65 سيارة إسعاف مزودة بغرف عناية مركزة لخدمة ضيوف الرحمن

سباق بين الأطباء والزمن لإنقاذ الحجاج في الوقت المناسب

TT

«ثانية واحدة هي الحد الفاصل بين الموت والحياة، قد تفقد فيها انسان، وقد تحافظ على آخر، لذلك نحن هنا موجودون في الوقت المناسب». بهذه العبارة بدأ الممرض عامر العامر احد افراد طاقم الاسعاف الطبي العاملين في منى والمكون من اكثر من 246 طبيبا وممرضا، والذين يجوبون المشاعر المقدسة بواسطة سيارات اسعاف صغيرة الحجم تحوي غرفة عناية مركزة متحركة، تتنقل مع الحجاج من مشعر الى آخر. سباق محموم بين هؤلاء المنقذين وبين ساعاتهم، بهدف الحفاظ على حياة اكثر من مليوني حاج، بدأ بمنى ومرورا بعرفات وانتهاء بمزدلفة، وبجاهزية كاملة، وامكانيات عالية.

ويؤكد الدكتور طارق العرنوس المشرف العام على ادارة الخدمات الطبية الاسعافية بوزارة الصحة استكمال الاستعدادات لمباشرة الوضع الصحي لضيوف الرحمن في الشاعر المقدسة. ويقول عن خدمة الإسعاف السريع «لدينا 65 سيارة أسعاف صغيرة الحجم، وهي عبارة عن غرفة عناية مركزة، مهمتها التي تقوم بها هي مرافقة الحجاج، في جميع تنقلاتهم، واسعاف من يحتاج منهم الى اسعاف في نفس المكان، وتنقل من يحتاج منهم الى مساعدة الى اقرب مستشفى، ويوجد في هذه السيارات كافة الادوية والمستلزمات، والاجهزة المتطورة».

وأضاف «يقود السيارة ممرض متمكن حاصل على دورات مختلفة في الانعاش والانقاذ، ويرافقة طبيب متخصص في مختلف المجالات، حيث تم اختيار الفرق الطبية العاملة فيها من جميع التخصصات ذات العلاقة، وخضعوا جميعا لدورات انعاش رئوي».

ويبن العرنوس «ان هذه السيارات تتحرك مع الحجاج على مدار 24 ساعة، بحيث يقوم كل فريق بالعمل 12 ساعة متواصلة»، مشيرا الى ان عملهم يقتصر على المشاعر المقدسة فقط ويبدأ مع بداية يوم منى، وينتهي بنهاية آخر ايام الرمي.

الممرضون والاطباء العاملون على هذه الاسعافات يواجهون صعوبات كبيرة خلال عملهم، ولكنهم يحاولون دائما التغلب عليها بشتى الطرق وهو ما يعود ليؤكده الممرض عامر العامر بقوله «اكبر مشكلة تواجهنا خلال عملنا هي مشكلة الافتراش، فهؤلاء يعيقون حركة سيرنا، وهذا الامر هو السبب خلف ايجاد هذه السيارات الصغيرة، التي يمكنها المرور، بشكل اسهل من الاسعافات الكبيرة».

ويؤكد ذلك الدكتور سامي نائب المشرف على هذه الاسعافات الميدانية بقوله «مشكلة الافتراش والزحام هي اكبر مشكلة تواجه هذا الفريق، وهي السبب لايجاد سيارات اسعاف صغيرة، بحيث تستطيع ان تمشي احيانا على طرق المشاة»، مشيرا الى ان عدد هذه الاسعافات كاف جدا، «لانها تتنقل مع الحجاج».

ويذكر ان الاسعاف الطبي الميداني مكون من 97 طبيبا و149 ممرضا، و85 سائقا، وهناك 12 مشرفا ميدانيا، ويرتدي الممرضون والأطباء والسائقون الزي الابيض، مع «صديري» اخضر يميز الاطباء عن غيرهم. وكان هذا المشروع قد بدأ قبل قرابة 4 سنوات، مبتدئا بدراجات نارية تجر خلفها كراسي انقاذ ليتطور بعد ان اثبت فاعليته، الى سيارات الاسعاف الحالية المجهزة، كما يتم مساندته في حالات الكوارث باسعافات كبيرة الحجم يطلق عليها اسم «سند»، تتسع لعدد اكبر من المرضى.