جدة: المطاعم الأجنبية تخلع الـ«جينز» وترتدي عباءة رمضانية

محاولات لمحاكاة الولائم المنزلية بتقديم التمر والقهوة مع «كومبو» الهمبرغر

TT

التمر والقهوة أضيفا إلى الـ«كومبو» المعهودة، المؤلفة من سندويش همبرغر والبطاطس المقلية والمشروب الغازي، هذه هي الوجبة المعدلة والخاصة بشهررمضان في عدد من مطاعم الوجبات السريعة العاملة في السعودية... و«كل عام وانتم بخير» تـُعلق في كل مكان إلى جانب الفوانيس المضيئة التي أحضرت خصيصاً للمناسبة. وهي محاولات تجريها هذه المطاعم ونظيراتها من مطاعم الـ«داينرز» الأميركية، وغيرها من أنواع المطاعم المختلفة التي تتميز بها مدينة جدة.

يقول خبير التسويق رمزي معقصة انه من «المعلوم أنّ شهر رمضان المبارك، هو موسم عائلي بحت، يكثر فيه تبادل الزيارات والعزائم». ويوضح أنّ «هذه الوجبات الخاصة برمضان هي جزء من خطط أصحاب المطاعم، وخصوصاً العالمية، للاندماج في ثقافة الشعب الذي تخدمه». بدوره يعتبر مدير أحد فروع مطاعم «فدراكرز» التي تقدم المأكولات الأميركية على طريقة الـ«كاجوال داينر»، أن من الضروري محاولة توفير أقرب جو ممكن للجو المنزلي لرواد المطعم. وفي «فدراكرز» تم مراعاة تقديم «أساسيات» المائدة الرمضانية، فبالاضافة إلى التمر والقهوة العربية، هناك شوربة الحب وشوربة العدس، والعصائر المركزة التي تشتهر في هذا الشهر، كما استحدث تقديم الفول والحمص، بناء على طلب الزوار. وأوضح مدير المطعم أنّ مراعاة وتوفير كل ما يلزم لخدمة الزبون هي من قواعد المصلحة، وأشار إلى أن شركته السعودية تولي اهتماماً خاصاً بزبائنها العرب، كونها اصبحت مالكة لاسم «فدركرز» في معظم انحاء العالم، باستثناء الولايات المتحدة. ويعود معقصة ليوضح أنّ الكثير من المطاعم تهدف إلى تذكير المستهلك في شكل مستمر بوجودها، وتعطي انطباعاً حسناً بأنها تشاركه مناسباته، وخصوصاً الجيل الشاب. يقول محمد حسن، 19 عاماً، انه يفتقد إلى «خرجات الشباب» في رمضان، حيث تكثر الواجبات العائلية. ويضيف محمد «أحاول الخروج للافطار مرة على الأقل مع أصدقائي أسبوعياً»، فيما يضيف مدير مطعم «فدراكرز» أن غالبية الشباب يأتون للسحور، فيما يتوزع رواد وجبة الافطار بين العائلات والشباب، ويكثر عددهم بعد أول أسبوعين من الشهر، وفي عطل نهاية الأسبوع. وبتصفح أي من الجرائد الصادرة في السعودية، فبالامكان ملاحظة مدى التنافس بين المطاعم على استقبال أكبر عدد ممكن من الصائمين بعروضها الخاصة. والمنافسة لم تستثن المطاعم الصينية الراقية التي دخلت على الخط . فهي أيضاً تقدم وجبة افطار خاصة، وبأسعار مخفضة نسبة إلى بقية الشهور.

من جهة أخرى، فإن أحد مطاعم الوجبات السريعة العالمية، أعلن عن تخصيص جزء من أرباح كل وجبة يبيعها للأعمال الخيرية خلال شهر رمضان. ويشرح معقصة الذي عمل في تسويق الخدمات الفندقية لثلاث سنوات أنّ الدراسات تشير إلى أنّ استهلاك الناس للوجبات السريعة في شهر رمضان ينخفض بمعدل 60 ـ 80 % لصالح الوجبات المُحضرة في المنزل، والأطعمة المخصصة لهذه المناسبة، لذلك فليس مستغرباً أن تتم خفض سعر الوجبات وتقديم عروض خاصة. أما حول النشاطات الخيرية لبعض المحلات في رمضان، فيقول رمزي أن ذلك يندرج ضمن خطط العلاقات العامة، مضيفاً أن الكثير من مطاعم الوجبات السريعة أصله أميركي، الأمر الذي قد يتسبب بحساسية أو مشاعر سلبية لدى البعض، وبالتالي فهي تعمل على تحسين صورتها من خلال المشاركة الفعالة في المجتمع والأعمال الخيرية.