الحوار الوطني: توصيات بالاهتمام بالطفولة والمرأة واستثمار موسم الحج لفهم الآخر

بلقاء المدينة المنورة أنهى مرحلته الأولى

TT

طالب بعض المشاركين في اللقاء التحضيري للقاء الخامس الذي نظمه مركز الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة أمس الأحد كتفعيل لعنوان اللقاء «نحن والآخر»، بأن تكون هناك حوارات مقبلة عن المرأة في المجتمع السعودي وفق رؤية عصرية منطلقة من الإطار الشرعي وأن لا يكتفى بما تم في الماضي.

وقال الدكتور خالد أبو الخير إنه «لا يمكن أن نحاور الآخر ونحن لم نستقر على مفهوم واضح لدور المرأة في المجتمع السعودي هل هي مدرسة، أم مساعدة للأمين العام للأمم المتحدة، أم فنانة تكرم في مهرجانات دولية»؟ وأضاف «ان هذا هو أول ما يطرح من الآخر في الحوار معنا ونحن للأسف ندير الحوار بالمصطلح الشرعي بينما يكون التساؤل عن الواقع وليس الأصل». وقال إن المرأة في هذه الحوارات في صالة أخرى وفي حوارات سيدات الأعمال السعوديات في الولايات المتحدة كن سيدات الأعمال لوحدهن يحاورن، وكذلك في منتدى جدة الاقتصادي. اللقاء التحضيري الذي عقد أمس بمشاركة 50 شخصية من الجنسين ضمن سلسلة اللقاءات التحضيرية، في جولته الأولى التي ضمت تبوك والجوف وعرعر والمدينة ضمن اللقاء الوطني الخامس للحوار الفكري، الذي سيعقد في ديسمبر المقبل بمنطقة عسير، افتتحه الشيخ صالح الحصين رئيس اللقاء الوطني للحوار الفكري الذي أكد أن إلغاء التمييز العنصري والتصور للعدل مبدأ تؤسس عليه العلاقات بين الدول، وبين أن هناك ما يمكن أن يتم تقديمه للآخر مما هو في أمس الحاجة إليه. وقال ان البشرية شهدت عشرين حضارة كلها بدون استثناء بادت بسبب الطبقات أو الحروب وإن الحضارة البشرية غير محصنة ضد هذا المصير.

اللقاء الذي نظم تحت عنوان «نحن والآخر.. رؤية وطنية مشتركة للتعامل مع الثقافات العالمية» وبمحاوره الثلاثة الشرعي والسياسي، والاقتصادي، والحضاري والثقافي شهدت جلساته ما وصفه المنظمون بالطرح القيم والآراء الهادفة، وتمخض عن العديد من التوصيات التي أوردها البيان الختامي للقاء بالدعوة إلى انشاء قسم خاص في المركز يعنى بالحوار مع الآخر ويشرف عليه مختصون وتفعيل سبل التواصل مع المثقفين والإعلاميين في الخارج واستضافتهم، وكذلك الأهمية من الاستفادة من وجود (الآخر) بيننا من موظفين وعمالة، والتركيز في هذا الجانب على دور الأسرة والمؤسسات التربوية الأخرى لتكوين جيل متقبل للحوار وقادر عليه والاستفادة من وجود الآخر بيننا من موظفين وعمالة، مع استثمار موسم الحج والعمرة لوضع آلية مناسبة للحوار معهم وتقديم الصورة الحقيقية عن السعودية مع تعزيز الصلات السياسية والاقتصادية مع الآخر بتشجيع التبادل الاقتصادي بما يحقق المصالح المشتركة وفق خطة استراتيجية محددة المعالم تحقق رعاية المستويات المختلفة من العلاقات مع محيطنا العربي والاسلامي ثم العالمي، وإيجاد استشاريين لتأكيد ثقافة الحوار مع الآخر وذلك عن طريق إجراء لقاءات وحوارات لتفهم ما يعانون منه داخل المملكة، واستثمار مواسم الحج والعمرة للتعريف وتقديم الصورة الحقيقية عن المملكة. كما دعا المشاركون ملاك القنوات الفضائية من السعوديين إلى استثمار قنواتهم في التواصل مع الحضارات الأخرى تواصلاً ايجابياً.

من ناحيته نفى الأمين العام للمركز فيصل بن معمر صفة الانتقائية من قبل المركز في اختيار المشاركين في اللقاءات التي يتم تنظيمها، وقال ان الاختيار يتم وفق ما هو متوفر في قاعدة البيانات من معلومات حول المثقفين وضمن الموضوعات المطروحة من مختلف المناطق في المركز والتي يتم العمل على تحديث بياناتها باستمرار.

وحول آلية اختيار الموضوعات بين بن معمر أن الاختيار يقع وفقا للمقترحات التي يقدمها المجتمعون في نهاية اللقاءات الوطنية حول موضوعات اللقاء المقبل، كما أن الموضوعات الأكثر إلحاحا والأقوى اهتماما تفرض أحياناً قبول اختيارها كموضوع مخصص للقاء. ومن الجانب النسائي اتسمت روح النقاش داخل القاعة بالتفاعل الايجابي وازداد أكثر في المحورين الشرعي والحضاري والثقافي، أما المحور الاقتصادي والسياسي فقد كان تجاوب المشاركات محدودا معه لكن المقترحات التي قدمت فيه من قبل المشاركين شديدة الأهمية وترقى إلى الأهداف العامة للدولة في تحسين الاقتصاد الداخلي.

ووصفت الدكتورة الهام خوجة رئيسة قسم جراحة الأوعية الدموية بمستشفى الملك فهد العام بالمدينة المنورة اللقاء بالهام والفاعل وذكرت ان الاقتراحات التي قدمت كانت على مستوى كبير من الأهمية لو تم تفعيلها وتطبيقها، مشيرة إلى أن المحور الشرعي كان اكثر المحاور تفاعلا من قبل المشاركين.