قرر الفريق الطبي السعودي المكلف بإجراء عملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا وأولغا إجراء عملية الفصل يوم الاثنين 3 يناير (كانون الثاني) المقبل في مدينة الملك عبد العزيز للحرس الوطني بمشاركة أكثر من 25 طبيبا متخصصا من أقسام جراحة الأطفال والشرايين والعظام والتخدير والتجميل إضافة إلى فريق متكامل من الممرضين والفنيين.
وشرح الدكتور الجراح عبد الله الربيعة المدير التنفيذي لمدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني والفريق الطبي المرافق له خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده أمس وبحضور سفير بولندا لدى السعودية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني، مراحل إجراء عملية الفصل بحضور وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية، مشيرا إلى أن فرص نجاح العملية تصل إلى نسبة 70 في المائة، وأنه جهز فريقا طبيا متكاملا بناء على توجيهات من ولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز يصل تعداده إلى 50 شخصا سيسهرون على إنجاز عملية الفصل. وفي شرحه لتفاصيل العملية، نوه الدكتور الربيعة إلى أن مراحل العملية ستتمثل بداية في عملية التخدير والتعقيم ثم فصل الأمعاء والجهاز التناسلي والبولي وإعادة التعقيم وتحويل التوأم إلى الجانب الآخر ثم فصل القناة الشوكية وعظام الحوض وفصل التوأم، ثم انقسام الفريق الطبي إلى فريقين لكل طفلة ثم إقفال الفجوة بقناة الحبل الشوكي وإعادة الأمعاء مع عمل خزع للقولون وإحداث فتحة للشرج ثم إقفال الجلد والعضلات وفتح المجال لأطباء التجميل لإعادة شكل الظهر والحوض إلى شكلهما الطبيعي ثم تغطية الجراح ونقل الطفلتين إلى وحدة العناية المركزة.
وكانت الفحوصات السريرية والمقطعية والنووية والمغناطيسية والصوتية والأشعة الملونة للأمعاء التي أجراها الفريق الطبي السعودي للتوأم قد أشارت إلى وجود التصاق بمنطقة البطن والحوض والورك واشتراك في فتحة الشرج والمستقيم والتصاق بمجرى البول والجهاز التناسلي مع وجود أجهزة بولية وتناسلية مكتملة للتوأم داريا، أما بالنسبة لاولغا فلديها كلية واحدة مع اكتمال بقية الجهاز البولي والتناسلي.
كما كشفت الفحوصات عن اشتراك كبير للتوأم في الشريان (الأورطي) والوريد الأجوف السفلي واشتراكهما أيضا في عظم الحوض العجزي، وكذلك بقناة الحبل الشوكي السفلي مع احتمال تداخل الأعصاب المغذية للأطراف السفلية وعضلات الحوض، وكشف الربيعة إلى أن لدى التوأم ضعفا في عضلات وأعصاب الأطراف السفلى وعضلات التحكم الشرجية.
وحول إمكانية حدوث مضاعفات أثناء العملية، اوضح الدكتور الربيعة أن لدى الطاقم الطبي مخاوف من حدوث مضاعفات بالجهاز العصبي السفلي عند وجود اشتراك بالحبل الشوكي، وكذلك هناك نسبة خطورة قدرها بـ 20 في المائة لإصابة التوأم بالتهاب السحايا، منوها إلى انه اطلع أم التوأم على كافة التفاصيل والمراحل التي ستمر بها العملية.
وتجدر الإشارة إلى أن التوأم السيامي البولندي أولغا وداريا حضرا إلى السعودية مع أمهما وطبيبة أطفال مرافقة يوم 12 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بناء على دعوة من أطباء سعوديين، وتكفل كامل من الأمير عبد الله ولي العهد السعودي بمصاريف إجراء عملية الفصل للتوأم في مدينة الملك عبد العزيز للحرس الوطني وسط إشادة من وسائل الإعلام البولندية والألمانية بهذه الالتفاتة الإنسانية.