«الريس شمعة» صائد أسماك وخبير في الجامعة لا يعرف القراءة ولا الكتابة

TT

منذ أكثر من 25 عاماً وكلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز تستعين بعميد صيادي مدينة جدة محمد شمعة (يدعى الريس محمد شمعة بين الصيادين).

يقول شمعة «طلب مني عدد من الأصدقاء آنذاك إستئجار موقعاً للكلية ويختا، بعد ذلك تطور الحال إلى أن ساهمت أخيراً في إيجاد الأرض الحالية التي يقع عليها مقر كلية علوم البحار في أبحر شمال جدة، كما طلب مني أن أعمل خبيراً في الجامعة لتعليم الطلبة طريقة استخراج المنتوجات البحرية مع العلم أني أمي لا أجيد القراءة ولا الكتابة، إلى أن تقدمت باعتذار عن العمل كمتفرغ للجامعة بسبب كثرة أشغالي، إلا أني لا أتردد في الوجود معهم عندما يطلب مني ذلك».

ويضيف الريس محمد «نحن الآن معشر الصيادين نعاني من الإهمال الواضح لهذه المهنة ولنا كصيادين، وتناسى مجتمعنا أن 3 أرباع سكان مدينة جدة كانوا يعملون في البحر إما صيادين أو في استخراج الحجارة التي كانت تصنع منها المنازل آنذاك والطين أو في استقبال الحجاج والبضائع».

أخ الريس عبد الله شمعة يقاطعه قائلاً «وزارة الزراعة بالإضافة إلى بعض الجهات المعنية تقوم بفرض أمور تعجيزية على الصيادين وكأنها تريد إلغاء هذه المهنة التي كانت مصدراً رئيسياً لنا في يوم من الأيام وما زالت كذلك لدى البعض، فهي تطلب من الصيادين تغيير قواربهم الخشبية بقوارب من الفيبر جلاس وهو ما يفقد هذه المهنة جزءا من رونقها كون الصيد بالقوارب الخشبية أكثر متعة وحرفية، كما تمنع صيد سمك الناجل بحجة أن هذا النوع من السمك مهدد بالانقراض».

وقال «هنا أريد أن أسأل لماذا القوارب الخشبية في الخليج ومصر وجميع بلدان العالم المتمرسة في الصيد لا تضر بالبيئة؟ ثم لماذا لا يعتبر سمك الناجل من الأسماك المعرضة للانقراض في مصر والسودان التي نستورد منها هذا النوع من الأسماك؟ هل يعقل أن ناجل جدة يختلف عن ناجل تلك الدول المجاورة؟». انتقد الريس عبد الله كلية علوم البحار، قائلا: «لماذا لا تعمل هذه الكلية على تخريج دفعات من الطلبة الشباب المتخصصين في الصيد؟».

ويتفق محمد شمعة مع ما قاله أخوه عبد الله ويضيف: «هل ستعيد لنا تلك الجهات أيامنا مع القوارب الخشبية؟ أم أنها ستبقى تفرض علينا الفيبر جلاس؟».

من جهته يقول إبراهيم الجحدلي رئيس لجنة الصيادين لحماية البحر إن عدد الصيادين في المملكة حسب آخر إحصائية، هو 24192 صيادا، وبما أن الدولة تقدم لهم قروضا لشراء قوارب جديدة، فإن السؤال هو كم عدد الصيادين المزاولين لهذه المهنة؟ بمعنى آخر يجب أن يتم البحث أين ذهبت تلك القروض؟

ويضيف الجحدلي «لدينا مشكلة في العمالة الوافدة فهي غالباً ما تكون عصابات وتعمل للصيادين السعوديين بعض المضايقات» ويضيف ضاحكاً «تخيل أني اقترحت على بعض المسؤولين، لحل بعض المشاكل التي حصلت، إنشاء عصابة من السعوديين لمواجهة تلك المضايقات».

أما عادل الإبن الأكبر لعبد الله شمعة فيقول «عندما أنهيت دراستي في الثانوية التجارية قررت أن أمتهن هذه المهنة التي عاش والدي عليها منذ زمن وصرف علينا منها خلال تلك الفترة، خصوصاً أني كنت أذهب إلى الصيد مع والدي في مرات عديدة ومنه تعلمتها». كلام هؤلاء الصيادين جاء خلال الندوة التي نظمتها أحدية الدكتور أنور عشقي الدورية والتي تجمع بها عدد من النخب الثقافية والفكرية والذين طالبوا في نهاية الندوة بإنشاء جمعية مستقلة بالصيادين تناقش همومهم وتحل مشاكلهم وتعيد لهذه المهنة مكانتها في المجتمع.