المعلمون يحصلون على الإجازات من دون تعقيد... والمعلمات يقعن بين سندان المديرات ومطرقة الوزارة

معلمات الصفوف الأولية يتهمن وزارة التربية والتعليم بالإنحياز للرجال

TT

تتجدد الأزمة مع نهاية الفصل الدراسي الأول بين معلمات الصفوف الأولية في مدارس تعليم البنات السعودية ووزارة التربية والتعليم بخصوص حق المعلمات بحافز الاجازة المبكرة. للحقيقة أكثر من وجه، المعلمات يقولن أن الحق معهن، والوزارة ترد أن النظام واضح ولا تمييز. والمعلمات يؤكدن أن هناك تمييزا بينهن أيضا، فمنهن من حرمت من الاجازة بسبب تعنت مديرات المدارس والموجهات في منحهن درجة التقييم المطلوبة للحصول على حافز الإجازة، الى جانب عدم مساواتهن بتعليم البنين في هذه الإجازة.

وتقول المعلمة ن م. والتي تعمل في تعليم الصفوف الأولية في جدة «من المفترض ان يتم منح جميع معلمات الصفوف الأولية الاجازة، لأنها في الأساس تمنح نظير تحملهن متاعب التعامل مع الطالبات الصغار اللاتي يحتاجن غالبا الى الرعاية، اضافة الى التعليم، وما يتبع ذلك من جهد كبير في تسجيل درجات التقويم وغيرها من العمليات الكتابية والتوضيحية التي لا يطبقها معلمات الصفوف العليا، وذلك يشمل معلمات الصف الثالث الابتدائي اللاتي حرمن حافز الاجازة، من دون وجه حق».

وأضافت «حرمان البعض من هذه الإجازة التي تعد مكافأة، يعتبر أمرا غير مقبول، لأن الجميع يشترك في العملية التعليمية، والفرق الوحيد المؤثر الذي بموجبه تعطى أو تحرم المعلمة، هو التقرير الذي تعده المديرة أو الموجهة، وبالتالي حرمان المعلمة ظلم كبير يفترض ان يتم رفعه وتحقيق المساواة بين معلمات الصفوف الأولية». ويرد عبد الكريم الحقيل مدير تعليم البنات على هذا الطرح قائلا «ان توافر هذه الحوافز لدى المعلمة الممنوحة، امر هام وشرط من شروط حصولها على الاجازة، وعدم حصولها على جميع الشروط، يعني عدم حصولها على الاجازة». وأضاف» ان هذه الشروط هي، تدريس اللغة العربية والاسلامية معا، وان لايقل نصابها عن 18 حصة في الصفوف الاولية، وكذلك ان لاتقل خبرتها عن عامين، وان تحقق 90 درجة في استمارة منح الحوافز«. لكن المعلمة إبتسام ع. ترى «أن تطبيق هذه الشروط لا يعني بالضرورة أن تحصل المعلمة على هذا الحافز». وهي تؤكد أن القرار الصادر في يوم الثلاثاء السادس من ربيع الأول الموافق 25 مايو (آيار) الماضي والموقع من مدير عام التربية والتعليم بمنطقة مكة المكرمة لم يسلم الى المعلمات الا في الأسبوع الماضي. فلماذا ظل القرار حبيس أدراج المديرات طوال تلك المدة؟». مشيرة الى أن مديرات المدارس دائما ما يحاولن الإلتفاف على الأنظمة الخاصة بمنح الحوافز، خصوصا في التلاعب بالتقدير لأن النظام جعله في يد المديرات، من أجل إلزام معلمات الصفوف الأولية بعملية مراقبة الإمتحانات والتصحيح والتدقيق، بسبب نقص الكادر التعليمي في مدارس البنات». وتختم قولها «أن المعلمات لم يتمتعن بإجازة نصف العام طوال السنوات الثلاثة الماضية، على العكس المعلمين في مدراس الأولاد الذين أستفادوا من هذه الحوافز منذ صدور القرار». وبنهاية دوام اليوم سيكون هناك المئات وربما الالاف من المعلمات المحتفلات ببدء اجازتهن، ومثلهن ممن سيذرفن الدموع لحرمانهن من هذه المنحة، من دون سبب مقنع «كما يعتقدن»، وهو ما تتحدث عنه المعلمة م ز. بقولها» وجود استمارة الترشيح الجديدة، والتي يلعب فيها راي المديرة دورا كبيرا يجعل الامر اكثر سوءاً، خاصة في ظل غياب المديرات الكفؤات، وهذه حقيقة اعتقد ان وزارة التربية نفسها لاتنكرها». وفي هذا الصدد، يقول عبد الله المحمدي مساعد مدير تعليم البنات في جدة «الالية المعمول بها في منح الاجازة هي نفس الالية السابقة، والاستمارة موجودة منذ العام الماضي، ويتم العمل بموجبها، وفي حالة تقدم أي معلمة بتظلم، يتم النظر فيه بجدية».

البعض من المعلمات وجهن اصابع الاتهام لوزارة التربية والتعليم بأكملها بزعم وجود تفرقة بين المعلمين والمعلمات في اجازات الصفوف الاولية، وهو ماتتحدث عنه المعلم ر ش. بقولها «المعلمون يحصلون على الاجازة بدون قيود او شروط، فلماذا هذه التفرقة بيننا ونحن جميعا نعمل في حقل واحد، ونقوم بنفس الدور، ولماذا تكيل الوزارة بمكيالين لمنسوبيها البنين والبنات».

ويقول مسؤول في وزارة التربية والتعليم وطالبا عدم الكشف عن هويته » هذا كلام غير صحيح اطلاقا، والعملية موحدة، ونفس النظام المطبق في تعليم البنات مطبق في تعليم البنين، بشأن اجازة الصفوف الاولية، وهي تمنح حسب ضوابط وشروط محدده ومعروفة لدى الجميع».

البعض من المعلمات يتهمن مديرات المدارس والموجهات بعدم الكفاءة، أو المحاباة في منح الدرجات التي بموجبها تمنح الاجازات.

وتقول ن م، » لا تحظى مدارس البنات بالعدالة، خاصة في ظل وجود مديرات لم يعدن صالحات للادارة، ولكنهن يصرين على الاحتفاظ بالمنصب، والاستمرار فيه، رغم بلوغ بعضهن سن التقاعد، وفي ظل رفض الكثير من المديرات المؤهلات تسلم الادارة، بسبب كثرة الإرتباطات والمسؤوليات». وأضافت «تشترك الموجهات في قتل اصوات المعلمات المطالبات بالعدالة، ومتى مارفضت معلمة ذلك، تكتل الجميع ضدها، عند تقدمها بشكوى لمدير التعليم، وخرجت خاسرة لتصبح عبرة لغيرها من المطالبين بالعدالة، والمساواة».

ويوضح مساعد مدير تعليم جدة عبد الله المحمدي «نحن نتعامل مع الشكاوي المقدمة لنا من المعلمات بجدية، ونسعى لانصاف اصحابها، شريطة ان يكون هناك اشياء مقنعة، وليست شكاوي كيدية، لكن ان وجدت المبررات، فنحن نبذل كل جهدنا لاعطاء كل ذي حق حقه».

ويذكر «ان اجازة معلمات الصفوف الاولية أقرت منذ 3 سنوات كمكافأة للمعلمين الذين يتعاملون مع الطلاب صغار السن بهدف تشجيع المعلمين على الإقبال على تدريس هذه الصفوف في ظل تهرب المعلمين من تدريسهم بسبب المصاعب التي يواجهونها معهم، ومنذ ذلك الحين وهي تشهد خلافا بين المعلمين والمعلمات والوزارة من ناحية التطبيق وتحديداً من ناحية المعلمات، ولكن الاجراءات وتطبيقها ظل معلقا تارة ومنفذا في اللحظات الاخيرة تارة اخرى كما حدث في الفصل الثاني من العام الماضي عندما اقرت الاجازة للمعلمات في اخر يوم للدوام الرسمي بعد خلافات تناولتها الصحافة في حينها».