الحميدان: لا بد من إعادة النظر في ثقافة الحوار بين السعوديين مع المتغيرات التي يشهدها العالم

أكاديمي سعودي يدعو لإنشاء قناة فضائية متخصصة في الحوار

TT

دعا أكاديمي سعودي متخصص في علم اللغويات التطبيقية إلى إنشاء قناة فضائية متخصصة في الحوار وتأسيس منتديات على الإنترنت تشارك فيها الجهات الحكومية المختصة بجوانب التربية والتعليم والإعلام والتوجيه في خطوة لإعادة النظر في ثقافة الحوار بشكلها العام والخاص بين السعوديين أنفسهم وخلق سياسة جديدة لدعم الحوار وفنونه. جاء ذلك في ظل الحديث عن الحوار وتأسيس الحكومة لجهة متخصصة تتمثل في «مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني» مع قرب عقد منتدى الحوار الوطني المقبل والمخصص للشباب نهاية شهر شوال الجاري.

وقال الدكتور عبد الله بن حمد الحميدان عميد كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود بالرياض لـ«الشرق الأوسط»: «إن فئات كثيرة من السعوديين يحتاجون لمزيد من فنون الحوار وآدابه على وجه الخصوص فئة الشباب منهم الذين يشكلون أكثر من 75 في المائة من إجمالي عدد سكان البلاد»، لافتا إلى أهمية أن يتم إدخال مناهج تعليمية مقننة وتوعية مكثفة من قبل الفئة العاملة في السلك التعليمي كالمدرسين ونهج العمل الجماعي لفتح مزيد من فرص التحاور والنقاش.

وشدد الحميدان على ضرورة تبني إنشاء قناة فضائية متخصصة في الحوار تدعو للنقاش والاجتماع يمكن أن يطلع عليها جميع السكان ويستفيدون منها عبر الاطلاع عليها بدلا من انتظار ما تقوم به الصحافة من مقالات أو تغطيات لبعض الندوات والجلسات المتخصصة التي يصعب أن تنقل ولو جزءا يسيرا من ثقافة الحوار المحتاج إليها.

وأشار الحميدان إلى أن من أبرز عناصر دعم الحوار وتقويته يتم عبر إدخال عناصر مثقفة وواعية يمكن أن تسهم في تطوير الحوار والتحاور وتعطي للنقاش أبعادا أخرى وتوصل آدابه وفنونه وآلياته في جميع الفرص المتاحة، مقترحا أن يتم إطلاق كافة الحرية للمشاركين شريطة الالتزام بأخلاقيات الحوار العامة.

وأكّد الحميدان على أن المرحلة الحالية التي تعيشها البلدان العربية والإسلامية إجمالا ومن ضمنها السعودية مقبلة على فترة تغير مرحلي في عالم يعيش مرحلة من التغير في جميع جوانبه.

واقتراح الحميدان تبني منتديات إنترنت مختلفة عن المتفشية حاليا في شبكة الإنترنت، إذ يرى أهمية أن تشترك القطاعات الحكومية ذات العلاقة بالشأن الحواري في إدارة تلك المواقع لإضفاء طابع الجدية في العمل مع إعطاء الحريات بكل أبوابها للجميع.

وأفاد الحميدان أن الإنترنت يعد وسيلة ناجحة جدا في توصيل آليات الحوار الراقي المفقود في الشكل القائم في منتديات الإنترنت الكثيرة المعروفة والتي يفضلها السعوديون، مبينا أن تنظيم المشاركة في المنتديات التي ترعاها الجهات المهتمة بشأن الحوار في السعودية من دون كلَفة أو تشديد، يمكنه الخروج بنتائج إيجابية للمشاركين.