سوق الأسهم السعودية تسحب البساط من جلسات «الضحى» و«العصرية» للنساء

بعد انضمامهن لقائمة المستثمرين

TT

لم تعد الساعة العاشرة صباحا والرابعة والنصف عصرا الوقت الانسب لدى كبيرات السن والسيدات لتبادل الزيارات فيما يعرف بجلسات «الضحى» و«العصرية» التي اصبح موعدها مرتبطا بافتتاح واغلاق سوق الاسهم في فترتين الصباحية والمسائية.

وباتت تلك السيدات منافسا في متابعة شريط الاسهم الذي يظهر في اسفل شاشة التلفزيون لرجال الاعمال والمستثمرين بعد أن انضمت لقائمة المستثمرات الآلاف من سيدات المنازل وكبيرات السن اللواتي كان همهن الاول تجهيز الطعام لاطفالهن.

والطريف في القصة ان كثيرا من السيدات وخصوصا اللواتي يسكن القرى والهجر لا يعرفن القراءة والكتابة لذلك لا يجدن الا اطفالهن الصغار ليعلمنهن كم وصلت قيمة اسهمهن التي اكتتبن فيها خلال الفترة الاخيرة الماضية. وترى ام نايف، احدى السيدات «ان هذه فرصة يجب ان يستغلها الجميع، رجالا ونساء، وارباحها مضمونة، مشيرة الى ان الاسهم والاستثمارات والمال اصبحت تسيطر على جزء كبير من احاديث المجالس النسائية».

ويرى المحلل المالي محمد السالم «ان فترة الاكتتابات في الشركات التي شهدتها السعودية خلال الفترة الماضية جعلت من سوق الاسهم في مقدمة اهتمامات الجميع من دون استثناء، ونحن نلمس ذلك كمحللين ماليين، فكثير من المتصلين او المتعاملين بالاستشارات نساء بينهن كبيرات في السن». ويعلق السالم ضاحكا بقوله «انا اصبحت اخشى، ان يسقط احد هؤلاء المسنين قتيلا لو حدث أي انهيار في سوق الاسهم فهم لا يعرفون أي شيء ويعتقدون ان الاسعار الى اعلى ولا يمكن ان تنخفض ويبنون آمالا واحلاما كبيرة في ذلك».

ويضيف «وعموما ان يصبح الجميع لديهم فكر جيد عن الاقتصاد هو مؤشر ايجابي في الحقيقة، وبالتالي الامر بشكل عام جيد ولكن يجب على الجميع رجالا ونساء ان يدركوا كيفية الاستثمار في هذه المجالات ويلجأوون الى الخبراء لاستشارتهم في ذلك بعيدا عن اجتهاداتهم الشخصية».

ويبين السالم «ان الاقبال الكبير الذي شهدته الاكتتابات خلال العام المنصرم جعل الجميع من دون استثناء يتابع ما يحدث في سوق الاسهم، وخصوصا مع الارباح الهائلة التي حققتها الاغلبية، فكما شاهدنا ان نصف سكان السعودية اكتتبوا في الاكتتاب ما قبل الاخير وهو بنك البلاد وقبل اتحاد الاتصالات الذي بلغ حجم الاموال التي اودعت فيه ضعف المبالغ المطلوبة 51 مرة».

وكانت سوق الاسهم السعودية التي انشئت في عام 1985 لا تشهد أي اهتمام من السعوديين باستثناء رجال الاعمال والمضاربين الذين كانوا يعملون في هذا المجال وهم قلة.

ولكن السعودية شهدت خلال العشر سنوات الاخيرة تزايدا في الاقبال على سوق الاسهم الا ان هذه الاعداد تضاعفت عشرات المرات بعد الاكتتابات التي تمت العام الماضي بدءا باكتتاب شركة الاتصالات السعودية ومرورا بشركة الصحراء وانتهاء باتحاد الاتصالات وبنك البلاد اللذين شهدا اكبر تحول للسعوديين باتجاه الاسهم واخيرا شركة سدافكو التي تم الاكتتاب فيها الشهر المنصرم.