كشف الدكتور سلطان باهبري الامين العام لمجلس الخدمات الصحية في منطقة مكة المكرمة ان ثلاث دول عربية تقدمت بطلباتها الى المجلس الصحي في المنطقة مبدية رغبتها في تطبيق برنامج الجودة الشاملة في الخدمات الطبية الذي طبق أخيراً في مستشفيات المنطقة والاستفادة من هذه التجربة، ومشيرا الى ان وزارة الصحة السعودية هي الاخرى تعتزم تطبيقه في جميع مستشفياتها المنتشرة في المناطق خلال الفترة المقبلة. ويؤكد ذلك الدكتور وليد التركي عضو المجلس الصحي السعودي وممثل القطاع الخاص فيه بقوله «ان وزارة الصحة بصدد تطبيق نظام الجودة الشاملة في الخدمات الطبية على جميع مستشفياتها في المملكة بعد ان اثبت نجاحه في مستشفيات منطقة مكة المكرمة وتبين الدور الكبير لهذا البرنامج في رفع مستوى الخدمات والنوعية المقدمة من الخدمات».
وعاد الدكتور باهبري ليوضح خلال كلمة القاها في حفل اقامته مجموعة مغربي للعيون مساء أمس الأول بمناسبة حصولها على الامتياز في برنامج الجودة «ان توجه مجلس الخدمات الصحية في منطقة مكة خلال المرحلة المقبلة سيكون الى تفعيل التقنية الحديثة واستخداماتها»، مشيرا الى ان «القطاع الصحي في العالم باكمله لا يستخدم التقنية الا بنسبة 1 في المائة وتعد اقل نسبة استخدام في القطاعات ولا يأتي بعدها سوى المناجم التي لا تحتاج الى أي تقنية».
وأضاف الدكتور باهبري الذي يعد (صاحب فكرة تطبيق برنامج الجودة في منطقة مكة المكرمة) متحدثا عن تاريخ تطبيق البرنامج في الولايات المتحدة التي تعد صاحبة السبق عالميا «لو تخيلنا ان طائرتي جامبو تنفجران يوميا في الولايات المتحدة، فان سيناريو ما سيحدث سيكون بايقاف الطيران مباشرة بسبب ذلك، ولكن بالمقابل فان 85 الى 100 الف شخص كانوا يموتون يوميا في الولايات المتحدة بسبب الاخطاء الطبية وهو ما يقدر بضحايا طائرتي جامبو يوميا ولكن الأمر يمر بشكل عادي». واستطرد «هذا الامر تطلب من الولايات المتحدة منذ خمس سنوات تطبيق نظام الجودة العالية في جميع مستشفياتها ومراكزها حتى استطاعت معالجة الامر».
وتابع الدكتور باهبري «نحن في منطقة مكة المكرمة عندما بدأنا في التطبيق كنا نرى ان ذلك حلم صعب التحقيق ولكن مع مرور الأيام وتكاتف الأيدي والالفة التي جمعت مستشفيات المنطقة على طاولة واحدة في مجلس الخدمات الصحية تحقق الحلم وأصبح واقعا نعيشه».
من جانبه اعتبر الدكتور محمد بن خشيم المشرف على برنامج الجودة الشاملة في الخدمات الطبية في مجلس المنطقة ومدير الشؤون الصحية في مستشفى الملك خالد للحرس الوطني في جدة «ان تحقيق الجودة الشاملة في نوعية الخدمات المقدمة في المستشفيات الخاصة والحكومية يعد امراً مهما ولكن الأهم من ذلك هو استمرار هذه الجودة على نفس المستوى ونفس الوتيرة واكثر من ذلك وعدم التراجع الى الخلف بعد ان تم التقييم»، مشيرا الى «ان التقييم يتم بشكل دائم على جميع المستشفيات». واوضح معتصم علي رضا عضو مجلس الخدمات الصحية في منطقة مكة المكرمة العضو المنتدب في مجموعة مغربي للعيون «ان لجان تفتيش مؤهلة علميا وعمليا قامت بالمرور على مستشفيات منطقة مكة المكرمة الحكومية والخاصة على مدار شهر كامل للتأكد من تطبيق قواعد الجودة الشاملة الخاصة بلجنة تأهيل المستشفيات في أميركا الشمالية واجرت هذه اللجان المقابلات مع الاداريين والاطباء والعاملين لاثبات تأهيل المستشفيات».
وأضاف رضا «هناك طفرة طبية كبيرة حدثت في المملكة على كل المستويات مما جعل من السعودية عاصمة للطب في الشرق الاوسط ولعل اكبر دليل على ذلك توافد المرضى عليها من جميع انحاء العالم»، مشيرا الى «ان حجم الاستثمار في القطاع الصحي بلغ 50 ملياراً منها 30 في المائة للقطاع الخاص».