الخطاب الحواري حدث وطني إصلاحي له دور فاعل والمرأة الإعلامية مسؤولة عن ترسيخ ثقافة حب الوطن

اختتام الملتقى الثقافي الثاني «دور المرأة في الثقافة الوطنية»

TT

اختتمت أول من أمس أعمال الملتقى الثقافي الثاني (دور المرأة في الثقافة الوطنية) والذي انطلق السبت الماضي، وافتتحته والمعرض المصاحب الأميرة الجوهرة بنت خالد آل سعود حرم محافظ محافظة جدة في مقر كلية التربية للبنات بجدة والأقسام الأدبية، بحضور لفيف من عميدات الكليات وأعضاء هيئة التدريس بالكلية.

وكانت حصة العون الأمينة العامة في مجلس اتحاد المستثمرات العرب والكاتبة السعودية حملت المرأة الاعلامية مسؤولية ترسيخ حب الوطن داخل قلوب وعقول الجيل الجديد باستعراض تاريخ الوطن وتخليد رموزه الوطنية والدفاع عنه أمام الغزاة لا سيما الغزو الفكري، في الوقت الذي أكدت فيه أن المرأة السعودية قامت بواجبها الوطني حسب ما تمليه عليها عاطفتها وانتماؤها وأصالتها متسلحة بالصدق والمصارحة والشفافية مع ولاة الأمر في البيت الصغير وصناع القرار في بيت الوطن الكبير.

ولفتت حصة العون إلى أن المرأة هي الزوجة وهي الأخت والأم فهي الأساس والقاعدة التي بني عليها وبها حب الوطن وتقوم الأم بواجب تهيئة الطفل ليكون ذلك الرجل الذي يخدم وطنه في كل المجالات. وأكدت على دور المرأة الأساسي في تهيئة الأبناء كثروة وطنية أساسية يعتمد عليها وقت الشدائد ودورها في مقاومة الحروب التي تشن على بلادنا من الأعداء الذين عملوا كل ما بوسعهم لزرع الفتنة والفرقة بين عناصر الوطن والقيادة.

وتناولت الدكتورة فاطمة الراجحي أستاذة مساعدة بقسم اللغة العربية بالكلية، مفهوم الوطن والثقافة الوطنية وتطرقت إلى تعريف معانيه ومقاصده الحقيقية في رموزه الأبجدية من الوطن والمواطن والمواطنة والوطنية، ثم انتقلت إلى معنى الثقافة بعد ذلك انتقلت إلى تعريف للثقافة في اللغة وقالت «وهي بمعنى الحذق والفطنة والخفة، وفي الاصطلاح تجاذبتها تعريفات متعددة بعضها يكاد يكون من السعة بحيث يستوعب كل إصدار فكري، وبعضها يكاد يكون من الضيق بحيث لا يستوعب إلا الإصدار الفكري الذي ينطبق عليه معيار الإبداع».

وأضافت الدكتورة فاطمة الراجحي «وقد يندرج مفهوم الثقافة في بعض الأحيان على أي تراكم للقيم والتقاليد الاجتماعية والتراث المجتمعي بكل أبعاده سواء الفكرية أو غير الفكرية، وأحياناً ينسحب على التراكم الفكري والحضاري عبر التاريخ» واختتمت بإقرار من لهم صلة بالثقافة وهم المثقفون ودورهم في تنمية الوطن والحفاظ عليه وخلق جيل واع قادر على أداء دوره بفعالية وإدراك واقعه ومشاكله وتلمس الحلول السلمية لها، مع الحفاظ على تراثة وماضيه والنهوض بمستقبله.

وتناولت الدكتورة خديجة الصيدلاني أستاذة مساعدة في قسم اللغة العربية الجانب العاطفي في المحور وقالت «وحب الوطن غريزة وفطرة، فطر الله الناس عليها». وأضافت ان «هناك حقوقاً للمواطنين على الدولة، وحقوقا للدولة على المواطنين» ذكرت بعضاً منهما. وأخيراً عرفت الوطنية وبينت مقاصدها، ومتطلبات الوطنية الصادقة ومثلت لبعض من الصفات الحميدة التي حثت الشريعة الإسلامية على التحلي بها، والصفات السيئة التي حذرت من الاتصاف بها.

وتناولت الدكتورة سهير فرحات، أستاذة مساعدة بقسم التربية وعلم النفس بكلية التربية للأقسام الأدبية بجدة، الحوار الوطني ودوره في تقريب وجهات النظر، وبينت فرحات أن الورقة تسعى إلى إبراز أهمية الخطاب الحواري كحدث وطني إصلاحي له دور فاعل في فتح القنوات المناسبة لانسياب الأفكار وتلاقيها وتقريب وجهات النظر فيما يتعلق بقضايا الشأن الوطني العام لتحقيق المصالحة مع النفس والآخر بما يخدم التعايش في نمو وحرية وسلام على المستوى الفردي والمجتمعي والعالمي. كما تناولت تحديد المقصد من عقد الحوار ومقوماته وآدابه وعرضت المعايير المطلوب تحققها في اختيار المشاركين في الحوارات وركزت على المعايير الموضوعة من قبل مركز الملك عبد العزيز للحوار.

وألقت الورقة الضوء على تساؤل كثر تردده في محيط المثقفين عن دور وطرحت الورقة سؤالا عن ماهية الحوار، أهو حديث الضعفاء أم لغة الأقوياء؟ ووردت المحاولة للإجابة عن هذا السؤال تحت موضوعي ثقافة التسلط وثقافة السكوت. وأخيرا انتهت الورقة بالخاتمة التي تؤكد على أن الحوار وليس الصمت ولا التسلط ولا الشجار هو لغة العقلاء من الأقوياء، ويجب أن يكون لغة الانسان ولغة الحياة .

واعتبرت الدكتورة أماني الرشيدي أستاذة مساعدة بقسم التغذية وعلوم الأطعمة الحوار الوطني من ضرورات العصر وروحه، لارتباطه المباشر بالأزمات، والمشكلات، والمستقبل من خلال المنـاقشة الجادة للواقع السياسي، والاجتماعي والاقتصادي، وأضافت أن «المملكة كغيرها من دول العالم اتخذت من الحوارات الوطنية نقاط تحول وانطلاق إلى آفاق جديدة نبدأ بإجادة الحوار مع أنفسنا، ونصل إلى إجادة الحوار مع العالم المحيط بنا على اعتبارنا منفصلين عنه».

واستعرضت الدكتورة منى الصائغ، أستاذة مساعدة في قسم التربية وعلم النفس بالكلية، القواعد الذهبية للحوار الجيد وقالت «تأكد من سلامة نيتك وإخلاصها وتوجهها إلى الله عز وجل في البحث عن الحق والابتعاد عن الضرر، حدد هدفك من الحوار، كن صادقاً وأميناً في استدلالك، ابدأ بنقاط الاتفاق عند البدء بالحوار واحترم محاورك، كن مستمعاً جيداً ولا تستأثر بالحديث، كن مفحماً جادا في حوارك باستخدام ما يثبت جديتك بالحجة والبينة، لا تغضب وابتعد عن الكلمات القاتلة للحوار، كن قاضياً عادلاً في حوارك، اعترف بالخطأ ولا تنظر إلى المخطئ نظرة التعالي، استخدم الحقائق المثبتة، كن ودوداً جميلاً مبتسماً في حوارك، تعلم فن الفصاحة والبيان وخاطب الناس على قدر عقولهم وافهامهم وسنهم وثقافتهم، استخدم أداة إثارة الأسئلة حتى تعطي المحاور نتائج يقينية يعتقد أنها صادرة من ذاته. وتعرضت في ورقة العمل التي قدمتها إلى العوامل المؤثرة في رفع مستوى ثقافة الحوار وهي التعليم والتربية الأسرية واللقاءات والأنشطة الثقافية والإعلام».

واختتمت الفعاليات بمحور عن مفهوم الغلو والتطرف ومخاطره بمشاركة الدكتورة سميرة صقر وأسماء السويلم، وشاركت الدكتورة زينب الحربي والدكتورة عفاف مختار بورقة عمل عن العلاقة بين الغلو والتطرف والعمليات الإرهابية، وألقت الدكتورة صلوح السريحي كلمة الختام لتطوي الصفحة الثانية من العام الثاني للملتقى الثقافي للمرأة.