طالب سعودي يعيد توطين «الضباب» في براري عفيف

دعا إلى إيقاف الهجمة الشرسة على صيدها

TT

يحاول شاب سعودي صغير السن إعادة توطين الضباب (مفردها «ضب») في براري وفيافي عفيف، نظرا لانعدامه وانقراضه في الكثير من البراري والفيافي القريبة من المحافظة نتيجة الصيد الجائر والقتل العشوائي له من الشباب.

وأشار راكان العتيبي الطالب في الصف الثالث متوسط، 15 عاما، والذي يحاول ما بين الفينة والأخرى جمع عدد من الضباب وإطلاقها بالمواقع التي كانت مشهورة فيها في عفيف، إلى أنه يقوم بممارسة هذا العمل من باب عشقه للطبيعة والحياة البرية، وحبه الجارف لهذا الحيوان البري، كاشفا أن سبب امتناعه عن كشف المناطق التي يعيد توطين الضباب فيها هو الخوف أن تذهب مجهوداته سدى عندما يعلم الآخرون بهذا الأمر فيقومون بمهاجمة تلك البراري وصيدها، خصوصا أن المنطقة معروفة والمواقع المعنية يعرفها الغالبية من هواة صيد الضباب في المحافظة.

وبين راكان العتيبي أنه ومنذ ثلاث سنوات وهو يمارس بشكل سري جمع أنواع الضباب، ونقلها في السيارة، ثم يقوم بإطلاقها في الفياض القريبة من المحافظة من باب إعادة توطينها والسعي لتكاثرها، مشيرا الى انه رأى أثر مجهوداته قد أثمرت عندما يقوم بالتجوال في تلك المنطقة فيجد ان ما أطلقه قد استأنس وتكاثر وازداد عدده وتزاوج. وحول طريقة الصيد التي يمارسها أفاد العتيبي بانها إما بواسطة الحفر ويمارسه تجاه صغار الضباب «السحالي» حيث يكون في الغالب جحره صغيرا وقريبا مما يساعده في القبض عليه، أو بواسطة التجوال في المواقع التي توجد فيها الضباب وخاصة وقت الضحى أو القيلولة حيث تذهب بعيدا عن جحورها لغرض طلب الكلأ أو للتزاوج ما يجعلها سهلة الإمساك، وهذا ما يقوم به في سهولة تامة عن طريق مطاردتها حتى القبض عليها، أو أن يقوم بالتسييل على الضباب من خلال صب الماء في الجحر مع حرصه على عدم إحداث أي حركة أو صوت، لأن الضب ـ حسب تعبيره ـ يخاف من الماء فيظن انه خرير سيل جارف فيظهر من مخبئه، وعند دنوه من فوهة الجحر بقصد الخروج، يقول راكان أنه يسارع بالقبض عليه بيديه. وقال راكان إنه من المعارضين للحملة الشرسة التي يتعرض لها حيوان الضب من الإنسان لأن تلك المواجهة غير العادلة أدت لاستغلال هذا المخزون الحيواني بشكل كبير وسلبي، ما أدى لانعدام الحيوان في الكثير من الفيافي، وأظهر العتيبي امتعاضه من الصيد المفرط والأسلوب العبثي الذي يمارسه الكثير من الشباب كاشفا أن البعض منهم يقوم برمي الضب في الصحراء عندما يصيده بواسطة السلاح الناري أو موت العديد منها في جحورها نتيجة إصابتها بطلقات من الأعيرة النارية، مشيرا الى أن ممارسة الصيد الجائر أدى لنفوق أعداد كثيرة من هذا الحيوان وبالتالي انقراضه ويطالب العتيبي المنظمات المهتمة بالبيئة والحياة الفطرية وإنمائها بحماية هذا الحيوان من الاندثار، والإنقراض وترشيد استغلاله، ومنع صيده بالأسلحة النارية قطعيا.