انطلاق قوافل صيد حيوان الضب المهدد بالانقراض في السعودية

TT

تتجه هذه الأيام قوافل الصيد باتجاه الصحارى للبحث عن الضب، الذي يعتبر صيده من أفضل أنواع الصيد وأمتعها في السعودية، وبعض الذين يصيدونه يأكلونه، ولكن الأغلب منهم دائماً يبحث عن المتعة في مطاردته.

والضب حيوان من الزواحف جسمه قصير وغليظ يتميز بأطراف تشبه أطراف الإنسان، لونه يميل للرمادي أو البني ويتخلله لون أصفر على جهة الظهر منه، وهو حيوان نباتي التغذية، لا يشرب الماء إلا نادراً جداً، وذلك لأنه يستفيد من الماء الموجود في النباتات التي يتغذى عليها.

وتضع أنثى الضب 30 إلى 40 بيضة، لونها أبيض تشبه شكل التمر، وهو يستخدم ذيله المزود بحلقات شوكية في الدفاع عن نفسه إذا تعرض للخطر، لكنه حاليا مهدد بالانقراض.

يقول أحد هواة صيد الضب وأكله: «مع دخول فصل الربيع تبدأ أفواج هواة الصيد في التوجه لصيد الضبان، وللأسف أغلب من يذهبون لغرض المتعة في الصيد فقط». وعن أبرز أماكن صيد الضبان يقول: «غالبية مناطق المملكة توجد فيها الضبان، ولكن من أبرزها وأفضل أنواعها توجد في منطقة نجد والصمان والبياضة (جنوب غربي الخرج)».

وعما إذا كان صيد الضبان يحتاج لخبرة معينة؟ قال: «نعم، هناك أشخاص لهم خبرة طويلة في صيد الضبان ويعرفون أوقاتا معينة تصبح فيها الضبان أكثر صحة وسمنة، وعندها يذهبون لصيدها».

ويعطي مثالاً: «هناك أشخاص لا يذهبون لصيد الضبان، إلا في آخر شهر من فصل الربيع، والسبب أنهم يمنحون الضب فرصة للأكل من العشب بعد خروجه من سباته الشتوي، ويكون عادة عندما يخرج نحيلاً، ولكن عندما يمر شهران على فصل الربيع، يكون الضب قد أخذ الفرصة الكافية ويكون عندها جاهزاً ليصبح فريسة لخبراء صيد الضبان.

وعن طرق صيد الضب أوضح: هناك طرق مختلفة لصيد الضبان، ولكن أبرزها صيده بالبنادق النارية أو مطاردته ومسكه باليد، ولكن هناك طرقاً ظهرت حديثاً من الشباب، حيث يستخدمون الماء في إغراق جحر الضب حتى يخرج هرباً من الغرق وعندها يكونون في انتظاره عند مدخل الجحر، وأيضاً هناك طريقة خاطئة يستخدمها البعض، وقد تعرضهم لأمراض كثيرة، وهي استخدام (شكمان) السيارة والدخان الخارج منه في إخراج الضب من الجحر.

وعلى جانب الشريعة الإسلامية، جاء عن أكل لحم الضب قولان، أحدها يحرمه، وهو معتمد في مذهب الحنفية، والآخر يجيز أكل لحم الضب وعليه أكثر العلماء وهو في مذهب المالكية، ومن الأحاديث التي جاءت في أكل لحم الضب قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «الضب لست آكله، ولا أحرمه».

من جهة أخرى تبذل وزارة الداخلية والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وانمائها التي أسست المركز الوطني لأبحاث الحياة في الثمامة جهودا في هذا المجال، حيث يقع مركز الملك خالد لأبحاث الحياة الفطرية بالثمامة، والذي أنشيء عام 1987، لإدارة وإنماء مجموعة الحيوانات الخاصة الكبيرة التي بدأها الملك خالد يرحمه الله في مزرعته بالثمامة، والتي تضم أكثر من 600 حيوان تمثل 20 نوعاً مختلفاً، وتعيش تحت ظروف شبه برية في سياج تقدر مساحته بـ600 هكتار. وتحتضن المناطق المحيطة بالمركز مجموعة من الكائنات الفطرية المستوطنة، ومن أبرزها الضب. وتشكل الأبحاث الخاصة بهذه المجموعات أحد الأنشطة المهمة التي يتولاها المركز، ومنها بوجه خاص مشروع دراسة المفترسات الصغيرة بمنطقة الثمامة، الذي يتم تنفيذه بالتعاون مع جامعة أكسفورد في بريطانيا.