8 عمليات تكللت بالنجاح وسط إجماع دولي على ريادة المملكة في هذا المجال

«كرونولوجيا» عمليات فصل التوائم في السعودية

TT

في إطار اجراء عملية فصل التوأم السيامي البولندي داريا واولغا، والتي ستجرى في 3 يناير (كانون الثاني) في الرياض، أصبحت السعودية وبمرور الأيام مقصداً لكل الأمهات والآباء حول العالم ، والذين يعانون من التصاق أبنائهم وذلك لإجراء عمليات فصل لهم. ورغم ما يعتري إجراء هذه العمليات من صعوبات وما تتطلبه من إمكانيات مادية وتقنية مهمة ، إلا أن الطواقم الطبية السعودية حققت رقما قياسيا علميا غير مسبوق بإجرائها لثماني عمليات فصل لتوائم ملتصقة تكللت جميعها بالنجاح. وفي عام 1990 تأهلت مجموعة من الكوادر الطبية السعودية، من ضمنهم استشاري الأطفال الدكتور عبد الله الربيعة وفريقه الطبي لإجراء أول عملية فصل في السعودية وتم وقتها فصل توأمين سعوديين من الإناث كانا ملتصقين بمنطقة البطن واشتراك بأغشية البطن وجزء من الكبد وتمت العملية بنجاح تام ومارست الفتاتان حياتهما الطبيعية بعد الفصل.

وتمت في سنة 1992 عملية فصل للتوأمين السودانيين سماح وهبه حيث تمت ولادتهما بالتصاق بمنطقة أسفل الصدر والبطن والحوض ولكل واحدة منهما طرف سفلي واحد وتشتركان بطرف سفلي ثالث مشوه وجهاز تناسلي وبولي واحد . واستغرقت العملية ثمانية عشر ساعة. وفي يوم السبت 22 ابريل (نيسان) 1995 تمت عملية فصل التوأمان السعوديان سمر وسحر حيث كانتا تعانيان من التصاق بأسفل الصدر والبطن والحوض وكان لديهما عيوب خلقية بالقلب ويعانيان من انسداد خلقي بفتحة الشرج المشتركة وتمت العملية بنجاح وخرجا من المستشفى بعد ثلاثة اشهر من إجرائهما للعملية.

التوأمان السعوديان حسن وحسين ولدا ملتصقين بمنطقة أسفل البطن والحوض، كما أنهما يشتركان بحوض وأمعاء غليظة واحدة وجهاز تناسلي واحد ومثانة بولية متصلة كما اشتركا اشتراكا جزئيا في الكبد وهناك عيوب خلقية بقلب حسين، العملية أجريت لهما العملية في عام 1998 واستغرقت ثمانية عشر ساعة ونصف الساعة وتمت بنجاح.

وبالنسبة لأصعب العمليات والتي سميت بالنادرة والتي تحتاج لمراكز طبية متخصصة متقدمة فهي عملية التوأمين نجلاء ونسيبة استمرت أكثر من عشر ساعات وكانت منقولة على الهواء مباشرة عبر دائرة تلفزيونية تابع الإعلاميون مجرياتها، الطفلتان كان لهما رأسان مستقلان وسليمان وهما ملتصقان بمنطقة الكبد حيث كان هناك ثقب بين البطين في القلب والتصاق في الجهاز الهضمي، الطفلتان استعادتا التنفس الطبيعي بعد إجراء العملية بأربع وعشرين ساعة وتكللت العملية بالنجاح وعادت الامور إلى طبيعتها بعد أربعة أيام من العملية ، التي تمت في 2002 ، بأمر من ولي العهد السعودي واستقبلهما في قصره بعد مغادرتهما المستشفى في التفاتة إنسانية مؤثرة. العملية السادسة كانت لأحمد ومحمد التوأمين الماليزيين وكانت دقيقة جدا، حيث كان عمرهما حوالي 5 سنوات عند فصلهما إضافة إلى تعرضهما لمحاولة فصل مسبقة خارج السعودية مما عقد عمل الطواقم الطبية السعودية حيث كان الالتصاق من أعلى الصدر والبطن والحوض ولكل منهما طرف سفلي واحد مشترك. استمرت العملية حوالي ثلاث وعشرين ساعة برئاسة الدكتور الربيعة مع مجموعة من الكوادر الطبية الوطنية وخرج الطفلان معافين بعد العملية بزمن قياسي ويعيشان الآن حياة طبيعية. أما تاليا وتالين من مصر، وجاءتا بأمر من الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد السعودي وكانت منطقة اتصالهما أسفل الصدر والبطن مع اشتراك في الأضلع السفلية في تجويف البطن. وكان مقررا للعملية أن تستغرق حوالي خمس عشرة ساعة وانتهت خلال خمس ساعات بنجاح تام.

التوأمان الفلبينيان واللذان كانا آخر المفصولين في السعودية تم إدخالهما إلى مدينة الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني على حساب ولي العهد الخاص وأجريت لهما عملية الفصل يوم 20 مارس (اذار) 2004 حيث استغرقت العملية 8 ساعات بالرغم انه كان مقررا لها أن تدوم 16 ساعة وانتهت العملية بنجاح. أما العملية التاسعة والمقرر إجراؤها في 3 يناير (كانون الثاني) المقبل ومن المتوقع أن تصل مدتها إلى 15 ساعة للتوأمين البولنديين أولغا ودارا السياميين واللذين يبلغان من العمر 13 شهرا. فقد وصلتا إلى السعودية قبل أسبوعين بأمر من ولي العهد السعودي على حسابه الخاص وهي العملية السادسة التي تقام بمدينة الملك عبد العزيز، حيث بينت الفحوص والاشعاعات أنهما تلتصقان في العمود الفقري والحوض والقولون والجهاز التناسلي.

وتجدر الإشارة إلى أن جميع الجراحين في فريق الفصل الطبي سعوديون، تساندهم كوادر من دول شقيقة في عملية التخدير والتمريض وتعتبر هذه العمليات نصرا جديدا تحققه السعودية في مجال التخصصات الطبية النادرة وسط اعتراف دولي بريادة السعودية في هذا المجال الدقيق.