معلمون يقرون أن العصا هي من علمهم وطلاب يرون الضرب إهانة

الآباء مختلفون حولها

TT

على مدار سنوات مضت، كانت قضية العقاب البدني على الطلاب محور جدل، وظلت المشكلة بعد اقرار وزارة التربية بمنع الضرب في المدارس، محصورة بين المعلمين وأولياء الأمور، والطلاب أيضاً. فبعض أولياء الأمور يرون في استخدام العصا مع أبنائهم وسيلة تربوية مهمة لتعليم أبنائهم خصوصاً إذا كان الطالب متكاسلاً، والمعلم يرى أن استخدام العصا في السابق ساهم في تنشئته وتعلمه، وبعض الطلاب يرى أن المعلم الذي لا يحمل عصا هو متساهل وغير مهتم بتعليمهم، رغم استخدام بعض المعلمين حسم الدرجات إلا أن بعض الطلاب أيضاً يرون فيه وسيلة تساهم في احباطهم ولا تعلمهم. ولهذا كان السؤال للطلاب عن رأيهم في استخدام العصا ؟ والعودة إلى ذاكرة المعلمين ومعرفة إذا ما كان استخدام الضرب معهم أثر على تخصصاتهم وطريق دراستهم؟. ويقول سعد البقمي، طالب في المرحلة المتوسطة، عن استخدام المعلم للعصا «لا يضربني معلمي إلا من أجل مصلحتي، ودفعي للمذاكرة والاهتمام»، ويرى زميله نواف عاصم نفس الرؤية ويضرب مثالاً في ذلك بقوله «استخدام العصا يذكر الطالب دائماً بخطئه، كما ان الضرب أفضل من حسم الدرجات»، ولا يختلف عنهم أحمد عبد المجيد الذي يقول «الضرب لا يكون إلا للتنبيه والحرص»، ويتراجع أحمد في رأيه ليضيف «لكن التفاهم أفضل من الضرب». ولكن هناك فئة أخرى من الطلاب ربما تكون الأكثر، ترى أن في الضرب وسيلة تنفير وكره للمدرسة والمعلم والمادة، ويعبر عنهم عبد الله النفيعي الذي يتحدث عن أحد المعلمين الذي قام بعقابه لعدم قيامه بحل الواجب «ضربني معلمي ولا أعتقد أن له الحق في ذلك»، ويعتبر سعد السلمي استخدام العصا مع الطالب كالإهانة بقوله «إذا كان والدي لا يضربني فكيف يضربني المعلم؟ بالنسبة لي أعتقد أنها إهانة». هكذا تتباين آراء الطلاب حول قضية استخدام العصا، أو الضرب في المدارس بمعنى أصح، وللإجابة عن الشق الثاني من السؤال الموجه للمعلمين عن تأثرهم باستخدام المدرسين للعصا خلال دراستهم أم العكس؟.

ويجيب محمد الأحمدي ، معلم للغة الإنجليزية، أولا «سبب تخصصي في مادة اللغة الإنجليزية هو حبي للمادة من خلال معلمي سعيد الغامدي، الذي كان لا يتوانى عن استخدام العصا في حالة الخطأ». وبالعكس عن زميله الاحمدي يقول محفوظ الغامدي وهو وكيل مدرسه وأستاذ تاريخ «تخصصت في التاريخ لحبي لمعلمي عبد الله سعد الذي علمني تلك المادة، والذي لم يحمل في يوم من الأيام عصا بيده»، وكذلك خالد الشهري الذي تخصص في علم الاجتماع والسبب كما يقول: «لم أشاهد في يوم من الأيام معلماً لمادة علم الاجتماع يحمل عصا في يده، وهذا ما ساعدني على حب المادة والتخصص فيها خلال دراستي الجامعية». المعلمون أيضاً تتباين آراؤهم في استخدام العصا كوسيلة ترغيب أو ترهيب للطالب. وللوقوف على آراء أولياء الأمور، كان لا بد من سؤال مرشد للطلاب عن ذلك، وهل اختلف جيل الآباء الحالي عن السابق، الذي كان يطالب بالضرب، وبقسوة أحياناً.

ويتحدث عبد الجليل تركستاني ، مرشد طلابي، عن أولياء الأمور «الآباء يرفضون ظاهرة الضرب بصفة عامة، ولكن لا يعني هذا أنه لا توجد فئة أخرى تطالب به، ولا أستطيع أن أنكر أن بعض هذه الفئات من حاملي الشهادات الجامعية، مع أكثرية لذوي التعليم المتوسط». ويرجع تركستاني السبب في طلب بعض أولياء الأمور باستخدام العقاب البدني «أعتقد لأن الحوار بين الطالب وأسرته مفقود في المنزل أساساً، ويعتمد في أحيان كثيرة على الأمر من دون النقاش أو التفاهم». ويرى مساعد الثقفي مدير متوسطة فيصل بن فهد استخدام العصا أو الضرب في المدارس أمرا من الماضي لا ينفع في الوقت الحاضر، قائلاً: «يجب الاشارة في البداية الى ان النظام التعليمي تغير عن الماضي، فنحن الآن نجري انتخابات لاختيار عريف الفصل من بين الطلاب، ونحرص على أن توضع جداول الاختبارات حسب رغبتهم، والهدف هو بناء الثقة في ذات الطالب، لذلك أرى أن العصا تهدم ما نحاول بناءه فيهم»، ويختم الموضوع محفوظ الغامدي بحكمة تقول «نظرة غاضبة (أي ظهور حدة في العين عند النظر للطالب) تغني عن 1000 عصا».