متسولون أمام أجهزة الصراف الآلي والمجمعات التجارية والمساجد في السعودية

TT

ما أن تتوقف أمام أحد المجمعات التجارية أو المحلات التي يكثر الإقبال عليها لشراء المستلزمات المنزلية حتى تحدثك من بعد امرأة متلفعة بالسواد بـ "يا محمد" فإذا ألقيت لها بالاً تبدأ في سرد معاناتها على استحياء بصوت خفيض فإذا تجاوبت مع معاناتها أرسلت لك طفلاً لأخذ المبلغ المالي الذي تنوي التبرع به، هذه الحالة بدأت تنتشر في أغلب مدن المنطقة الشرقية وعلى مدار العام.

وما أن تنقضي الصلاة في المساجد الا ويقف أحد المصلين في الصف الأول في سرد معاناته أمام المصلين والتي لا تتعدى أربع قضايا "دية مغلظة" أو " تكاليف علاج" أو "دين" أو "عجز عن العمل مع العجز بالوفاء بالالتزامات"، كلها مصحوبة بتقارير وصكوك لمن يريد الإطلاع والتأكد من الحالة.

ويقف في أحد المجمعات التجارية بالدمام م ص. حاملاً صورة عائلته لمن يريد أن يتضأمن معه ولو بالقليل فوالده عاطل عن العمل والعائلة يتجاوز عددها الستة أشخاص وهو لا يتحدث إلى المارة كثيراً فقط يعطيهم الصورة لتشف عن الحال وتغنيه عن السؤال، كما يقوم بعض المتسولين بطرق أبواب المنازل للحصول على الطعام، هذه الطريقة كما يراها كثير من الناس من أصدق أنواع الطلب فمن يطلب الطعام ليأكل سيجد الكل يتعاطف معه ولن يشك أحد في نواياه وصدقه. ويقول محمد آل شهاب "هؤلاء أتعاطف معهم بشكل كبير، فمن يبحث عن الطعام يستحق أن يعطى، لأن الجوع كافر".

وتتخذ بعض العائلات وسيلة استعطاف أخرى وهي الوقوف أمام آلة الصراف والادعاء بأنهم مسافرون وليس لديهم ما يساعدهم على السفر كما أن لديهم أطفال صغار ليكسبوا التعاطف مع وضعهم، كما يقول يوسف الجاسر أحد الذين تعرضوا لتلك المواقف " كنت أسحب مبلغاً من المال من آلة الصرف الآلي وبعد أن خرجت وجدت أمامي رجل يدعي أنه مسافر ويحتاج لمبلغ من المال ليكمل طريقه هو وعائلته بعد أن ذكر أن أولاده الصغار في حاجة إلى الحليب والعائلة في حاجة إلى الطعام وتعاطفت معه، ولكن بعد فترة وجدت ذات الشخص مع عائلته في نفس المكان بنفس الظروف ونفس الطلب في تلك الحظه عرفت أنني تعرضت لعملية نصب". كما يحمل م ص. صورة عائلته لمن يريد أن يتعاطف معهم يتنقل مجموعة من الشباب بثياب أنيقة بين مقاهي المنطقة الشرقية كل واحد يحمل مجموعة من الأوراق تشرح معاناته يقوم بتوزيعها على الجلسات ثم يعود يجمعها فمن يتعاطف معه يضع المبلغ داخل الورقة ومن لم يتعاطف مع وضعه يعيد الورقة كما هي بعد أن أخذ فكرة عن وضع ذلك الشاب.