت آراء السعوديين بخصوص مدى اهتمامهم وتجاوبهم بالادلاء بالمعلومات المتعلقة بهذا المشروع الهام، حيث كشفت الزيارات التي قام بها موظفو التعداد وصاحبتهم فيها «الشرق الاوسط» أمس في احد احياء الرياض، عن مواقف تنم عن مستوى الوعي لدى البعض من السكان. ومع ان الموظفين لم يكشفوا عنها باعتبار ان ذلك يدخل في باب السرية، فان هذه المواقف لا يتم ادراجها ضمن بنود الاستمارة المتعلقة بمشروع التعداد ولا تدخل في هذا النطاق، لكن مواطنين من سكان الاحياء التي شملها التعداد اكدوا أن موظفي التعداد الذين تجاوز عددهم 40 ألف موظف واجهوا وسيواجهون صعوبات جمة في مهمتهم التي تستمر اسبوعين، واعتبروا ان توقيت بدء التعداد لم يكن موفقاً نظراً لتزامنه مع اليوم الاول للاجازة الاسبوعية ومع بداية العام الدراسي الجديد، حيث ان بعض السكان تركوا منازلهم خلال الاجازة الاسبوعية، إما للتسوق او في زيارات عائلية أو انهم متواجدون في الاستراحات والمناسبات المختلفة اثناء وقت التعداد. كما أن بعض الأسر التي فضلت قضاء اجازتها السنوية في المصايف والمناطق السياحية داخل وخارج الوطن لم تعد بعد، مما حال دون مرور موظفي التعداد على منازلهم لتسجيل المعلومات المطلوبة، مما يضطر الموظف الى العودة مرة أخرى الى المنزل للحصول على المعلومات، علماً بأن كل موظف من موظفي التعداد حدد له ما بين 150 الى 200 أسرة لتسجيل المعلومات عنها خلال اسبوعين.

وكشفت حملة التعداد عن وعي ايجابي لدى الشباب بأهمية مشروع إحصاء السكان والمساكن والذي سجلت البلاد آخر احصائية له قبل 12 عاماً. فقد أبدى الشباب حديثو الزواج ترحيباً بموظفي التعداد وأدخلوهم منازلهم وأدلوا بمعلومات دقيقة لجميع ما تضمنته الاستمارة من اسئلة. كما قدموا لهم العصائر والشاي والحلويات. وفي الوقت نفسه رفض بعض المواطنين البوح بأسماء الاناث من افراد الاسرة أو تقديم بطاقة العائلة للموظف لتسجيل المعلومات الدقيقة منها، كما أن البعض ليس لديه معرفة بتواريخ ميلاد ابنائه أو المرحلة الدراسية التي يتواجد بها الابناء أو الشهادات التي يحملها أفراد الاسرة. ولعل أبرز موقف محرج واجه موظفي التعداد أمس في احد احياء الرياض هو رفض شاب أن تكون والدته هي رئيسة الاسرة اثناء ادلائه بمعلومات حول ذلك لتضمينها استمارة التعداد في ظل غياب والده أو وفاته أو طلاق والدته، وأصر رغم صغر سنه أن يكون هو الولي للأسرة.

وسجل المقيمون مواقف جيدة في هذا المشروع حيث ألزموا موظفي التعداد اثناء مرورهم عليهم في منازلهم بالدخول واجلاسهم في غرف الاستقبال وقدموا لهم المعلومات المطلوبة وأصروا على مشاركة الموظفين لهم في تناول طعام العشاء وقبلها قدموا لهم العصائر والقهوة والفواكة.

وكشف التعداد عن تواجد عائلات من المقيمين لا تربطهم صلة قربى مع بعضهم في مسكن واحد وخصوصاً من المقيمين من الجنسية التركية، ويعود ذلك لظروف خاصة تتعلق بمحدودية دخولهم ورغبتهم في التعاون مع بعضهم لتسديد إيجار المنزل وفواتير الخدمات.

وفوجئ بعض موظفي التعداد اثناء مرورهم على المساكن بتواجد مجموعة كبيرة من الافراد والاسر داخل منزل واحد أما بسبب الزيارة لتقديم العزاء بوفاة احد افراد الاسرة أو حضور مناسبة عشاء أو كتابة عقد قران، مما جعل الموظف يعتذر لرب الاسرة ويحدد معه موعداً لاحقاً مع مراعاة ظروف كل اسرة.

ويشار إلى ان مشروع التعداد السكاني الحالي في السعودية يعتبر الاكبر في تاريخ البلاد حيث تم تكليف أكثر من 40 ألف موظف لاجراء التعداد في مختلف المناطق، وسيتسلم الموظفون مبلغ ربع مليار كمكافأة مقطوعة لهم خلال ايام التدريب والتعداد. كما خصصت فرق تجوب الصحارى لاحصاء البادية سواء كانوا مقيمين أو رحلا والاستعانة بالسيارات القادرة على الوصول الى المناطق الجبلية والرملية أو الطائرات وتوجيه الفرق بأماكن تواجد السكان. كما يشمل المشروع احصاء المساكن القائمة أو التي تحت الانشاء، كما يشمل احصاء المقيمين في مختلف تخصصاتهم واعمالهم.