المعينات البصرية مجاناً في الدول الإسكندنافية.. وفي السعودية تكلفتها مرتفعة

TT

حذر أستاذ علم البصريات في جامعة لوند السويدية، الدكتور كريستر إندي، من تفاقم مشاكل فقدان البصر في السعودية التي عادة ما تكون أسبابها الشبكية وبعض الأمراض الوراثية، وقال: «أتوقع أن تكون المشكلة التي ستواجه السعوديين هي مجتمع كبار السن التي عادة ما تصاحبها مشكلة فقدان البصر المرتبطة بالعمر، فمن المعلوم أن الذين تجاوزوا السبعين من العمر عادة ما يعانون من مشاكل فقدان كلي للبصر إما لوجود أسباب متعلقة بالشبكية أو بسبب تفاقم الأمراض الوراثية مثل السكري».

ويضيف الدكتور إندي، الذي يشغل أيضاً منصب رئيس مشروع برنامج (أبصر أكثر) في السويد، قائلا انه «للحد من هذه الظواهر يجب توفير معينات بصرية بمجرد بداية ظهور شيخوخة العين، ووظيفة هذه المعينات تعويض تلف شبكية العين، لكن للأسف لا نجد هذه المعينات متوفرة محلياً إلا بتكلفة مرتفعة، ويفترض أن يتم توفير تلك المعينات عبر عدة برامج حكومية على غرار ما هو معمول به في الدول الإسكندنافية ، ومنها مملكة السويد، فهناك توفر المعينات البصرية بالمجان وهي تعتبر حقا من حقوق الإنسان المصاب بمشاكل في البصر».

أما أول طاه جوي محمد توفيق بيلو الذي أصيب بمشكلة في العين أدت لفقدانه البصر كليا فيقول «كنت أستمتع بحياتي بشكل جيد حيث كنت أعشق السفر والترحال منذ أن كان والدي يعمل في الخطوط السعودية، ولم تكن فرحتي تقدر بثمن عندما التحقت ببرنامج المضيفين لأكون بذلك أول السعوديين الذين عملوا بمهنة (طاه جوي) كون ذلك العمل سيمكنني من التنقل حول العالم والتعرف على ثقافات أوسع، لكن مشاكلي مع البصر بدأت بشكل تسلسلي إلى أن أخبرني الأطباء بأني أعاني من مرض وراثي لا يمكن علاجه وبالتالي فقدان البصر فيما بعد».

ويضيف بيلو «ذلك لم يمنعني من مواجهة الحقيقة المرة ومحاولة التخلص من نظرة المجتمع وانعدام الوظائف لرجل كفيف مثلي، والحمد لله فقد تمكنت من خلال التدريب على عمل المكفوفين من وقت مبكر على مواجهة المشكلة وهو ما دفع زملائي السابقين لتشغيلي كمدرب للطهاة الجدد من الشباب السعودي بعد أن قدمت اعتذاري عن العمل بسبب فقدان البصر، وها أنا اليوم أعمل مديرا تنفيذيا لجمعية إبصار الخيرية للتأهيل والإعاقة البصرية».