تشهد أروقة وصالات إدارات الأحوال المدنية في مختلف مناطق المملكة منذ أسبوعين تهافتاً غير مسبوق في إضافة المواليد وتعديل أوضاع من يستحقون وثائق مستقلة، وذلك في خطوة استباقية للدخول في حمى التنافس للاكتتاب في أسهم بنك البلاد والذي سيبدأ اليوم. «ظروف» كلمة يتفوه بها أحد المراجعين تظهر وسط معالم ضحكة صفراء ترتسم على ملامح وجهه وهو يرد من وراء الحاجز الزجاجي على استفسار الموظف عن سبب تأخره في تسجيل ابنه لمدة ستة أعوام. ووسط الزحام يسعى الموظفون الى العمل على انجاز الأوراق الثبوتية من بطاقات وسجل العائلة وشهادات المواليد في وقت قصير وفي نفس اليوم إلا أن عدم استكمال الأوراق الثبوتية أو إجراءات التصديق وراء تأخر الانجاز.
وبعبارات ترحيبية يرددها (مشتاق أفضل)، بلغة ركيكة يحاول بها حث الزبائن على الاقتراب منه عشرات المرات في الدقيقة، وهو عامل في محل لنسخ الوثائق يقع في مواجهة بوابة الأحوال المدنية، وهو إضافة إلى عمله في النسخ فانه يقوم بالتقاط الصور الفورية والملونة والتحميض، ويقوم بكتابة الإيصالات للإعلان عن فاقد، ويقدم بين كل ذلك استشارات مجانية بدءاً بعدد النسخ المطلوبة من التصوير وشروط اضافة الزوجة والمولود وكارت التطعيمات واستخراج البدل الفاقد أو التالف ومتى وأين يتم استخدام الملف الأخضر المشهور.
المسؤولون في إدارات الأحوال المدنية يروون أن هناك مواسم للضغط الذي تشهده في إعداد المراجعين وهي التي تصادف الاجازة الصيفية بهدف استخراج جوازات السفر أو بطاقات للراشدين للتقديم في الكليات أو فتح باب القبول للتوظيف وكذلك في اجازة منتصف العام الدراسي أو قرب بداية اجازات العيدين.