صندوق المئوية يعتمد 100 فكرة ومشروعات استثمارية للسجناء

شاب يبتكر فكرة إنتاج الأعلاف من جريد النخل وآخر يحول معاناة نقل معلمة لمشروع

TT

لم يكن الشاب بسام صالح الحصنان متفائلا عندما قدم فكرة مشروع استثماري لصندوق المئوية بسبب الإحباط الذي أصابه لعدم حصوله على وظيفة بالرغم من تخرجه من قسم اللغة الانجليزية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، إلا انه بدا سعيدا عند الموافقة على مشروع المستقبل.

الشاب الحصنان ابتكر فكرة جديدة تتلخص في إنتاج الأعلاف من جريد النخل (السعف)، مستوحيا هذه الفكرة من المدينة الريفية «النبهانية» التي يقطن فيها بمنطقة القصيم بدعم وتشجيع كبير من والده الذي يمتلك مزرعة للنخيل.

ويقول الحصنان قبل تسلمه للقسط الأول للمشروع الذي وافق عليه الصندوق أمس: «إن أصحاب المواشي تعبوا من ارتفاع أسعار الأعلاف، وان فكرته الجديدة ستكون حلا لهذه المشكلة في المستقبل، خصوصا أن أشجار النخيل تعيش طوال العام ويمكن استخلاص الجريد منها وتقديمه للمواشي».

أما الشاب محمد معين العتيبي فقد حول معاناته العائلية إلى مشروع استثماري ناجح، على حد قوله. وتتلخص الفكرة في مشروع نقل للمعلمات والطلاب والطالبات والطرود البريدية والركاب من الرياض إلى المدن القريبة منها والعكس، مشيرا إلى انه عاش معاناة في إيصال شقيقته المعلمة إلى مدينة رماح بشكل يومي. ويوضح العتيبي أن العمالة الوافدة تمارس هذا الدور حاليا، رافضا هذا المبدأ الذي وجد له الحل من خلال توظيف سعوديين برواتب تصل إلى 3000 ريال.

وأعلن الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز، المستشار بديوان ولي العهد ورئيس مجلس أمناء صندوق المئوية، موافقة الصندوق على تبني بعض الأفكار الاستثمارية التي تقدم بها السجناء، مؤكدا أن العام الجاري سيشهد اعتماد 100 فكرة لمشروع استثماري.

وأوضح الأمير عبد العزيز بن عبد الله في الحفل الذي نظمه صندوق المئوية في الهيئة العامة للاستثمار بالرياض ظهر أمس أن الصندوق يقوم حاليا بالتعاون مع الهيئة العامة للاستثمار بتنفيذ مشاريع البرنامج التجريبي للصندوق، مشيرا إلى أنه كان مخططاً لدعم 20 مشروعا جديدا بينما تم دعم 31 مشروعا.

وقال ان البرنامج التجريبي يتضمن تقديم المشورة والتمويل لأعداد محدودة من الشباب والشابات من فئات اجتماعية متنوعة، موضحا أن الصندوق سيقوم بعد تقويم البرنامج بإطلاق خدماته بشكل كامل في 27 يونيو(حزيران) المقبل من خلال تقديم الاستشارة المناسبة والتمويل اللازم لمشروعات مئات من الشباب والشابات التي تؤدي إلى خلق فرص وظيفية. وأضاف أنهم يطمحون إلى الوصول لـ 60 في المائة من الفرص من خارج الرياض وجدة والدمام، وان ذلك يعتمد على تفاعل أصحاب الخبرات من المواطنين لتقديم الإرشاد لمرشحي الصندوق في كل منطقة، مشيرا إلى الدور المهم للغرف التجارية في الجوانب الاستثمارية.

وسلم الأمير عبد العزيز الشباب الذين تمت الموافقة على أفكار مشروعاتهم الاستثمارية شيكات القسط الأول من الدعم المالي لهم، حيث تم تسليم كل من: محمد معين العتيبي وعلي عبد الله القرني من الرياض، واثنين من السجناء في إصلاحية الحائر، وبسام الحصنان من القصيم، وعلي حسن رضا من الدمام، وحسين رضا الفارس من صفوي، ووليد محمد صغير من صامطة، ويحيى عبد الله آل جحدل من سراة عبيدة، ويوسف حمد بلحارث من جدة. وسيتم توزيع القسط الأول للشابات المتقدمات بأفكار استثمارية في حفل خاص.

ويذكر أن صندوق المئوية اعتمد هذا العام 49 مشروعا بناء على قوة الأفكار الاستثمارية وجدواها الاقتصادية من دون طلب كفيل أو تقديم ضمانات مالية أو اشتراط دخل محدد.