باحث سعودي يحذر من قص سعف النخل الأخضر

قبل انتهاء موسم التلقيح

TT

حذر باحث سعودي المزارعين من قص الجريد الأخضر «السعف» القريب من قواعد الشماريخ في النخل. وقال الدكتور ناصر بن صالح الخليفة من معهد بحوث الموارد الطبيعية والبيئة في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، إن الحقائق العلمية أثبتت أن أزهار الفحول وأزهار النخل تخرج من قواعد الأوراق «السعف أو الجريد» وليس من الجمارة، كما يعتقد البعض، لأن ذلك يؤثر على تغذية الثمار الجديدة، وعلى عملية التغذية للنخلة بشكل عام. وقدم الدكتور الخليفة بعض الإرشادات الخاصة بزراعة النخيل، من الناحية العلمية والعملية، وذلك قبل انتهاء موسم تلقيح النخل، مشيرا إلى وجود ترابط وثيق بين الناحيتين في الممارسات الزراعية إجمالا، وخدمة النخيل خصوصاً. وقال الدكتور الخليفة، إن عملية التلقيح في أشجار النخيل عملية موسمية سنوية، ونخلة التمر تعتبر أحادية الجنس ثنائية المسكن، حيث يوجد شجرة مذكرة تسمى «الفحل»، وتحمل أزهارا تحتوي على حبوب اللقاح، وأشجارا مؤنثة تسمى «نخلة»، وتحمل أزهارا مؤنثة تحتوي على المبايض، ومهمتها استقبال حبوب اللقاح خلال عملية التلقيح اليدوي وتتكون منها الثمار التي تسمى «التمر».

وفند الخليفة مفهوم المزارعين الذي يفيد أن عملية التلقيح تتم من خلال جمع شماريخ لقاح أي الفحول، واستخدامها لتلقيح أي نخلة، وقال: أن هذه العملية مثمرة في إجمالي عملية التلقيح وسائدة في معظم المزارع، إلا أن نجاح عملية التلقيح بعقد الثمار وتكوينها لا يعني النجاح التام، حيث أثبتت تجارب بعض المزارعين الذين لهم خبرة طويلة في ممارسة العمليات الزراعية في النخيل أنهم يسعون إلى اختيار أفضل أنواع اللقاح.

ودعا في هذا الشأن إلى أهمية تماشي أنواع اللقاح المستخدم مع نوع النخيل، حيث أن عملية التلقيح عبارة عن عملية توافقية بين حبوب اللقاح والمبايض، وتدخل فيها عمليات وراثية من حيث انتقال صفات وراثية محددة عند التلقيح بنفس النوع، أو صفات وراثية متغيرة عند التلقيح بنوع آخر.

وأشار إلى أن هذه الحقيقة واضحة وملموسة عند الحديث عن البذرة والفسيلة الناتجة عنها، والتي غالباً لا تطابق صفات الأم بنسبة تتجاوز 75 في المائة، إلا أن صفات الثمرة الشكلية تبقى ثابتة، لأنها لا تعتمد على العوامل الوراثية بشكل كبير.

وبين أن العمليات الزراعية من ري، تسميد، تربة، موقع، وتباعد أشجار، وخدمة، لها تأثير كبير على صفات وجودة الثمار، لكن من المنظور العلمي، العمليات التوافقية بين المبايض وحبوب اللقاح تدخل فيها عمليات فسيولوجية تتمثل في، المحتوى الكيميائي لحبوب اللقاح والمبايض، ومن أبرزها: الهرمونات التي تتطلبها عمليات التلقيح سواء كانت إكسينات أو سيتوكينينات، وهذه الهرمونات تأثيرها تحدده عملية نسبية تواجدية بين هذه الهرمونات، وبعضها في المصدر «حبوب اللقاح»، وفي المستقبل «المبايض». وأضاف الدكتور الخليفة، أن فحول النخيل متفاوتة بأنواعها من حيث قدرتها التلقيحية، وفي التجاوب النسبي بينها وبين النخيل، مؤكدا أن اختيار نوع الفحل مهم، لمن لديهم مشاكل من محدودية في استجابة النخيل لعمليات التلقيح طبيعياً، أو ما تسمى «النخلة الشرهة»، أي التي تتطلب تكرار عملية التلقيح، أو النخل من مصدر نسيجي، ولا يتقبل التلقيح العادي. وطالب الدكتور ناصر الخليفة، المزارعين بالاهتمام بهذا الشأن والابتعاد عن الروتين، وعدم إعادة تكرير الخطأ بالتلقيح من نفس النوع من الفحول، حيث يمكن للمزارع أن يجرب ثلاثة أو أكثر من مصادر اللقاح المعروفة المواقع على نخيل مختلف، ومن ثم تسجيل الملاحظات، وتوثيقها من حيث تأثيرها على نسبة العقد «نقص نسبة الشيص»، ونوعية الثمار، وكميتها. كما دعا الباحث السعودي، المزارعين إلى الاتصال بالباحثين في أي مركز أبحاث، للتناقش معهم حول هذه القضية، وتبادل المعلومات، والإفادة المتكاملة، ليحافظ الجميع على هذه الشجرة المباركة.