المعرفة الفضائية تزاحم المدرسة والكتاب على عقلية الطالب

تحديات تواجه المؤسسات التربوية والتعليمية

TT

عبر المدير العام للتربية والتعليم في منطقة الرياض الدكتور عبد الله المعيلي عن انزعاجه من الثراء المعرفي للفضائيات، وبين أنه تحدٍّ تواجهه المؤسسات التربوية والتعليمية كونه يغزو عقول الطلاب. وأشار المعيلي إلى أنه من ضمن التحديات التي تواجه التعليم قلب وخلط المفاهيم والتفسير المعوج لبعض المواقف إضافة إلى السلوكيات غير المرغوب بها بين الطلاب.

ولفت المدير العام للتربية الى أن المدارس السعودية بذلت في العام الحالي جهودا كبيرة في محاربة ما وصفه بالأفكار الدخيلة والمفاهيم المنحرفة في تفسير النصوص الشرعية.

من جهة أخرى، أوضح متخصصون في التربية من خلال دراسات تربوية أن الانتشار الفضائي للقنوات التلفزيونية أسهم في نشر المعارف إلى جانب بعض السلوكيات الخاطئة لكنهم أشاروا إلى أن هناك جانبا ايجابيا في نقل المعلومات والتجارب الإنسانية الأخرى إضافة إلى أن الانفتاح الفضائي إتاحة فرصة للإطلاع على الواقع المعاش في المجتمعات الأخرى. وحذر المختصون من محاولة الحجر على عقول المتلقين مشيرين إلى أن هناك في داخل كل شخص مؤشراً تجاه التعرض الانتقائي لما يتوافق ورغباته، مبينين أن غير المقبول لدى فئة معينة لا يعني أن الجميع يرفضه وفي حال محاولة تعميمه أو فرضه بالقوة سيتسبب برد فعل قد لا يكون معلناً ما يسبب الاستمرار عليه في السر ويجعل من الصعب رصده لو كان يمارس في العلن. وحسب ما أشار إليه تقرير التنمية الإنسانية العربية للعام 2003 فإن الإعلام الفضائي العربي الحكومي اتسم بالسلطوية والأحادية والرسمية. في حين تبين أن البرامج الترفيهية والتسلية في الفضائيات غير الرسمية تشكل 78 في المائة وشكلت البرامج السياسية فيها 29 في المائة كانت في غالبها ذات طابع دعائي.

وتشير دراسات إعلامية أخرى إلى أن الفضائيات العربية ساهمت في زيادة الوعي السياسي وبالتعريف بتوجهات الشارع وساهمت في إطلاع العالم على التعريف بالقضايا العربية والإسلامية، إضافة إلى نشر مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان والمساواة واحترام الرأي الآخر كما ساعدت في احداث شيء من استقلالية الإعلام العربي في نقل الأحداث من خلال تعيين مراسلين ما جعلها لا تعتمد كثيرا على المصادر العالمية الإخبارية.

وأشار استطلاع أجرته مجلة المعرفة التابعة لوزارة التربية والتعليم في عددها 116 على عينة من طلاب الثانوية العامة إلى أن مشاهدة القنوات الفضائية «بصورة كبيرة» أخذ المدى الأكبر من العينة بنسبة 32 في المائة أما المشاهدة المتوسطة فحلت بنسبة 29 في المائة والمشاهدة القليلة بنسبة 25 في المائة فيما ذكر 14 في المائة فقط أنهم لا يشاهدونها. ويناظر هذه النسبة (انخفاض) في اهتمام العينة بالقضايا الثقافية بنسبة 48 في المائة واهتمام بصورة متوسطة بنسبة 39 في المائة وبصورة كبيرة 12 في المائة فقط. أما الانشغال في الترفيه غير البريء حسب الاستبانة فكان بنسبة 41 في المائة ووصف الاستطلاع الفضائيات العربية بالافتقار إلى التوجيه الثقافي وتوالي انحدارها في مخاطبة الغرائز لترويج برامجها.