مسؤولون اختصروا بطاقات التهنئة بمناسبة يوم الأم بالعذر والمغفرة

TT

رسائل عدة رغب في تقديمها من لمعت أسماؤهم عقب الإنجازات العديدة التي قدموها، والمناصب العليا التي تشرفوا بها وشرفوها، لأمهات انتقلن إلى الحياة الأخرى وبقيت رائحتهن تعبق في ثياب أبنائهن أو أمهات لا زلن يتمتعن بالصحة والعافية. ويتمنى نائب رئيس الغرفة التجارية عبد العزيز العذل في رسالته الرحمة والمغفرة لوالدته، راجيا أن تكون في حال أفضل من الدنيا، ساكنة إحدى جنان خالقها، مضيفا أنه لا زالت تتراءى له ابتساماتها العريضة عند صفحها وعفوها عمن أساء، سائلا والدته بصوت خافت «أتمنى أن تكوني راضية عني وعن إخوتي».

من جهتها تقدم نورة المبارك عميدة كلية التربية العلمية للبنات رسالة اعتذار لوالدتها، كونها لن تتمكن من رد أفضالها، وعجزها من أن تصبح مثلها رغم كل ما وصلت إليه من علم ومنصب، باعتبارها مثالا يجسد العطاء بلا حدود، وترجو نورة المبارك أن تغفر والدتها انشغالها المتكرر «وتصفح تقصيرها تجاهها»، لكثرة مسؤولياتها الأسرية والمهنية. من ناحيته يؤمن العميد منصور التركي المتحدث الأمني الرسمي لوزارة الداخلية على ما ذكره الشاعر بأن الأم مدرسة كونها حقاً كذلك، فعلى يدي والدته تشكلت شخصيته، ونمت معارفه لتجعل منه عنصراً إيجابياً في المجتمع، مؤكدا أن حقوقها ليست مجرد ديناَ يعمل على تسديده، وإنما واجب يسعى إلى تأديته، مضيفا أنه رغم يقينه من مدى عجزه عن الوفاء لها، إلا انه يتسلل إليها عبر عطف أمومتها ليحظى «بدعوة رضى تكون مستجابة إن شاء الله».

وتعترف سهيلة زين العابدين عضو جمعية حقوق الإنسان، أنها المرة الأولى التي تمسك فيها بالقلم لتوجه رسالة إلى والدتها المتوفاة منذ أحد عشر عاماً، بسبب توقف ذات القلم عن الكتابة خمسة أعوام عقب رحيلها، الذي أبى الكتابة بعدها، كونها كانت أول من يطلع على ما يخطه هذا القلم، وعزّ عليه بعد رحيلها أن يكتب كلمات لا تسمعها، ولا تُبدي رأيها فيها، خاصة وأنَّ حاملة هذا القلم هي ذاتها قد تبعثرت بعد فقدها لها، وإلى الآن لم تُلملم شتات نفسها، لتفتقد الحب والحنان، وتكُشف أقنعة كان البعض يرتديها مجاملة لها. مضيفة أنها لطالما وهبتِ حياتها وصحتها وشبابها لها ولإخوتها من أجل تربيتهم، وتعبت مع والدهم من أجل تعليمهم لتقدم لها مع كل هذا النموذج والقدوة لما ينبغي أن تكون عليه الأم والزوجة والابنة، وان تعلمها ووالدها الجرأة والثبات على الحق، وعدم النفاق، والمكاشفة والمواجهة.

موضحة بحزن شديد أنها فقط في يوم فقدان والدتها شعرت بمعنى اليتم، الذي لم تذقه رغم وفاة الأب الذي سبقها الرحيل بعشرين عاما وذلك من خلال احتضانها ودفء صدرها الذي خفف وطأة الفراق لتكون هي وحدها الأهل مجتمعين.

وتنهي بندائها «أمَّاه كم أنا في شوق إليك!! وها هي باقة حب أقدمها لك في يوم تكريم الأم، وأنت يا أمي تستحقين كل تكريم».

أما مدير إدارة الدفاع المدني بالرياض العميد عابد الصخيري، فيعد هذا اليوم يوم وفاء بقليل للعطاء الكثير، الذي تقدمه الأم كونها مربية الأجيال وصانعة الرجال وواهبة الحياة بعد الله تعالى، مضيفا أنه لطالما شاهد، كونه رجل دفاع مدني، بأم عينيه، تضحيات أمهات كثيرات قدمن أرواحهن فداء لفلذات أكبادهن وقت الخطر، أدت بعد عناية الله إلى نجاتهم، ومنهن من فضلن الموت على تركهن، لذا فيقول لوالدته «كل عام وأنت بخير».

من ناحيته عبر عبد الرحمن الجريسي مدير الغرفة التجارية بالرياض عن أسفه الشديد لتقصيره في زيارة والدته، قبل وفاتها والتواصل معها الذي حال بينه وبين ذلك كثرة الأسفار التي أعاقت التواصل المستمر، ليعتذر لها ويقول «أتمنى أمي أن ترضي عني وتغفري لي خطئي وإن كان باستطاعتي إعادة عقارب الساعة إلى الوراء لما تخلفت عن زيارتك يوما».