انطلاق برنامج «11 سبتمبر» لتحسين صورة السعودية والعالم الإسلامي في الغرب الأسبوع المقبل

العمري: تفريخ الإرهاب واضطهاد النساء أهم العناصر السلبية لتشويه صورة السعودية

TT

يسعى برنامج إعلامي لإطلاق الحوار الفكري والثقافي مع الغرب وإيجاد وسائل علمية لتعريف كل من الجانبين بحقيقة الآخر وواقعه السياسي والفكري والثقافي، والعمل على تغيير الصورة النمطية لدى الغرب عن المجتمع السعودي، وتجسير الفجوة الثقافية والفكرية القائمة بين الإسلام والغرب، والتعرف على رؤية الغرب للعرب والمسلمين والثقافة العربية والإسلامية في ضوء أحداث 11 سبتمبر.

وستنطلق مع بداية العام المقبل 2005، المرحلة الثالثة من برنامج «11 سبتمبر للدراسات والتوثيق الإعلامي»، الذي يعنى بدعم ورعاية ونشر الإنتاج الإعلامي التوثيقي والبحوث والدراسات العلمية المحكمة ذات العلاقة بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، وآثارها الحالية والمستقبلية في مجمل العلاقات الدولية بشكل عام وفي العالمين العربي والإسلامي بشكل خاص، مع التركيز على التعريف بوجهة النظر العربية والإسلامية حيال هذه الأحداث.

وقال حسن العمري رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية للأبحاث، المعدة للبرنامج لـ«الشرق الأوسط»، إن البرنامج عبارة عن سلسلة متواصلة من المشروعات الإعلامية البحثية، التي يتم تدشين كل منها حال الانتهاء من تنفيذها، لافتا إلى أنه تم في إطار البرنامج تدشين عدد من المشروعات التي ساهمت في التعريف بالصورة الحقيقية للسعودية، ومنها فيلم «الإسلام الحق ـ True Islam» وموسوعة 11 سبتمبر، بالإضافة إلى كتاب عن صورة العالم الإسلامي لدى نظيره الغربي والعكس، مفيداً بأنها جميعها صدرت باللغة الإنجليزية، وهناك خطط لترجمتها إلى لغات أخرى في المستقبل.

وأبان أن أهم العناصر السلبية التي تستخدم لتشويه الصورة الذهنية للسعودية هي دمغ المجتمع السعودي بأنه يفرخ الإرهاب، والعمل على تصويره كمجتمع لا يزال يعيش حياة البداوة المنعزلة عن الحضارة الحديثة، وأخيرا التركيز على قضية المرأة وتصوير المجتمع السعودي باعتباره مجتمع يضطهد النساء. ولفت إلى أن معالجة هذه السلبيات تكون بالعمل على إيضاح الصورة الحقيقية من خلال آليات وبرامج قادرة على مواجهة الآليات التي ترسخ الصورة السلبية، مؤكداً أن ذلك لن يتم إلا من خلال العمل المنظم والمتخصص.

وأكد رئيس مجلس إدارة المؤسسة العربية، أن برنامج «11 سبتمبر» ليس عملا إعلاميا منفردا، ولكنه سلسلة متصلة من المشروعات الإعلامية والبحثية، لافتا إلى قلة الدعم المادي للجهود الإعلامية الهادفة لبناء صورة السعودية، نتيجة ضعف الوعي بأهمية العمل الثقافي والإعلامي كجزء من العمل الخيري والأنشطة الأهلية، مبيناً أن تمويل الحملات الإعلامية ضد السعودية ليس تمويلا حكومياً، بل يأتي من المنظمات والجمعيات المرتبطة بتيارات مناهضة للسعودية، الأمر الذي يؤكد أهمية أن يتم العمل على تشجيع التمويل الأهلي للجهود الإعلامية الهادفة إلى بناء صورة المملكة في الداخل والخارج.

وأكد العمري، أنه لا يمكن لوسائل الإعلام الوطنية أن تحقق نتائج إيجابية تجاه هذه القضية طالما بقيت جهودها تتسم بالفردية والانعزالية، بل يجب إدراك أن أي جهد فاعل في هذا المجال لا بد أن يكون جزءا من خطة منظمة تساهم فيها وسائل الإعلام المختلفة كل حسب قدراتها وإمكانياتها، وعبر عمل مؤسسي رسمي وغير رسمي وفق ثوابت وأهداف موحدة ومعتمدة تتولى التنسيق ومتابعة الجهود.

وذكر أن بداية النجاح تكمن في التعرف على طبيعة المشكلة وإدراك حقيقة الصورة الذهنية للسعودية في العالم وعناصرها ومكوناتها وكيف تكونت هذه الصورة التي منها يبدأ وضع الخطط والبرامج لتحسين هذه الصورة، مضيفا أنه بعد ذلك تتولى وسائل الإعلام تنفيذ هذه الخطط والبرامج التي سوف تشتمل على مجالات ومهام متعددة، بعضها يتعلق بالدراسات والبحوث والتحرير، وبعضها يتعلق بالإنتاج الفني والتوزيع، والبعض الآخر يتعلق بالعلاقات العامة.