الصيام يجبر مدمني السجائر على تركها نهائياً في بلد يعتبر الرابع عالمياً في نسبة المدخنين

TT

نجح العشرات من السعوديين والمقيمين في الاقلاع عن التدخين نهائياً بصورة فجائية من دون اللجوء الى اساليب طبية أو علمية لمساعدتهم في ذلك في بلد يعتبر الرابع عالمياً في نسبة المدخنين.

وقد تحقق هذا النجاح بسب شهر الصوم الذي حل في البلاد الجمعة الماضي، ووجد المئات من المدخنين هذه المناسبة الدينية فرصة للاقلاع عن التدخين من دون رجعة، حيث تساعد أجواء رمضان على تحقيق هذا المطلب الذي يمثل هاجسا لهم والبحث عن اساليب مجدية لترك هذه العادة.

ويقول «ب. السليمان»، 47 عاما، ان مشكلة التدخين ظلت تؤرقه منذ سنوات ولم يتمكن من الاقلاع عن هذه العادة السيئة خلال ثلاثة عقود، هي عمره في مجال التدخين، لافتاً الى انه قرر منذ الخميس الماضي الذي سبق شهر رمضان ترك التدخين بصورة فجائية وبدون أن يلجأ الى اساليب للتقليل من تناول السجائر يومياً، معتبراً أن الايام الثلاثة الاولى بالنسبة له كانت عصيبة، مشبهاً وضعه بطفل تم حرمانه من حليب أمه.

ووجه السليمان رسالة الى المدخنين، طالبهم فيها باستغلال هذا الشهر لترك أسوأ عادة يمارسها الانسان ولا تتحقق فيها أي فائدة أو ايجابية، مشدداً على أن الارادة الصادقة عامل مهم في هذه المسألة.

ويشعر محمد عبد العزيز، 40 عاما، بأنه ولد منذ اسبوع فقط بعد أن قرر بطواعية منه الاقلاع عن التدخين، مستغلاً بذلك حلول شهر رمضان حيث وجد فيه الفرصة لتحقيق هذا المطلب بعد محاولات يائسة خلال العقدين الماضيين لترك هذه العادة، مشيراً الى انه اتفق مع صديق له أن يقلع عن التدخين بصورة نهائية مستفيدين من أجواء رمضان وبالفعل نجح مع صديقه في عدم تناول أي سيجارة منذ الجمعة الماضي، وذكر أنه يتصل بصديقه يومياً عبر الهاتف لمناقشته في وضعهما بعد القرار المفاجئ لترك التدخين والتشجيع على الاستمرار في ذلك، مشيراً الى ان الخطورة في مثل هذا القرار تكمن في الايام الثلاثة الاولى، والتي تعتبر المحك الحقيقي لتجاوز الصعوبات المترتبة عن الاقلاع المفاجئ لعادة التدخين وبداية زوال الاعراض الانسحابية، مشدداً على ان الارادة الصادقة عامل مهم يجب ان يتوفر في كل من يرغب في الاقلاع عن هذه العادة السيئة.

ولم تفلح محاولات صالح الناصر،31 عاما، في الاقلاع عن التدخين، بعد ان انتهج اسلوبا مختلفا عن الاخرين، إذ لجأ الى استخدام الشيشة بديلا عن السجائر وذلك خلال الايام الخمسة الماضية من رمضان، واصبح مدمنا لرؤوس الشيشة بدلا من السجائر، حيث يتناول في الفترة التي تعقب الافطار وحتى وقت السحور 3 رؤوس من الشيشة. وأوضح الناصر لـ «الشرق الاوسط»، أمس اثناء وجوده في احد المقاهي في الرياض، بأنه رغم ذلك، فهو عاقد العزم على ترك كل ما يتعلق بمشتقات التبغ، ومنها الشيشة، مبرراً قيامه باستبدال عادة تناول السجائر بالشيشة، بأنه اسلوب ناجح حيث ان الشيشة لا يمكن استخدامها في المنزل أو الشارع أو المركبة أو خلال العمل بعكس السجائر التي تبقى ملازمة للمدخن حتى في غرفة نومه.

ويشار الى ان السعودية سجلت رقما لافتا في حجم مشكلة التدخين، حيث احتلت المرتبة الرابعة عالميا من حيث عدد المدخنين فيها من المواطنين والمقيمين على ارضها، إذ تجاوز عدد المدخنين وفقا لأحدث كتاب صدر بهذا الخصوص 6 ملايين مدخن يحرقون ما يزيد عن 12 مليار ريال سنويا على السجائر. وكشف مؤلف الكتاب سلمان العمري، أن ما يزيد عن 30 في المائة من طلاب المدارس في السعودية اصبحوا في عداد المدخنين، كما أن 50 في المائة من الطالبات والمعلمات مدخنات.