توافد المئات من المقيمين نحو مبنى الأحوال المدنية في المطار القديم بجدة، للحصول على استمارات طلب الحصول على الجنسية السعودية بموجب المادة التاسعة من نظام الجنسية، والتي أجريت عليها بعض التعديلات، وقام مجلس الوزراء السعودي في 11 من سبتمبر (كانون الأول) الماضي بالتصديق عليها. ولم تستغرق مدة توزيع استمارات طلب الحصول على الجنسية السعودية سوى 60 دقيقة، بدأت في الساعة 8.20 وتوقفت في الساعة 9.20 صباحاً، تحت درجة حرارة بلغت 35 درجة مئوية، في ظل مراقبة عدد من رجال الأمن والدوريات الأمنية التي كانت حول المبنى.
وانتشرت الاستمارات لدى بعض المحلات التجارية المجاورة لمبنى الأحوال المدنية، عقب توقف توزيعها من موظفي الأحوال المدنية، ووصل سعر الاستمارة الأصلية إلى 30 ريالا، و3 ريالات للاستمارة المنسوخة.
وظهرت خلال التجمهر أمام الأحوال المدنية، أعداد كبيرة من الجنسيات العربية خصوصاً من الجنسية اليمنية، بالإضافة إلى جنسيات أخرى مثل الهند وباكستان، مع عدد قليل من النساء.
وعن عدد الاستمارات التي وزعت خلال اليوم الأول رفض الموظف المسؤول عن التجنس في الأحوال المدنية الإدلاء بأي تصريح صحافي، وطلب من الصحافيين التوجه بالسؤال إلى وكالة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية في الرياض. وحددت لائحة الشروط الموضحة في نموذج الطلب (الاستمارة) من الراغبين في الحصول على الجنسية السعودية ضرورة تعبئة حقول نموذج الطلب بالمعلومات والبيانات الصحيحة، لمراجعتها على أصول الوثائق المثبتة لها في حالة قبول الطلب. وكان واضحا بين جموع المتقدمين عدم إلمامهم بالشروط الثلاثة التي حددتها اللائحة (الإقامة والمهنة والروابط الأسرية) والتي تمثل في مجموعها 33 نقطة يلزم بحد أدنى الحصول على 23 نقطة للحصول على توصية لجنة رسمية من 3 أعضاء في وزارة الداخلية لتحديد المضي في دراسة طلب القبول للحصول على الجنسية السعودية من عدمه.
ووزعت 33 نقطة على ثلاثة عناصر الأولى لمدة الإقامة التي وضعت لها 10 نقاط لمن زادت فترة إقامته عن عشر سنوات، أما بالنسبة للمهن فكانت 13 نقطة للحاصل على شهادة الدكتوراه في الطب أو الهندسة، و10 نقاط لشهادة الدكتوراه في العلوم الأخرى، و8 نقاط للحاصل على شهادة الماجستير، بينما الحاصل على شهادة البكالوريوس حصل على5 نقاط. وفي البند الثالث المنوط بالروابط الأسرية فكانت 10 نقاط يمنح الراغب في الجنسية 3 نقاط إذا كان الوالد سعودياً، و3 نقاط إذا كانت الأم ووالدها سعوديين، أما إذا كانت الأم وحدها سعودية فيحصل على نقطتين. وقد أثار نظام النقاط حالة من الاستغراب والاندهاش من قبل المتجمهرين، خصوصاً في نظام النقاط الممنوحة لمدة الإقامة والمهن.
سعيد باكويري (من الجنسية اليمنية) وأحد الراغبين في الحصول على الجنسية السعودية، ولم يغادر مدينة جدة منذ 15 عاماً حيث يقيم هو وعائلته في أحد الأحياء بجنوب جدة، استغرب نظام النقاط الممنوح للمهن، حيث يقول «عند تخرجي من المرحلة الثانوية لم استطع دخول الجامعة لأن نظام الجامعات في السعودية يمنح الأولوية للمواطنين، وهذا حق مشروع، ولكن كيف توزع الجنسيات حسب الشهادات، ألا تكفي روح الانتماء».
ويفتح نصيب مبارك، الذي يعيش في جدة منذ 30 عاماً، حصل فيها عدد من أبنائه على الجنسية السعودية، ويعملون في مهن حكومية، نقطة أخرى للنقاش حين يتساءل «ربيت أبنائي على حب هذا الوطن، وتخرجوا جميعا في الجامعات، وأموالي وعملي في السعودية منذ 30 عاماً، ومع ذلك أرى أن نظام النقاط لن يمنحني الجنسية السعودية، لأني باختصار لا أملك شهادة من أي نوع». هناك آخرون أيضاً كانوا من الحاضرين تحت حرارة الشمس في المطار القديم، بعضهم يتذكر عندما وصلوا عبر نفس المكان إلى جدة، حيث عاشوا منذ سنوات طويلة في البلاد واختلفت آراؤهم حول نظام النقاط، والسؤال عن الطريقة التي وضعت بها، ومنهم من تعدى حاجز 10 سنوات ويملك شهادة جامعية، ولكنه لم يحقق النصاب المطلوب من النقاط، ويرى أن الفرصة قد تكون سانحة له بعد أن يحصل على شهادة الدكتوراه.