اتهام موظفي مشاريع المياه بخلق سوق سوداء لبيع كوبونات الماء

ارتفاع الاستهلاك في العاصمة المقدسة يسبب «أزمة مياه» في جدة

TT

تسبب ارتفاع استهلاك المياه في العاصمة المقدسة والمنطقة المركزية حول الحرم في انقطاع ونقص المياه عن مدينة جدة، وخلق سوق سوداء لبيع كوبونات المياه المحلاة بأسعار تتجاوز 300 ريال، وهو أكثر من ضعف السعر الرسمي، منذ بداية شهر رمضان الحالي.

واوضح المهندس محمد احمد بغدادي المشرف العام على مديرية المياه بمنطقة مكة المكرمة أن «هناك تنسيقا مع فرع المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة بالساحل الغربي لزيادة ضخ كميات المياه الواردة للعاصمة المقدسة من محطة تحلية المياه بالشعيبة وذلك طيلة شهر رمضان، لمواجهة كثافة الاستهلاك الخاصة بالمنطقة المركزية حول الحرم المكي ومنطقة البلد، وهذه هي المرحلة الاولى من الخطة التشغيلية لشهر رمضان».

«أزمة المياه» التي بدت تلوح مع اول ايام رمضان على سكان جدة لا زالت قائمة حتى أمس من دون أي مؤشرات بانفراج قريب.

يقول علي الغامدي «استغرب وجود نقص في المياه رغم ان الاستهلاك في رمضان يكون اقل من الاشهر الاخرى وخاصة في فترة النهار، والمشكلة ان الامور تسوء يوما بعد يوم».

وفي مقر توزيع المياه عبر الصهاريج في منطقة العزيزية بجدة، تختلط أصوات صياح المراجعين مع عراك البقية مع موظفي الكاونترات للحصول على كوبونات ماء.

وينتقد المراجعون أداء موظفي مشاريع المياه، وتسببهم في فوضى توزيع كوبونات وايتات المياه بجدة. يقول محمد بن سالم «هناك من استغل المشكلة وقام ببيع كوبونات المياه بمبلغ يصل الى 20 ريالا واكثر احيانا، رغم انك تحصل عليه مجانا، إضافة الى سعر الماء، لذلك تجد زحاما شديدا وصعوبة في الحصول على كوبون ماء بعد ان تحول الوضع الى تجارة».

مسؤول في ادارة مياه جدة رفض اتهام أي من موظفيه بالتقصير في اداء عملهم. وقال «انها مسألة وقت، وستعود (المياه) الى مجاريها»، مشيرا الى ان الاستهلاك وزيادة الطلب كان لهما دور كبير في ذلك خلال أول أيام شهر رمضان.

العاصمة المقدسة والتي تشهد استهلاكا كبيرا للمياه وسط توقعات ببلوغ عدد المعتمرين المقبلين من الخارج فقط خلال شهر الصوم، اكثر من مليون معتمر. ولتأمين هذه الكميات اوضح المهندس محمد البغدادي أنه «تم الاتفاق مع محطة التحلية على ضخ كميات من المياه على ثلاث مراحل بما يتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين وحجم الاستهلاك على ان تزيد تدريجيا، لتصل اعلى نسبة ضخ في العشر الاواخر من رمضان».

وأضاف «هناك كميات أخرى من المياه يتم جلبها من الآبار بطاقة 30 الف متر مكعب، كما سيتم ضخ المياه التابعة للحرم المكي الشريف والوارد من مشروع مياه ابار (وادي ملكان) على مدار الساعة وزيادة ضخ المياه المخصصة للاشياب الخاصة بتعبئة ناقلات المياه في مكة».

يذكر ان منطقة مكة المكرمة بكل محافظاتها تحصل على المياه المحلاة من محطة تحلية الشعيبة جنوب العاصمة المقدسة، وتحلية جدة، ويسجل استهلاك المياه تفاوتا بين مدن المنطقة، اذ يزداد الاستهلاك في العاصمة المقدسة في موسم الحج والعمرة (من شعبان الى محرم)، بينما يزيد استهلاك المياه في جدة خلال موسم الصيف والإجازات الموسمية.