جمعية خيرية سعودية ترسل 3 من منسوبيها الأيتام إلى ماليزيا لنيل درجة البكالوريوس في التسويق والاقتصاد

TT

قررت جمعية خيرية في جدة، في خطوة تعد الاولى من نوعها في السعودية، ارسال 3 من ابنائها الايتام الى جامعة (ملتيميديا) في ماليزيا، وذلك لاكمال دراساتهم الجامعية في مجال التسويق والاقتصاد بعد تخرجهم العام الماضي من تخصصات متنوعة وبتقديرات عالية. وأوضح محمود باقيس، مدير جمعية البر الخيرية، في جدة «ان هذا البرنامج تم استحداثه أخيرا، وهذه اول دفعة يتم تطبيقها عليه، بحيث يتم اختيار خيرة الطلاب من الناحية العلمية ووفق ضوابط اخرى موجودة». وأضاف «ان الجمعية وضعت معايير لاختيار الطلاب المبعوثين، منها التحصيل العلمي خلال المراحل السابقة، واجراء اختبار القدرات، كما يعتمد بآراء المشرفين على المبعوثين خلال وجودهم في الجمعية».

وقال باقيس «ان الدفعة الاولى تكفل بها رجل اعمال وهم خمسة من الطلاب اختير منهم ثلاثة، وستكون هناك دفعات اخرى في الاعوام المقبلة، يتم اختيارها حسب الضوابط».

وكان الطلاب الثلاثة الذين حزموا حقائب السفر، رامي عبد الرحيم، وعصام عبد الرؤوف، ومجدي صابر، وتقرر ان يمثلوا الدفعة الاولى من الطلاب المبعوثين للدراسة، كما التقوا رئيس مجلس إدارة جمعية البر في جدة، صالح التركي، الذي اوصاهم بأن يضعوا الدراسة هدفا لهم، وان يستغلوا اوقاتهم في كل نافع ومفيد، ومواصلة مشوارهم التعليمي والالتزام بالتحصيل العلمي.

ويقول رامي عبد الرحيم، الطالب الذي حصل على شهادة الثانوية التجارية في قسم المحاسبة بدرجة الامتياز، «سأبذل كل جهدي لاحقق النجاح في هذه البعثة، واعود وانا احمل شهادة البكالوريوس، واواصل بعدها الماجستير والدكتوراة».

ويضيف «لن انسى هذا العمل الذي قدمته لي الجمعية، وساعود لأساهم في مساعدة اخواني الايتام في هذه المكان». ويرى عصام عبد الرؤوف، وهو الطالب الثاني الذي اختير لنفس البعثة، وتخرج من الثانوية بتقدير ممتاز، «منذ زمن ونحن نكافح لتحقيق احلامنا اسوة بغيرنا، وبالفعل نجحت في المرحلة الثانوية بتقدير امتياز، وسأجتهد لاحقق نجاحا باهرا في المرحلة الجامعية التي لن تقف طموحاتي عندها، ورغم أي صعوبات قد تواجهني، فسأتجاوزها، واعود بعد انتهاء فترة الدراسة المحددة احمل الشهادة الجامعية، لاسهم بشكل فاعل في هذا المجتمع».

وبنفس المشاعر والطموحات، يقول مجدي صابر، الحاصل على تقدير امتياز في المحاسبة في المرحلة الثانوية التجارية، «لا استطيع ان اصف مشاعر الامتنان لكل من ساهم بجعل احلامنا حقيقة نعيشها، وذلل لنا ذلك واسهم فيه، وسأستغل هذه الفرصة في ان اكون مثالا جيدا لاخواني في هذه الجمعية، واحقق النجاح والتميز الذي لن ارضى بأقل منه». وأضاف «سنغادر غدا، وسنبدأ مرحلة مشرقة انا وزملائي من الكفاح، ونتمنى من الله ان يوفقنا في كل خطواتنا». وتقدر التكلفة الاجمالية للمبعوثين الثلاثة سنويا اكثر من 32 الف دولار، تشمل السكن والاعاشة والمواصلات والسفر ومصاريف الدراسة.

ويذكر ان الطلاب كانوا يقيمون في دار الشباب التابعة للجمعية والتي يتم احالة الطفل اليها من دار الاطفال التابعة للجمعية بعد بلوغه التاسعة من العمر، ويبلغ عدد الايتام المقيمين في دار الشباب 55 يتيما، وفي دار الفتيان 129، وفي دار الاطفال 130 طفل وطفلة.