عبد الرحمن عقيد في شرطة حائل ومناور سائق تاكسي، وإلى جوارهما موظفون من شركة الاتصالات والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارات الصحة الإعلام و النقل والخطوط الجوية العربية السعودية والبريد، يجلسون جنباً إلى جنب لحضور برنامج "يا هلا" الأول للتدريب السياحي بمنطقة حائل.
قد لا يتكرر تمازج غريب بين مختلف القطاعات في برامج تدريبية أخرى، وذلك لأن برنامج "يا هلا" الذي انطلق السبت الماضي ويختتم أعماله في حائل اليوم الأربعاء ليستعد للانطلاق في 3 محطات هي: المدينة، والطائف، والرياض، والشرقية أخرى، موجه لأولئك الذين يتعاملون بالدرجة الأولى مع السياح بشكل مباشر. ويوضح الدكتور عبد الله بن سليمان الوشيل مدير عام المشروع الوطني لتنمية الموارد البشرية السياحية بالهيئة أن السياحة "مسؤولية الجميع"، لافتا بقوله: هذا البرنامج فرصة للتنسيق بين كافة الجهات المسؤولة عن تقديم خدمات مباشرة أو غير مباشرة للسائح، وتذليل العقبات التي قد يواجهها البعض منهم.
وشهدت البرنامج محاضرات عن مفهوم السياحة وأنواعها وأخرى عن أهميتها الاقتصادية، وكيف أنها تساهم في خلق العديد من فرص العمل، وجلب العديد من الاستثمارات، والمساهمة في الصادرات، وزيادة الدخل الوطني، ورفع مستوى الدخل القومي.
ويتعرف الملتحقون بالبرنامج أنواع السياحة حسب تصنيفها العالمي التي من ضمنها سياحة أثرية، وسياحة زراعية، وسياحة بيئية، وسياحة رياضية، وسياحة علاجية في خطوة لإضافة ثقافية سياحية وتوعوية حول هذه الصناعة.
ويوضح الدكتور يوسف الحزيم مدير المعهد العربي للتسويق والبيع أن البرنامج يركز على كيفية تقديم خدمة متميزة للسائح، عبر إعداد مدربين يدركون أهمية السياحة، ويتقنون فنون التعامل مع الآخرين، ويقدمون خدماتهم للزوار بطريقة احترافية، لا تخلو من الابتسامة وعبارات الترحيب، ويكونوا بالتالي قادرين على إيصال أهداف برنامج "يا هلا" لبقية أفراد وشرائح المجتمع.
ويقول الرائد سعد المحارب مدير العلاقات العامة في شرطة حائل أن الدورة أضافت للمشاركين الكثير عن مفهوم السياحة وأهميتها بالنسبة لمنطقة حائل والتوعية بأدوار الجميع في صناعة السياحة، وقال "أتمنى أن أتمكن من نقل هذه التجربة لزملائي في شرطة حائل ضباطاً وأفراداً".
ويطرح دليل خدمة السياح المتميز الذي وزع على الملتحقين بالبرنامج، عدد من الطرق العملية للاحتفاظ بالسائح، وهو ينصح باحترام السائح، واستخدام مصطلحات يفهمها، وأن نعامله بلطف، وأن نلتزم بالحلم في حالة الغضب أو الخصام معه. في حين يعرض برنامج "يا هلا" عدداً من الحالات الدراسية التي قد يواجهها القائمون على توفير خدمات يحتاجها السائح مثل: النقل، والإيواء، والإرشاد السياحي، والمطاعم. من جانبه، يؤكد محمد دحل الشمري المرشد السياحي ويمتلك متحفاً خاصاً، أنه استفاد من الدورة، ويأمل من هيئة السياحة تنظيم دورات خاصة بالمرشدين السياحيين مفيدا أن طبيعة عمله تتمثل في مرافقة وإرشاد السياح للمواقع الطبيعية والأثرية في حائل، ومشيراً إلى أنه رافق أفواجاً من السياح البريطانيين والألمانيين واليابانيين والإيطاليين في رحلات نظمتها شركات متخصصة في هذا الجانب.