معرض في مدرسة عالمية يستعرض حياة شخصيات شهيرة لتعلم فكرة القبول بالآخر

أم كلثوم وصلاح الدين وباترا وجوخ وكلاي على مسرح واحد

TT

صهرت مدرسة دار جنى العالمية بجدة ثقافات وجنسيات منسوبيها الطلاب في معرض أقامته عن شخصيات شهيرة عربية وعالمية برزت في مجالات مختلفة لتعريف منسوبيها بالأدوار والمساهمات التي قاموا بها في تاريخ الحضارات العربية والعالمية.

وشهد المعرض الذي أقيم مساء يوم الخميس الماضي في مقر المدرسة بحي الروضة منسوبوها من طلاب وطالبات مختلف مراحلها السنية، بحضور أولياء أمورهم وتحت إشراف ومتابعة أعضاء من الإدارة المدرسية وهيئة التدريس.

ونجح المعرض في استحضار مراحل تاريخية مختلفة عبر تجسيد الشخصيات أو إنتاجهم في لوحات فنية غنية بالألوان مع اختيار عدد من الطلبة والطالبات ليقوموا بتقمص هذه الشخصيات في أزياء وملابس تناسب الشخصيات المختارة. والمتجول في المعرض يتمكن من مشاهدة صلاح الدين الأيوبي بسيفه وترسه، والى القرب منه تقف كيلوباترة بجمالها وأناقتها، (كوكب الشرق) أم كلثوم تقف على المسرح وهي تغني احدى أغانيها الشهيرة وهي مرتدية ثوبها من الدانتيل ونظارتها السوداء وشعرها المعقوص إلى فوق، وتقف خلفها فرقتها الموسيقية وهي تعزف على الآلات الموسيقية وهم يرتدون الطربوش، والى الخلف منها يقف الملاكم العالمي المسلم محمد علي كلاي في وسط حلبة ملاكمة.

وعلى زاوية أخرى من المعرض يظهر مكتب العالم المسلم ابن سينا وتجاوره فيروز وهي تصدح بصوتها، وفي منتصف المعرض ساحة خضراء يرسم فيها الفنان الهولندي الشهير فان جوخ إحدى لوحاته، كما انتشرت في أروقة المعرض روائع عالم ديزني. ومكتبة شكسبير وسفينة نوح. الطلاب والطالبات تقمصوا تلك الشخصيات.

الطالبة سارة اختارت أن تجسد شخصية الرسام العالمي (فان جوخ) بقبعته وعلبة ألوانه وهي تقف أمام لوحته. تقول سارة «تعرفت على الكثير من حياة الفنان وكيف أنه كان مرهف الأحاسيس». أضافت أنه بمساعدة معلماتها بحثت في الإنترنت عن جوخ فأعجبت بشخصيته أكثر لأنه إنسان يحب الموسيقى.

أمام لوحة كبيرة رسم عليها مزهرية يقف الطالب تميم عمورة وهو فخور بعمله فقد أحب الرسم منذ صغره وشجعته والدته على ذلك. المعرض كان نتاج تعاون بين معلمي الفنون وطلابهم من البنين والبنات، وقد اختاروا هم الشخصيات التي أحبوها فرسموها وجسموها. السيدة فاتن مديرة المدرسة تنظم مثل هذه المعارض منذ خمس سنوات، تقول بخصوص هذا: «المعرض يعلم أولادنا وبناتنا حب التعاون فنتائجه مثمرة فنحن نريد إنتاج جيل يفكر ويعمل لا ان يحفظ ويختبر فقط».

مدرسة دار جنى العالمية التي يديرها رجل الأعمال أسامة مطبقاني هي واحدة من المدارس العالمية في جدة، تدرس جميع المواد باللغة الإنجليزية. ويشتمل منهجها تدريس المواد الدينية واللغة العربية، إلى جانب توفير حصص لتعليم الموسيقى للصفوف الأولى، واللغة الفرنسية والتربية البدنية. وتتميز علاقات الطلاب والطالبات في المدرسة باظهار احترامهم العميق لخلفيات زملائهم الثقافية وعاداتهم الاجتماعية.

تقول رولا حداش وهي طالبة لبنانية «أتعامل مع أي شخص على أساس انه إنسان أولا وأخيرا. لا يهمني أن أعرف جنسيته أو معتقده وكل ما أريد منه هو العقل والروح». تضيف أنها صديقة مقربة لزميلتها الطالبة لما الشريف (سعودية) والتي تحرص على حجابها الإسلامي وتجمعهما صداقة قوية، «كما أننا حريصان على احترام عاداتنا وثقافاتنا الخاصة بكل منا». وتشاركها الشريف في رأيها وتضيف «وصلنا إلى مرحلة علينا بقبول الآخرين وان نضع ايدينا في أيديهم من اجل التطور، ومع الوقت سنتغير حتما». وبالرغم من دراستهما باللغة الإنجليزية إلا أنهما يحبان قراءة الروايات العربية ولكنهما يفضلان الأغاني الأجنبية أكثر.

كما أنهما أجمعتا على مواصلة تعليمهما الجامعي في الخارج، كون التخصصات العلمية متاحة بشكل أكبر للبنات من جامعات الداخل. وتؤكد الشريف أنها ستدرس في الخارج من أجل «أن نخدم بلدنا بالعلم والمعرفة».