5000 مواطن مهددون بالبطالة والسجن في الأحساء

بعد شروط تعجيزية من وزارة النقل

TT

يخشى أكثر من 5000 مواطن في الأحساء يعملون في نقل المعلمات والطالبات من أن يجدوا أنفسهم بلا عمل خلال الأيام القريبة المقبلة، وأن يكونوا ضمن إحصائية البطالة في السعودية، بعد قرار من وزارة النقل الذي ينص على «حصر قيادة حافلات النقل المدرسي من قبل أشخاص سعوديين تكون معدلات أعمارهم فوق الأربعين ومن المشهود لهم بالاستقامة والنزاهة وضرورة مرافقة زوجاتهم أثناء أداء عملهم». ويتحسب أصحاب مكاتب النقل المدرسي من أن يجدوا أنفسهم في السجن لعدم مقدرتهم على سداد مستحقات سيارات النقل التي اشتروها بالسداد الآجل أو عن طريق قرض بنكي، وتتجاوز ديون البعض منهم مليون ريال قيمة سيارات النقل التي من خلالها يقومون بعملهم في النقل المدرسي، وهذه السيارات تكون بنظام الاستئجار أو التقسيط.

وبدأ مرور الأحساء منذ الأسبوع الماضي في إيقاف سائقي سيارات نقل المعلمات وطالبات الجامعات والكليات الذين تقل أعمارهم عن 40 عاما، بسحب رخصة السائق واستمارة السيارة، ويتم استدعاء مالك السيارة، و«إعطاؤه مهلة حتى 30من شهر محرم المقبل لتعديل وضعه وبعد ذلك تطبق كامل المخالفات بحق من لم يلتزم»، حسب مذكرة من مرور الأحساء لأحد السائقين حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منها.

ويقدر متعاملون في سوق النقل المدرسي إلى أن أكثر من 5 آلاف شاب يعملون كسائقي سيارات نقل للمعلمات والطالبات، 90 في المائة منهم لا تتجاوز أعمارهم 30 عاما، وأشاروا إلى أن تطبيق هذا القرار سيساهم في المزيد من أعداد الشباب العاطلين عن العمل، لأن هؤلاء الشباب لم يلجأوا لهذه المهنة إلا بعد أن ملوا انتظار الوظيفة، وبعد أن بحثوا في جميع شركات ومؤسسات القطاع الخاص، ولكن من دون جدوى، فاضطروا للعمل في مهنة النقل المدرسي برواتب متواضعة تكفيهم وعوائلهم لمعيشة بسيطة قانعة، وألا يكونوا عالة على المجتمع تجرهم الأيام إلى الانحراف والسرقة والضياع.

وعلمت «الشرق الأوسط» أن مجموعة كبيرة من العاملين في النقل المدرسي سيقدمون شكواهم صباح اليوم لمحافظ الأحساء، الأمير بدر بن جلوي، للنظر في ذلك، ويأمل هؤلاء العاملون أن يتكرر المشهد لتجار القيصرية الذين منعوا من ممارسة تجارتهم من قبل بلدية الأحساء ما لم يتم سداد قيمة إيجارات محلاتهم التجارية في سوق القيصرية «البديل»، ولم تكن حركة السوق تسمح بتوفير مبلغ يفي بتسديد الإيجارات التي لم تتجاوز 4 آلاف ريال، ووجدت مقابلتهم للأمير بدر بن جلوي حلا لمشكلتهم، ويأمل سائقو النقل المدرسي أن يتكرر هذا المشهد مرة أخرى صباح اليوم في مقر المحافظة.