النادي الأدبي في جدة يحتفل بعاصمة الثقافة الإسلامية وسط غياب للدعم الرسمي

وزير الحج الأسبق: مكة عاصمة للثقافة في كل العصور واقتصارها على عام تقليل لمكانتها

TT

احتفل النادي الأدبي في جدة مساء أول من أمس باختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الاسلامية للعام الهجري 1426هـ، عندما خصص ملتقى قراءة النص هذا العام في دورته الخامسة، «لمكة المكرمة بوصفها نصا» في خطوة وصفت بأنها استباقية في تاريخ النادي الادبي لمواكبة الأحداث الآنية وربطها بالثقافة والأدب.

ملتقى قراءة النص الذي يعقد جلساته لمدة ثلاثة أيام تنتهي اليوم الخميس باختيار نخبة من الأسماء البارزة للحديث عن مكة المكرمة وتشريح أبعاد المكان والزمان، وقراءة الابعاد الثقافية والاجتماعية التي مرت بها منذ فجر التاريخ.

وكانت كلمة النادي الأدبي أشارت للصعوبات التي واجهها النادي لعقد الملتقى بعد أن تأجل أكثر من مرة، فيما أثنى النادي على لسان رئيسه عبد الفتاح أبو مدين على جهود رجل الأعمال عبد المقصود خوجة، صاحب (الاثنينية) في دعم الملتقى ماديا ومعنويا، وهو ما يعكس عدم وجود أي دعم رسمي لهذه المناسبة ويعطي مدلولات واضحة على حجم العبء الذي يتحمله النادي الأدبي في جدة، في ممارسة نشاطاته لخدمة الأدب والثقافة في السعودية.

في الوقت الذي عاتب فيه عبد المقصود خوجه، الكشف عن تمويله «الشخصي» للملتقى ونشاطات النادي الادبي في جده بقوله «أردتها سرا وأرادها أخي أبو مدين جهرا، فسامحوني مما قد يلحق بي من سوء ظن». ثم تحدث خوجة عن مكة بوصفها نصا صالحا لقراءة ثقافية ونفسية واجتماعية. واستشهد برؤى عديدة تحدثت عن مكة المكرمة كعاصمة اسلامية للثقافة، مؤكدا أن اختيارها هذا العام لا يعني تحييدها في عام واحد بل هو تسليط للضوء على العاصمة الأولى للثقافة الاسلامية على مدى التاريخ.

الملتقى الذي أقيم في فندق الكعكي (3 نجوم) ألقى فيه وزير الحج السابق الدكتور محمود سفر قراءة لمكة المكرمة، عالج فيها برؤيته الخاصة مسألة اختيار مكة عاصمة للثقافة الاسلامية لهذا العام، معتبرا أن مكة هي عاصمة الثقافة الإسلامية في كل العصور، وأن اقتصارها في عام واحد هو تقليل لها بحكم التداول بين العواصم العربية والاسلامية. وأسهب الدكتور سفر في ورقته التي سماها : «مكة المكان والمكانة» في شرح ما هي مكة بكل قداسة الأرض وروحانية الوقت، مضيفا أن مكة «أكبر من أي قراءة وفوق كل تشريح». وكانت الوجوه التي حضرت الملتقى وتنتمي لأشهر البيوت«المكاوية» أمثال الدكتور محمد عبده يماني والدكتور رضا عبيد، وعبد الرحمن خياط وغيرهم، حضرت خصيصا للحديث عن مكة المكرمة، فيما بدا لافتا حضور «الزي الحجازي» على ملابس الضيوف كتعبير لحالة الاندماج بين المناسبة والمكان، كما ألقى ضيوف الملتقى كلماتهم شفويا وبشكل لا إرادي من على المنصة وأمام الحضور بعد أن تركوا «المشالح» الرسمية على مقاعدهم، وهي اللمحة التي وصفها أحد الحاضرين بأنها «تعبير عن حالة البساطة التي تعتري الانسان لا شعوريا عندما يكون الحديث عن مكة المكرمة».