محاضرون في ندوة مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: سوء استخدام المبيدات الزراعية أدى إلى ملوحة المياه الجوفية

الدكتور الرشيد: المدينة دعمت أبحاثا زراعية بـ 156 مليون ريال

TT

دشن الدكتور عبد الله بن أحمد الرشيد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، يوم أمس، حلقة النقاش العلمية بعنوان«تأثير النشاطات الزراعية على المياه الجوفية»، التي تنظمها مجموعة العلوم الزراعية والبيئة في المدينة، بحضور نخبة من الخبراء والمختصين والباحثين في الجامعات السعودية، وذلك في مقر المدينة بالرياض.

وألقى الدكتور عبد الله الرشيد كلمة أوضح فيها أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية دأبت على عقد مثل هذه الحلقات العلمية، للاستفادة من آراء وخبرات المتخصصين كل في مجال تخصصه.

وقال الدكتور الرشيد إن المدينة دعمت العديد من الأبحاث التي تدخل في العديد من المجالات التنموية، ومنها المجال الزراعي، حيث دعمت أكثر من 400 مشروع بحثي خلال السنوات الماضية، ونفذت نحو 24 في المائة من مجمل الدعم ووصلت إلى قرابة 156 مليون ريال، على أن يستفاد منها بالشكل المطلوب.

وألقى الدكتور أحمد بن إبراهيم العمود من جامعة الملك سعود كلمة استعرض فيها الإنجازات الزراعية التي تحققت في المملكة خلال العقود الماضية والتي أثارت إعجاب وإشادة الكثير من المنظمات الدولية.

واضاف الدكتور العمود، أن هذه الإنجازات رافقتها بعض السلبيات مثل الاستخدام غير المرشد للأسمدة والكيماويات الزراعية، مما كان له تأثير مباشر وسلبي على المياه الجوفية التي تمثل المصدر الرئيسي للقطاع الزراعي ونسبة لا يستهان بها من الشرب في المملكة.

وأوضح الدكتور العمود أن مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ممثلة في مجموعة الزراعة والبيئة أرتأت أن تعقد هذه الحلقة العلمية لتسليط الضوء على جزئية معينة تتعلق بتأثير النشاطات الزراعية على جودة المياه الجوفية في المملكة وخاصة المناطق القريبة من آبار الشرب وطرق حمايتها من التلوث، من خلال تبادل المعرفة بين المختصين في القطاعات المعنية سواء كانت أكاديمية أو تشريعية أو تنفيذية.

عقب ذلك بدأت فعاليات الحلقة بتقديم ورقة عمل للدكتور عبد الله بن سعد المديهش من جامعة الملك سعود عن موضوع «الملوثات الزراعية»، أشار فيها إلى أن المياه الجوفية تعتبر المصدر الرئيسي للمياه المستخدمة في الزراعة بالمملكة العربية السعودية مقارنة بالمصادر الأخرى السطحية أو المطرية، فضلاً عن أنها تعتبر مصدر شرب في المناطق الريفية.

وقال المديهش أنه نتيجة للاهتمام المتزايد بتلوث المياه، حدث تطور كبير في فهم تأثير الأنشطة الزراعية على جودة المياه الجوفية، وأظهرت نتائج العديد من الأبحاث في أماكن مختلفة من العالم وتحت ظروف مناخية متباينة ارتفاعا في مستوى النترات (NO 3)، وتراكم بعض المبيدات الخطرة في المياه الجوفية بالمناطق الزراعية، بالإضافة إلى أن الاستخدام المكثف والمتزايد للري قد أدى إلى ارتفاع مستوى ملوحة المياه الجوفية في بعض المناطق في المملكة.

وبين الدكتور المديهش في ورقته أهمية إدارة المياه الجوفية بصورة مستدامة، كما قدم بعض الاقتراحات المطلوب العمل بها للحد من تلوث المياه الجوفية من المصادر الزراعية.

ثم تحدث للدكتور عبد الرحمن بن إبراهيم العبد العالي المشرف على الإدارة العامة لبرامج المنح في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، في ورقته عن «النترات كمؤشر لتلوث المياه الجوفية»، أوضح فيها أنه من أهم مصادر تلوث المياه الجوفية بالنترات استخدام الأسمدة الزراعية، ومخلفات الحيوانات، وخزانات التخلص من مياه الصرف الصحي وغيرها.

وبين الدكتور عبد الرحمن العبد العالي، أن زيادة نسبة النترات في المياه الجوفية وخاصة التي تستخدم للشرب، تتسبب في حدوث بعض الأضرار الصحية للإنسان، وقد حددت وكالة حماية البيئة الأميركية الحد الأقصى لتركيز النترات في مياه الشرب بنحو 45 ملجم/ لتر. وأكد الدكتور العبد العالي، أنه من خلال إجرائه لدراسة شاملة على مصادر مياه الشرب في مناطق المملكة، تبين أن أعلى تركيز للنترات موجود في مياه الآبار التي حفرت في المناطق الزراعية، مما يعد مؤشرا كبيرا على تلوث المياه بسبب الاستخدام المكثف للأسمدة النتروجينية.

أما الدكتور سمير بن جميل السليماني من جامعة الملك عبد العزيز، فقد قدم ورقة بعنوان «دور الممارسات الزراعية الخاطئة في تلوث المياه الجوفية»، تحدث فيها عن دور الماء في كل العمليات والتفاعلات والتحولات الحيوية للكائنات الحية، مشيرا إلى أن المياه بنوعيها السطحي أو الجوفي تتعرض لأدوات التلوث سواء كانت طبيعية أو كيميائية أو احيائية، والتي يكون المتسبب الرئيسي فيها الإنسان.

وقال الدكتور السليماني إن الوقاية من تلوث المياه الجوفية مسألة هامة وينبغي اعتبارها هدفاً أساسياً، مستعرضاً بعض الطرق التي يفضل استخدامها لمكافحة تلوث المياه الجوفية ومها: إتباع المعايير السليمة والفعالة واستخدام المبيدات الزراعية، وأن تكون جزءاً من الإدارة المتكاملة للآفات، واستخدام المقاومة الحيوية، بالإضافة إلى استخدام طريقة تشميس التربة الزراعية لمكافحة الآفات بطريقة أمنة للبيئة، والاستخدام السليم للأسمدة الزراعية.

واختتمت حلقة النقاش بورقة علمية للدكتور عبد الله بن أحمد الرحيلي من جامعة الملك سعود، تحدث فيها عن «طرق الوقاية والعلاج»، متناولا في ورقته الأساليب الممكنة للاستفادة من المياه في الآبار المحتوية على ملوثات زراعية خصوصاً النترات، كمصدر لمياه الشرب، ومعالجة المياه باستخدام عمليات التقنية، في إزالة النترات من المياه الجوفية، مع التركيز على استخدام عملية التبادل الأيوني.