وزير الصحة لـ«الشرق الأوسط»: الدولة ستتبنى بوليصة تأمين للمواطنين الفقراء في السعودية

في جولاتي المفاجئة لا أقصد تصيد الأخطاء

TT

اكد وزير الصحة السعودي ان لديه 6 استراتيجيات، يعمل منذ توليه منصب وزير على تنفيذها ومكتوبة في لوحة خلف مكتبه، وهي تشغيل مدينة الملك عبد العزيز، والحزام الصحي، وبناء 2000 مركز صحي، وربط جميع المراكز ببنوك معلومات وكومبيوتر، واعلان المملكة خالية من الكوليرا. وقال الدكتور حمد المانع في حوار مطول لـ«الشرق الأوسط»: إنه يشعر بثقل الأمانة في ما لو مرض مريض في جبال تهامة ولم يجد علاجه، ولا بد أن نعطي كل حالة مرضية حقها، ورغم ذلك نحن بشر نخطئ ونصيب.

وعن جولاته المفاجئة وتسرب اخبارها الى المستشفيات والمناطق التي يزورها قبل وصوله اليها، قال وزير الصحة «لا يعلم أحد بهذه الزيارات الا الله سبحانه وتعالى، وعندما اقوم بهذه الزيارات لا يرافقني أحد، سوى زميل لي، وقد زرت مناطق الشمال واستمرت زياراتي لمدة 15 ساعة متواصلة، وزرت مناطق الجنوب والشرق والغرب، وركزت على الهجر البعيدة، كما ان الزيارات المفاجئة لم أقصد منها تصيد أخطاء الآخرين».

وبين المانع «انه سيتم تعميم التأمين على جميع السعوديين والاجانب خلال العامين المقبلين وهي فترة وزارته، مشيرا الى ان الصحة ستتولى التأمين على الفقراء والمساكين الذين لم يؤمن عليهم». وفي ما يلي نص الحوار:

* ما هي ابرز خططكم المستقبلية لوزارة الصحة ؟

ـ منذ دخولي الى وزارة الصحة وضعت 6 نقاط استراتجية سأعمل على تنفيذها فترة وزارتي، وهي مكتوبة خلف مكتبي، نفذت عددا منها وبقي البعض، وأرجو أن أنفذها قبل انتهاء فترة عملي، أولها تشغيل مدينة الملك عبد العزيز الطبية، وتم تشغيلها ولله الحمد، والثانية الحزام الصحي للمملكة، وهدفي ان يكون في كل منطقة مستشفى مرجعي، وبدأنا في الرياض افتتحه الامير عبد الله في الشرقية الشهر الماضي، وبدأنا ايضا في حائل والجوف وتبوك وجدة وأبها وجيزان ونجران والمدينة المنورة، وهذا الحزام الصحي سيمكن من علاج المواطن في موقعه.

والاستراتيجية الثالثة، هي بناء 2000 مركز صحي وبدأنا في هذا العام في تنفيذ 570 مركزا، ووقعنا عقد 150 مركزا آخر، وفي ميزانية هذا العام تم اعتماد بناء 420 مركزا، وسيتم الانتهاء منها في هذا العام، والرابعة هي التأمين الصحي والخصصة. والاستراتيجية الخامسة هي ربط جميع المستشفيات والمراكز الصحية ببنوك معلومات وكومبيوتر، بحيث يجد المريض جميع المعلومات والفحوصات وملفه الطبي في أي مركز صحي في جميع مناطق المملكة. والاستراتيجية السادسة هي اعلان المملكة خالية من (الكوليرا)، ووصل عدد الاصابات في هذا العام إلى أقل معدل، وعندنا احترازات لها في منطقة جيزان، واعطت السعودية اليمن 10 سيارات مع الآليات لرش الحدود، ونحن جادون في تنفيذ هذا المكافحة.

* التأمين

* أشرتم في حديث سابق الى ان لديكم خططا ستعلنون عنها قريبا، وانها في طور التنفيذ، ما هي أبرز ملامحها؟

ـ كما ذكرت سيتم تعميم التأمين على الجميع بدءا بالاجانب حاليا، ثم المواطنين السعوديين، وعلى مراحل موزعة ومنظمة، ثم ستتم خصخصة الكثير من المرافق، اي انه برنامج متكامل، وفق خطة سيتم الاعلان عنها.

* اذا تم اقرار التأمين على جميع السعوديين والاجانب فما هو مصير الفقراء وكيف يتم علاجهم ؟

ـ الوزارة ستتبنى إصدار بوليصة تأمين للفقراء والمساكين الذين لا يستطيعون دفع رسوم التأمين من خلال الشركات المخولة في ذلك، وسيتم الانتهاء من تخصيص قطاع الصحة خلال عامين من الآن بعد الانتهاء من إدراج كافة المواطنين في نظام التأمين، حيث أن التأمين سيبدأ على الوافدين خلال أيام بعد اعلان شركات التأمين، والوزارة لن تخصص مستشفياتها حتى يتم الانتهاء من تأمين جميع المواطنين الذين قسموا إلى فئات: المواطنون في القطاع الخاص وهؤلاء مؤمن عليهم من قبل شركاتهم، ورجال الأمن ويتم علاجهم في المستشفيات التابعة لقطاعاتهم، والجهات الحكومية الاخرى ستجبر على تأمين موظفيها.

* ما هي المدة الزمنية التي تتوقعون انتهاء تنفيذ التأمين فيها على الجميع في السعودية؟

ـ أملي أن ينتهي التأمين خلال السنتين المقبلتين وهي الفترة التي سأجلس فيها وحتى الآن انتهينا من الدراسات وسنبدأ في التطبيقات.

* مخاوف الفشل

* الى أي مدى تخشون من فشل هذه الخطة، وما هي العقبات التي قد تواجهكم خلال مراحل التنفيذ؟

ـ لا نخشى من الفشل طالما اعددنا انفسنا لمشروع وبدراسة جيدة، وهذا القرار لم يأت من فراغ بل من دراسات مستفيضة عن الوضع الصحي في المملكة، وهي فريدة من نوعها لان أكثر من 80 في المائة من العاملين غير سعوديين، الشيء الآخر نحن نستورد الدواء والاطباء والقوى العاملة كلها والاجهزة، وميزانية وزارة الصحة في هذا العام وصلت إلى أعلى معدل لها منذ إنشائها كما ذكرت، وهو 18 مليارا و700 مليون ريال، ويصرف على القطاعات الصحية الاخرى 10 مليارات ريال، وبدراسة بسيطة تعرف ان الدولة تصرف على القطاع الصحي بحدود 30 مليارا، غير القطاع الصحي الخاص، وتقول المؤشرات إنه بعد 20 سنة سيزيد عدد سكان المملكة إلى الضعف أي حوالي 34 مليونا، ونحن الآن لم نصل إلى رضا المواطن، ففي ذلك الوقت نحتاج من 60 إلى 70 مليار ريال، إذا كانت الاسعار على ما هي عليه الآن، لذلك لا بد ان نجد آلية صحيحة، ونحن بنينا البنية التحتية، حيث بدأنا بـ2000 مركز صحي ولدينا 350 مستشفى بين مستشفيات عاملة منها 100 مستشفى تحت الانشاء، فنحمد الله لدينا بنية أساسية موجودة، وهذا يقوي موقف الوزارة في تنفيذ برامجها، ولكن لن نقدم على هذه الخطوة حتى يتم التأمين على كافة المواطنين، ونحن نبحث من خلال تنفيذ هذا البرنامج عن آلية تساعد المواطن والدولة، ومن غير المعقول أن نترك المواطن بدون علاج، وبالمقابل لا يمكن أن يستمر الوضع في ارهاق الميزانية.

* منصب للمرأة

* هل ستسعون في تقليد العناصر النسائية مناصب قيادية في وزارة الصحة؟

ـ نتلمس في وزارة الصحة الذين لديهم الكفاءة، والزميلة التي توجد لديها كفاءة وأمانة وإخلاص سنعطيها مناصب قيادية، ونحن نراعي في ذلك أوضاعنا الدينية والاجتماعية.

* هل هناك توجه لتخصيص ميزانية مستقلة لوزارة الصحة في موسم الحج؟ وبكم تقدر الميزانية الحالية؟ ـ ميزانية وزارة الصحة للحج 200 مليون ريال تستقطع من ميزانيتها كل عام، ولا شك في ان وجود ميزانية مستقلة للحج ليس لوزارة الصحة فقط أمر جيد، ولكن تعرف أن وزارة الصحة متجهة للتأمين الصحي التعاوني على الوافدين، الذي سيبدأ خلال الايام المقبلة، وبعد التأمين على الاجانب سيبدأ التأمين على المواطنين، ولدينا خطة طموحة ونعمل عليها حاليا وقد أوشكت على الانتهاء.

* مستشفيات المشاعر

* مستشفيات المشاعر المقدسة تعمل عدة ايام في السنة ثم تغلق ابوابها، أليس لديكم نية لتشغيلها بواسطة القطاع الخاص بقية العام؟

ـ تشغيل مستشفيات المشاعر عبر القطاع الخاص سيريح الوزارة، ولكن كما تعلم فان الدولة منذ إنشائها تكفلت بعلاج الحجاج، وهذه سياستها، والحج له وضع خاص ولكن من الناحية الاقتصادية الفكرة مجدية وجيدة، ولكن من ناحية دينية الدولة ملتزمة بعلاج الحجاج.

* الجولات المفاجئة

* قمتم بالعديد من الجولات المفاجئة لكنها اقتصرت على المناطق الرئيسية وتركت المناطق النائية؟

ـ أولا لي سنة ونصف في السنة في الوزارة، ويشهد الله اني لم أترك أي منطقة لم أزرها، وعندما اقوم بهذه الزيارات لم يرافقني أحد سوى زميل لي فقط. وقمت بزيارة الى مناطق الشمال واستمرت لمدة 15 ساعة متواصلة، وزرت مناطق الجنوب والشرق والغرب، ويعلم الله لم يعرف أحد بهذه الزيارات الا الله سبحانه وتعالى.

وأنا أركز على الهجر البعيدة، وموضوع الزيارات المفاجئة، لم أقصد منها تصيد أخطاء الآخرين، وكل منطقة من مناطق المملكة وضع عليها وكيل يتابع أمورها وأعطيت صلاحيات لمديري الشؤون الصحية، وخصصت لهم ميزانية، لكن لم أعطهم واتركهم، ويصلني أسبوعيا تقرير مفصل عن كل منطقة، ونكلف الوكلاء بجولات والصحة أمانة أمام الله سبحانه وتعالى، فلو مرض مريض في جبال تهامة، ولم يجد علاجا فمن سيسأل عنه يوم القيامة فهي أمانة عظيمة ولا بد أن نعطيها حقها، ونحن بشر نصيب ونخطئ، وقلت للزملاء ان العقلية القديمة يجب ان تتغير، لذلك لن يذل شخص أو يهان والنظام أمامكم، وكل سيعطى حقه، أما العقلية التي كانت موجودة فلا بد أن تتغير، وأنا أقولها دائما: من أهان شخصا فهو أهانني أنا، وليس هناك فرق بين الوزير وغيره، ولا بد أن نغير من آلية العمل الموجودة، وقد بدأ الأخوان في وزارة الصحة يتغيرون ولله الحمد.