متخصصون: مشاعر غضب الكبار تنمي الخوف والمناهج لا تتوافق مع القدرات العقلية للأطفال

TT

يحذر كثير من خبراء التربية من الخوف لدى الأطفال لما قد يولده لديهم من مشاكل تربوية وتعليمية ونفسية مستقبلاً قد يفقد معها المجتمع أحد أفراده، بينما لا يتوقف الضرر عند هذا الحد، بل ينسحب على الأجيال اللاحقة، لأن هذا الفرد سينجب وبذلك تتوسع الحلقة ويستمر الخلل. الخوف في كثير من جوانبه ممارسات غير مسؤولة، سواء من قبل الوالدين أو من قبل المدرسة أو من المجتمع المحيط بالطفل الذي لا يهتم بخصائص نموه في جميع الجوانب النفسية والسلوكية والتربوية والتعليمية. الدكتور عادل الدوسري الأستاذ المساعد بقسم المناهج وطرق التدريس بكلية المعلمين بالدمام وعضو جمعية (جستن) يقول: «العبء يقع على المحاضن التربوية الأسرة والمدرسة والمجتمع، فالأسرة يجب أن يكون لديها تصور كامل وواضح عن تربية الأبناء ويدخل ضمن اطار الأسرة العاملون في المنزل فلا تترك لهم حرية التصرف مع الأطفال من دون رقابة حتى لا يستخدم الخوف في ضبط الطفل لكي ينام أو يركب السيارة وغير ذلك من الأمور».

ويضيف: «يجب أن تختار بيئة الطفل بما يناسب خصائصه النفسية والعقلية فتصميم المنزل أو ديكور الغرفة أو الإضاءة أو دورات المياه أو مكان اللعب كل هذه قد تولد الخوف لدى الطفل». وعن دور المدرسة ركز على ان المناهج التعليمية بحاجة إلى إعادة نظر، خصوصا في مسألة توافق القدرات العقلية والنفسية لدى الطفل مع المنهج الذي سيدرسه. وتبين خديجة العامودي (مشرفة رياض الأطفال بمدارس الظهران الأهلية) كيفية التعامل مع خوف الأطفال قائلة: «يجب على الأب أو على الأم أو المربي أن يتعامل مع الطفل كشخص بالغ والتحاور معه بشكل جدي مقنع وليس بشكل مخادع وتصحيح بعض المعلومات المغلوطة لدية ان وجدت. وتؤكد العامودي على أهمية الابتعاد عن الأفلام العنيفة ومراقبة المحتوى المقدم للطفل من كتب وقصص ومجلات، كذلك مناقشة الطفل عند مرضه أو مرض أحد أفراد العائلة بالإضافة إلى تدريب الطفل على مواجهة مخاوفه وربط أمور الخوف بأمور سارة مثل حمل باقة ورد إلى المريض في المستشفى». يقول فيصل الهاجري، (تربوي وعضو الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية ـ جستن): «كلما كان الطفل أكثر تخيلا كان أكثر خوفا وفي الغالب لدى الأطفال اعتقاد بأن العالم يشكل خطرا عليهم وهم كما يرون غير قادرين على مواجهته لذا من الواجب أن نكون معهم في فتراتهم الانتقالية لمساندتهم والاطمئنان عليهم». ويحدد الهاجري أهم أشكال الخوف لدى الأطفال قائلا: «الخوف من الظلام والخوف من الحشرات والخوف من الموت هي الأكثر شيوعا بين الأطفال إضافة إلى الخوف من مشاعر الغضب التي تنتاب بعض الكبار والأشياء التي ارتبطت بموقف مخيف».

ومن أهم أسباب الخوف كما يقول الهاجري سرد القصص المخيفة للأطفال مما يوسع مداركهم وخيالهم في هذا الاتجاه، كما ان استخدام الأذى الجسمي والنفسي معهم يولده لديهم بالإضافة إلى المشاهد العنيفة والخلافات الأسرية.