جامعة الملك سعود تفرض زيا موحدا على الطالبات.. وتغض الطرف عن «الوصيفات» في الحرم الجامعي

TT

ربما يختلط الأمر على الزائرة أو المنتسبة الجديدة لدى دخولها جامعة الملك سعود عبر احدى بواباتها لتظن نفسها عن غير قصد في احد مكاتب استقدام الخادمات المنزليات، حيث تستقبلها حلقة من الخادمات الوافدات من بعض البلدان الأفريقية يبعن الزيوت والكريمات هنا، وأخريات من أصول شرق آسيوية يتبادلن الصور والمجلات والأشرطة الغنائية هناك. وتعدى الغرض من مرافقة الخادمة المنزلية للطالبة لمجرد منع الخلوة بالسائق، وأصبحت أقرب إلى «مرافقة» للفتاة، ما أن تلمح سيدتها حتى تتقدم بخطى سريعة لحمل عباءتها وحقيبتها. وفي فصل الشتاء لا تتردد العاملة في إعطاء الطالبة المظلة ونظاراتها الشمسية، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد إنما قد تسير خلفها محملة بكل مستلزمات الطالبة حتى تستقر في مقعدها الجامعي. وقد أوضحت كل من هيفاء جولي وماري ديلي (فلبينيات الجنسية)، اللتين تعملان في السعودية منذ خمس سنوات، أن حمل العباءة والحقيبة جزء من عملهن لا يستطعن معارضته أو رفضه، مؤكدات سعادتهن لاجتماعهن بصورة يومية ببعضهن كون الأمر فرصة جيدة لهن من أجل الضحك واللعب، إضافة إلى سماع شكاوى بعضهن وكفكفة دموع من ابتليت بـ«كفيل» سيء.

وتضيف هيفاء جولي أن أهم سبب يدعوها للبقاء في الجامعة وعدم عودتها إلى المنزل هو خوف كفيلها «على السيارة ومنع استهلاك كمية كبيرة من الوقود».

الطالبة (نورة.ع) تتبعها مرافقتها يوميا حتى مداخل الجامعة، وهي ترى أن قدوم العاملة ضروري لحمل العباءة، اذ غالبا ما تحتوي حقيبتها أحمالا ثقيلة أو قد لا تتسع للاحتفاظ بها في داخلها. وتؤيدها في ذلك (مها.ح)، مضيفة أن الصناديق المخصصة لحفظ المستلزمات الشخصية غير آمنة لعدم ضمان عدم تعدد نسخ المفاتيح لكل صندوق، إضافة إلى إهمالها مستوى النظافة لها، مؤكدة أن الجانب الـ«شوفاني» و التمايز ليس له أي وجود في وجود العاملة برفقتهن. أما الطالبة سارة الخالدي فتقول «بصراحة، الأمر لا يخلو من التميز وإظهار الفارق الاجتماعي بين مختلف الفتيات اللواتي أصبح البعض منهن يتنافسن حتى على عدد المرافقات أو كما يحلو البعض بتسميتهن الوصيفات واللاتي قد يأتين في سيارة أخرى خلفها يقمن بفتح وإغلاق الباب لها وحمل كل شيء بما فيه هاتفها النقال و نظارتها الشمسية»، مضيفة ان هذا الحال لا يقتصر فقط على فتيات الجامعة إنما يشمل الطالبات في مختلف المدارس وبالأخص الأهلية منها والتي تشتد آثارها السلبية على الفتيات وهن في مقتبل العمر. يشار إلى أن هناك قرارا ينص على وجوب توحيد زي الفتيات الجامعيات منعا للتمايز وإظهار الفوارق الاجتماعية والطبقية، وهو قرار مطبق، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو أليس من الأجدر تفعيل القرار الذي ينص على حظر دخول المرافقات الى الحرم الجامعي لمنع تكدس الطالبات والمحاضرات على الطرق والمداخل الجامعية؟