90 % خاسرون في السوق والمحاضر يلوم الحاضرين لاندفاعهم نحو الأسهم

في ندوة لم يدع لها أحد.. وملأ الحضور مدرجاتها

TT

ارتفعت أيدي أكثر من 90 في المائة من حضور ندوة الاسهم التي عقدت في جدة أمس ردا على سؤال للمحلل المالي والمتحدث في ذلك اللقاء بشر بخيت «من فيكم خاسر في سوق الاسهم حتى الان؟». كانت هذه الإجابة الشرارة الأولى في محاضرة عن (سوق الاسهم السعودية الى اين؟) والتي فاق حضورها الثلاثة آلاف رجل وسيدة، رغم عدم الاعلان عن اقامة المحاضرة في أي وسيلة اعلامية، حيث استمر اللقاء ثلاث ساعات من الشد والجذب، بمشاركة الدكتور سعيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الاهلي، وبشر بخيت مدير عام مركز بخيت للاستشارات المالية.

الدكتور سعيد الشيخ الذي تحدث في البداية عن العلاقة بين سوق الاسهم ومجريات الاحداث العالمية، فسر الارتفاع الكبير الذي تشهده سوق الاسهم حاليا بأنه عادي جدا وغير متضخم، وقال «توقعاتنا لسوق الأسهم للعام الحالي لا تخلو من ثلاثة سيناريوهات، الأول ان يصل المؤشر الى 12 الف نقطة على افتراض ان أرباح الشركات ستنمو بأقل من العام الماضي أي 25 في المائة، والسيناريو الثاني ان يصل الى 13.500 نقطة بنهاية العام بمعنى ارتفاع الشركات بنسبة 30 في المائة، والسيناريو الثالث الى15 الف نقطة بارتفاع اكبر».

وتابع «هناك شركات اسعارها عادلة الآن في السوق ومناسبة مقارنة بربحها ومكررها ولكن هناك شركات أسعارها كبيرة جدا رغم خسائر بعضها، وبالتالي لا اعتقد انها تستطيع المواصلة بدون تصحيح».

المتحدث الثاني بشر بخيت المحلل المالي دافع عن نفسه طيلة اللقاء من اتهامات الحضور بتسببه في انهيار سعر سهم الكهرباء «وتعليقهم» في السهم بسعر كبير في وقت سابق. وقال «نحن أول من نادى بأن سعر الكهرباء في نهاية العام الماضي كان كبيرا جدا، واكبر مما يستحق، ولكن المشكلة ليست فيما نادى باعطائه السعر الصحيح، المشكلة الحقيقية هي من جعلكم تشترون في هذا السهم باسعار كبيرة اكثر من قيمته الحقيقية».

وعن وجود تضخم في السوق حاليا تساءل «من قال ذلك؟ السوق يعكس الارباح الموجودة في الشركات والمتوقعة».

واعاد بشر خسارة معظم صغار المستثمرين في سوق الاسهم الى عدم معرفتهم وقال «بما انكم في منافسة مع كبار المستثمرين واهمهم الصناديق الاستثمارية وهي التي تكسب دائما، وانتم لا تستطيعون التفوق عليها انضموا اليها، مشيرا الى ان الصناديق الاستثمارية في البنوك تعد الخيار الافضل لهم وبأرباح تفوق توقعاتهم وتتجاوز 100 في المائه سنويا».

وفي اشارة الى كثافة الحضور غير المتوقعة والتي فاقت تصور المشاركين والمنظمين وخاصة انهم لم ينشروا أي خبر عنها قال المحلل بخيت «لو كنت أعلم بهذا الحضور الكبير لشاركت في انتخابات جدة البلدية بدلا من خوضي لها في الرياض وخسارتي فيها».

غياب هيئة سوق المال او تقصيرها كان محور جدل لدى الحضور وخاصة بعد تصريح الدوائية الذي بث بعد تحرك سعرها بشكل كبير نافيا وجود أي تحرك اقتصادي أثر على السهم والذي جاء متأخرا وبعد شراء الملايين في السهم بشكل مرتفع. ولكن بشر بخيت الذي نصب نفسه محاميا عن الهيئة قال «الهيئة لم يمض عليها سوى ثمانية اشهر ومن الصعب ان نطلب منها التنظيم لكل شيء خلال هذه الفترة البسيطة، لنتركها سنوات ونتحدث».