70% يقرأون الصحف ولا يفضلون العمل بها.. والنساء يفضلن الصفحة الأخيرة

الصفحات الثقافية والدينية آخر اهتمامات الشباب في السعودية

TT

كشف استطلاع رأي قامت به «الشرق الأوسط» لفئة الشباب من 15 وحتى 35 عاما من الجنسين عن أن 70 في المائة يتابعون ما ينشر في الصحافة المحلية، ورأى 90 في المائة منهم أن الصحافة الإلكترونية قد تطغى على الورقية، بينما كشف الاستطلاع عن أن 80 في المائة لا يرغبون بالعمل في الصحافة، وفضل 4 في المائة منهم العمل ككاتب عمود.

وجاءت الأخبار السياسية والاقتصادية في مقدمة اهتمامات الشباب المتجاوزين لـ27 عاماً خاصة الرجال، وعادة ما يكونون من فئة الشباب المثقف وذلك لرغبتهم في معرفة ما يدور في العالم من حولهم، وتلت ذلك الصفحة الرياضية ويفضلها الشباب الأقل سنا ومشجعو الرياضة، ثم صفحات المحليات والصفحات الفنية وصفحة التكنولوجيا وتليها الصفحة الأخيرة. واحتلت صفحات الثقافة والدين آخر القائمة. أما بالنسبة للصفحة المخصصة للمرأة فالبعض يطلع عليها من باب حب الاستطلاع. أما بالنسبة للشابات فتعتبر الصفحة الأخيرة، التي عادة ما تكون منوعة، توجههن الأول تليها الصفحات الفنية. واحتلت الصفحة السياسية والاقتصادية آخر القائمة، فيما فضلت 40 في المائة منهن صفحة المحليات، وتفاوتت آراؤهن حول الصفحة الرياضية وصفحة الثقافة والدين وصفحة المرأة بين من يحرصن عليها وبين من يطالعن عناوينها فقط وبين من لا يقرأنها أبدا. وكانت الشابات من سن 25 فما فوق أكثر متابعة للأخبار من غيرهن. وحول مدى إطلاع الشباب على ما يكتبه كتاب الأعمدة تفاوتت الإجابات، فبين البعض أن له ولاء خاصا لبعض الكتاب حيث انه يقرأ جميع ما ينشره، في حين أجاب البعض انه يقرأ الأعمدة عندما يشده العنوان فقط، وأجاب الاغلبية انه لا يهتم للأعمدة أبدا، والطريف في الأمر انه لم يوجد شخص واحد ممن شملهم الاستطلاع من الفئة العمرية 15 ـ 25 استطاع أن يأتي بأسماء 5 كتاب أعمدة، علما بأن جميع المشاركين كانوا من طلاب المدارس والجامعات والموظفين وكانت الحالة المادية لمعظمهم أعلى من المتوسط. أما بالنسبة لمعرفة أسماء المحررين فنادرا ما يتم الالتفات لأسمائهم من قبل نفس الفئة لذا كانت عملية معرفة اسمائهم صعبة للغاية. وحول مدى رغبتهم في العمل كمحررين أجاب 80 في المائة بالنفي فيما أجاب 40 في المائة برغبتهم العمل ككاتب عمود.

وكشف الاستطلاع أن 50 في المائة لا يصدقون الصحافة المحلية، وذلك لعدة أسباب أولها أن ما فيها مكرر وليس ذا أهمية.

وركز معظم الشباب على أن الصحافة المحلية تهمشهم وتهمش اهتماماتهم ونادرا ما يتم طرح المشاكل التي يعانون منها في الصحافة. وقال محمد العمري 25 عاما ـ موظف في القطاع الخاص ـ (احد من شملهم الاستطلاع) إن سبب ابتعاده عن قراءة الصحف هو أن كل ما فيها يفتقر إلى المصداقية، فهو مجرد كلام جرائد لزيادة الأرباح أو تكرار لأخبار معروفة للجميع، حتى عندما تطرح المشكلة يتم التجاوب وإبداء الحلول حيث أن المفروض ان الشخص بعد قراءته للمشكلة في الجريدة ينتظر حلها بعد فترة وينتظر أصداءها؟ وأضاف أن ذلك ما يحدث في العالم الغربي.. وتساءل: «لماذا لا يحدث هنا؟». اما الشابات فخمسون في المائة ممن لا يطالعن الصحف منهن أعدن السبب لانشغالهن الدائم، بالإضافة الى انهن يعتقدن أن لا فائدة ترجى من مطالعتها. وأوضحت إحدى الطالبات الجامعيات أنها ومجموعة كبيرة من صديقاتها لا يطالعن الصحف أبدا ولا يهمهن ما يدور في العالم ما لم يكن خبرا مهما جدا يخبرهن احد بحصوله عندها ينتقلن إلى القنوات الإخبارية لمعرفة التفاصيل.

وأوضحت فئة ليست بالقليلة أنهم يطالعون الصحف ليس لمعرفة الأخبار بقدر ما هو للبحث عن الإعلانات والتخفيضات وطلبات الوظائف والدورات التدريبية.

وقال 90 في المائة من الشباب إن الصحافة دائما تخسر في مواجهه القنوات الإخبارية التي تعد المصدر الأول للمعلومات. وأوضحت نفس النسبة تقريبا أن كل ما يريدون معرفته موجود في القنوات الإخبارية وحتى أخبار الصحف، فهناك فقرة مخصصة تأتي بأهم ما جاء في الصحف العربية والأجنبية وحتى المحلية لذا لا حاجة لهم لمطالعة الصحف.

وأضاف البعض أن مشاهدة الخبر أصدق وأفضل بكثير من قراءته، وهي السبب في اتجاه الأغلبية لتلك القنوات، بالإضافة الى تنوعها وعرضها لوجهات نظر مختلفة، وعلق البعض أن مشاهدة قنوات الأخبار ارخص من قراءة الجرائد.

وحول رأي الشباب في الصحافة الالكترونية أجاب 90 في المائة أنها أفضل بكثير، حيث بالامكان مطالعة جميع أنواع الاخبار كذلك مطالعة جميع مواقع القنوات الإخبارية، بخلاف تحليل الأخبار نفسها في المنديات الخاصة. لكن 50 في المائة هم من يصدقون أخبار المنتديات، فيما 50 في المائة منقسمون بين من يطلع عليها من باب حب الاستطلاع مع عدم التصديق بها، وبين من لا يصدقها ولا يطلع عليها أبدا.

وردا على سؤال عما اذا كانت الصحافة الالكترونية ستحل محل الصحافة الورقية أجاب 90 في المائة بنعم. من جهتها، قالت أمل خالد (معلمة إنجليزي) إن هذا الجيل هو جيل الكومبيوتر ومتعلق به، لذلك فللوصول له لا بد من الدخول لعالمه، بالإضافة إلى سرعة وصول المتلقي للخبر مهما كان، بالإضافة إلى أن اغلب الصحف الأجنبية بدأت تنتهج هذا المنهج، وكذلك لكون معظم المعلومات غير مراقبة وبالتالي هناك فرصة للوصول إلى اكبر قدر من المعلومات وبالتالي استقصاء الحقيقة وهي ما يبحث عنه الجميع.