يابانية تدرس في جامعة اكستر: المرأة السعودية تقف خلف المرشحين

نائبا القنصلين الأميركي والياباني يزوران مراكز الاقتراع ويشيدان بدقة التنظيم

TT

بلغ عدد الناخبين في الساعات الأولى في الدائرة الثالثة التي فتحت أبوابها بعد صلاة الصبح مباشرة ما يقارب الألف ناخب، وامتدت فترة بقاء الواحد منهم داخل خيمة الاقتراع التي نصبتها بلدية المطار (المركز الانتخابي رقم 479) أقل من خمس دقائق، علماً أن عدد صناديق الاقتراع كان ستة، يقابلها كراسي لجنة المراقبة ولجنة التنظيم الأساسية والمشرفة على المركز، بل إن الزيارات الميدانية لهيئة الرقابة والتحقيق كانت موجودة من خلال مندوب لها يسجل الملاحظات على المراكز ويتابع سير عملية الاقتراع، وإن كان تركيزه متوقفاً على الناحية التنظيمية، وعلى تهيئة المكان ومدى اتساعه واضاءته وتهويته، واقتصر على بضعة أسئلة للمشرف على عملية الاقتراع وذهب.

وكانت الملاحظة التي تسمعها وأنت داخل من بوابة المركز هي وجود عدد من الممرات غير الضرورية. ورغم تساؤل البعض من الناخبين عن سر هذه المتاهات ـ على قول الكثير منهم ـ التي وضعتها اللجنة المنظمة، والتي يرون أن فيها عناء عليهم وكأنهم يقفون في طابور بأحد البنوك، فان أحدهم رفع الحبال التي تكونت منها الممرات ليقطعها في خط مستقيم كي يصل إلى باب الاقتراع سريعاً بدلاً عن متابعة سيره كغيره بشكل نظامي. وأفاد الدكتور محمد علي يوسف المسؤول عن التنظيم داخل المركز ان كثرة هذه الممرات يعود إلى صناعة الثقافة للمجتمع وكيفية السير بنظام وتؤدة من دون التقدم على الآخرين من دون وجه حق وهي احدى ثقافات الانتخابات وهدف من أهدافها. وأضاف: «في الصباح الباكر صنع أحد الناخبين مثلما فعل ذلك الرجل فاستوقفته وسألته ـ وأنا أعرف أنه درس في أميركا ـ: هل زرت ديزني لاند؟ فقال: نعم. قلت: ألم تقف في الطابور؟ فرد بالإيجاب. فقلت: أليس من باب أولى أن تفعل هذا في بلدك؟».

هذه الرؤية التي رآها بعض الناخبين لم يشاهدها نائب القنصل الياباني في جدة يوشيتاكا كيتاجاوا الذي زار عدداً من المراكز والذي قال لـ «الشرق الأوسط»: إن تجربة الانتخابات تعد رائعة وهي تحمل بعداً جديداً لتوجه المجتمع السعودي. واشار الى ان جملة ان الانتخابات البلدية تعد أقوى من انتخابات الدولة في المفهوم العام.

وأضاف: تعد التجربة جديدة في السعودية ويجب أن لا يستعجل المجتمع لدخول المرأة في دائرة الانتخابات، وإن كان وجودها مهماً من ناحية الخدمات البلدية وصحة البيئة وهي الأقرب لمثل هذه الأعمال. ودلل على أن المرأة اليابانية لم تدخل هذه الدائرة إلا بعد 60 عاماً من أول انتخاب تم في اليابان وكان دخولها عام 1930.

وتعليقاً على ان التجربة في السعودية جاءت بعد التطور التقني الذي يشهده العالم قال: أتوقع أن تكون المرأة السعودية ضمن دائرة الانتخابات قريباً، رغم أن المجتمع السعودي له خصوصيته البحتة.

وعند المقارنة بين ثقافة الأسرة في المجتمع الياباني وفي المجتمع السعودي، قال: تكاد تكون متقاربة، لكن الملاحظة المهمة هنا هي أن الجيل الجديد في السعودية يواكب التقنية بشكل مميز، ولهذا فإن الخطوات المقبلة، سواء في الانتخابات البلدية أو غيرها ستشهد تطوراً ملحوظاً. وأوضح كيتاجاوا ان ما شاهده من تنظيم في مراكز الاقتراع لم يكن يخطر على باله، حيث توقع أن يكون أقل من ذلك.

ومن جانبه، زار نائب القنصل الأميركي الملحق الاقتصادي والسياسي في الظهران براين كي كونتر آلاين عدداً من المراكز وأوضح أنه زار مراكز المرحلتين الأولى والثانية وأنه لاحظ تطوراً تنظيمياً أفضل، وحتى في إقبال الناخبين للتصويت.

أما نامي تسوجامي الطالبة اليابانية بجامعة اكستر فقد جاءت من بريطانيا لتطلع على التجربة في الانتخابات البلدية، ودور المرأة فيها حيث ان لها اهتمامات بدور المرأة في السعودية بشكل عام، وهي قضت خمس سنوات في السفارة اليابانية في الرياض قبل ان تلتحق بالجامعة في بريطانيا. واشارت إلى الدور الفاعل الذي تلعبه المرأة في السعودية وإلى انها قفزت قفزات كبيرة في المجتمع السعودي، منوهة بانها تعلم أن هناك من تلعب دوراً مسانداً للمرشح من خلال الانتماءات الأسرية المترابطة والمعروفة عن المجتمع السعودي.