ليمونة والقشطة والعقرب والشبح والخنزير أسماء الشهرة لمفحطي الرياض

ترنيمات غير مفهومة تجمعهم في منتديات الإنترنت

TT

«هات الطا، اركب الكا، وين التا»، قد لا تكون هذه الجملة مفهومة إلا أنها ترنيمة يرددها المفحطون في السعودية فيما بينهم وتعني «هات الطاقية، واركب الكامري، وين التفحيط»، ويردد المفحطون هذه العبارات عند رغبتهم في التجمهر لمشاهدة التفحيط أو ممارسته، وكذلك عند تجمعهم في منتدياتهم الخاصة التي تجمعهم في شبكة الإنترنت.

وفيما يتعلق بأسماء المفحطين، فعادة ما يطلقون الأسماء المستعارة على أنفسهم أو يطلقها عليهم أقرانهم كرمز للتخفي عن رجال المرور وأولياء الأمور، ومن أشهر هذه الأسماء أبو «زقم»، ولم يجد المفحطون حرجا عندما يطلق أقرانهم أسماء «ليمونة» و«كازانوفا» و«الخنزير» و«القشطة» و«الشبح» و«العقرب» و«آمري يا كامري» و«الزين يطلب».

وحول دوافع التفحيط، كشفت دراسة حديثة للدكتور سليمان الدويرعات من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن هناك 9 أسباب رئيسية لممارسة التفحيط بين المراهقين والشباب، وكان من ضمن الأسباب ضعف الإيمان الذي يتمثل في إيذاء الناس غير المبرر ودلالة على عدم الاكتراث بسلامة وممتلكات الآخرين، والسبب الثاني وهو حب الظهور والشهرة والذي صنفه الباحث كأهم الأسباب التي تدفع الشباب لممارسة التفحيط طمعا في تهافت المعجبين على المفحط، ويقول أحد المفحطين «أفحط لتزداد شهرتي وسمعتي عند الشباب لذا قمت بسرقة سيارة وتم القبض علي».

وكان حب المغامرة أحد الأسباب الأخرى التي تدفع الشباب لممارسة التفحيط لإثبات الذات، خاصة في مواجهة الصعاب وركوب المخاطر، وكذلك الفراغ الذي يعتبره البعض انه سبب رئيسي كونهم من العاطلين عن العمل والفاشلين في الدراسة، بالإضافة إلى محاكاة رفقة السوء الذين يوقعون أقرانهم في كثير من السلوكيات السلبية والتصرفات والمصطلحات المتداولة بينهم، إضافة إلى ضعف رقابة الأسرة، والتأثر بوسائل الإعلام والألعاب الإلكترونية كأفلام المطاردات والعنف وأشرطة «البلاي ستيشن» التي تجعل الأطفال والمراهقين يتنافسون في التفحيط. ومن دوافع التفحيط في السعودية الترف وعدم تقدير النعمة، خاصة عندما يحصل الشاب على سيارة من دون بذل أي مجهود شخصي في شرائها، وأنه يعلم أن سيارته إذا تحطمت سيمتلك سيارة أخرى بمباركة والده، وكان دافع المراهقين للتفحيط محاولة خلق علاقات شاذة مع الأحداث.

وتوصل الباحث من خلال استعراض آراء عدد من أولياء الأمور ورجال المرور ومجموعة من الشباب المفحطين وغير المفحطين إلى 4 حلول للتصدي لظاهرة التفحيط، وجاء الحزم والشدة في التعامل مع المفحطين أحد الحلول المطلوب تطبيقها من شرائح مختلفة في المجتمع السعودي من خلال وضع أقصى العقوبات، ويرى البعض تجريم من يرتكب مخالفة التفحيط الذي تنتج عنه وفيات أو إصابات بليغة، واعتبار ذلك شكلا من أشكال القتل العمد، في حين يرى غالبية المفحطين المراهقين أن المفحط المراهق لا يستحق العقاب ولا يؤيدون سجنه.

ويرى الباحث ضرورة توفير خط هاتفي ساخن في كل حي بالرياض (130 حياً سكنياً)، حيث انه توجد في كل حي شوارع وميادين يمكن أن يستغلها المراهقون في التفحيط، على أن يكون أهالي الأحياء مشتركين في المراقبة، وبعدها يتم تسيير دورية جاهزة لمتابعة المفحطين وضبطهم.

وأوصت الدراسة بتفعيل برامج التوعية بشكل تعم جميع قطاعات المجتمع، وأن يخصص خطباء الجوامع خطبة واحدة في العام للحديث عن مخاطر التفحيط وإثم مرتكبيه، وكذلك مشاركة اساتذه الجامعات والمدارس.

وطالبت الدراسة بإعداد أماكن مخصصة لرياضة التفحيط، كما يقترح أولياء الأمور ورجال المرور والشباب من غير المفحطين، إلا أن المفحطين يعتقدون التفحيط مسألة شخصية لا تضر بأحد ولا يؤيدون ممارسة التفحيط خارج النطاق العمراني أو تخصيص مكان مستقل.

وتمثل الحل الأخير لتصدي ظاهرة التفحيط في إنشاء مطبات اصطناعية في الأماكن البعيدة أو التي يصعب على رجال المرور الوجود الدائم فيها.